أخبار: إسرائيل تُوسّع أسطولها من طائرات التزويد بالوقود KC-46 في صفقة بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت إسرائيل في 20 أغسطس 2025، عن خططها لشراء طائرتي بوينغ KC-46 إضافيتين للتزود بالوقود جوًا، في صفقة بقيمة 500 مليون دولار مُموّلة من خلال المساعدات العسكرية الأمريكية، وفقًا لما أوردته وزارة الدفاع الإسرائيلية. وأكدت الوزارة أن عملية الاستحواذ تنتظر موافقة لجنتها الوزارية للمشتريات الدفاعية قبل توقيع العقد مع الحكومة الأمريكية، التي تُشرف على جميع المبيعات العسكرية الخارجية. يأتي هذا التطور في وقتٍ يشهد تصاعدًا في التوترات الإقليمية، ويثير تساؤلاتٍ جوهرية حول التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط. تُسلّط هذه الصفقة الضوء على اعتماد إسرائيل على الدعم الدفاعي الأمريكي، واستعداداتها للعمليات الجوية بعيدة المدى.

طائرة بوينج KC-46 بيغاسوس هي طائرة تزود بالوقود جوًا حديثة، قادرة على دعم طائرات متعددة في وقت واحد، مزودةً بأنظمة متطورة للرافعة والخرطوم والسحب. مزودةً بأنظمة طيران حديثة، وأنظمة دفاعية مضادة، وقدرات نقل بضائع، تُمكّن الطائرات المقاتلة، وطائرات الاستطلاع، وطائرات النقل الجوي الثقيلة من توسيع نطاق عملياتها بشكل كبير. بالنسبة لإسرائيل، يُعزز دمج KC-46 قابلية التشغيل البيني مع القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما يُوفر قفزة تكنولوجية مُقارنةً بأسطولها القديم من طائرات التزويد بالوقود.

قامت إسرائيل بالفعل بدمج أربع طائرات KC-46 في قواتها الجوية، مُشكّلةً بذلك العمود الفقري لقدراتها على التزويد بالوقود جوًا. يعكس تاريخ تطوير النظام جهود بوينغ المُستمرة على مدى عقود في تحسين منصات ناقلات الوقود، والتي تطورت من KC-135 إلى KC-46. على الرغم من التأخيرات المُبكرة في البرنامج وتجاوز التكاليف في الولايات المتحدة، أصبحت Pegasus ناقلة الوقود المُفضلة لدى واشنطن وحلفائها الرئيسيين. يُظهر قرار إسرائيل بتوسيع أسطولها من طائرات KC-46 تركيزًا مُتزايدًا على العمليات المُستدامة بعيدة المدى، لا سيما في سياق سيناريوهات الصراع المُحتملة مع إيران.

يُمثل هذا الاستحواذ ميزة عملياتية واضحة لسلاح الجو الإسرائيلي. بالمقارنة مع طائرات بوينج 707 القديمة التي كانت إسرائيل تشغلها سابقًا، توفر طائرة KC-46 كفاءة أعلى في استهلاك الوقود، وأنظمة أمان مُحسّنة، وجاهزية أعلى للمهام. مع وجود ست طائرات KC-46 في الخدمة، ستتمكن إسرائيل من الحفاظ على وتيرة أعلى للمهام الجوية، مما يزيد من قدرة تحمل مقاتلاتها الشبحية من طراز F-35I "أدير" وطائرات F-15 الهجومية. تُترجم هذه القدرة المتزايدة على التزود بالوقود إلى مضاعفة كبيرة للقوة، مما يمنح إسرائيل القدرة على إبراز قوتها خارج حدودها ومواصلة العمليات لفترات أطول.

من الناحية الاستراتيجية، يؤثر شراء طائرة KC-46 بشكل مباشر على التوازن العسكري الإقليمي. يمنح المدى الجوي الموسع إسرائيل مرونة أكبر لشن ضربات استباقية أو انتقامية ضد أهداف إيرانية، بما في ذلك البنية التحتية النووية ومراكز القيادة ومواقع إطلاق الصواريخ. كما يعزز وقت التحليق الممتد قدرات الدوريات الجوية الإسرائيلية فوق أراضيها والمناطق المتنازع عليها.

خلال حربها الجوية التي استمرت 12 يومًا ضد إيران في وقت سابق من هذا العام، اعتمدت إسرائيل بشكل كبير على ناقلات التزود بالوقود جوًا لمواصلة طلعاتها في عمق المجال الجوي الإيراني. بالنسبة لطهران، يمثل توسيع أسطول ناقلات التزود بالوقود الإسرائيلي عيبًا كبيرًا، لأنه يجعل خيارات الضربات الإسرائيلية بعيدة المدى أكثر مصداقية واستدامة.

من الناحية المالية، تُقدر قيمة الصفقة بحوالي 500 مليون دولار، ممولة بالكامل من خلال المساعدات العسكرية الأمريكية المخصصة لإسرائيل في إطار برنامج واشنطن طويل الأمد للمساعدة الأمنية. سيتضمن العقد تعديلات لدمج أنظمة خاصة بإسرائيل، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال غير معلنة. وقد حصل سلاح الجو الأمريكي على آخر عقد رئيسي لطائرات KC-46، وهو لا يزال المشغل الرئيسي. ومع انضمام إسرائيل كأحد عملاء التصدير القلائل، تؤكد الصفقة على مركزية تمويل الدفاع الأمريكي في الحفاظ على التفوق الاستراتيجي لإسرائيل.

يمثل هذا الشراء المخطط له خطوة حاسمة في تعزيز قدرة إسرائيل على التزود بالوقود جوًا وتوسيع النطاق العملياتي لقواتها الجوية. بتعزيز أسطولها بناقلتي وقود إضافيتين من طراز KC-46، لا تُعزز إسرائيل قدرتها على إبراز قوتها خارج حدودها فحسب، بل تُرسل أيضًا إشارة واضحة إلى إيران والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى حول استعدادها للعمليات بعيدة المدى. يُبرز هذا العقد، الذي تبلغ قيمته 500 مليون دولار، والمدعوم بمساعدات أمريكية، الشراكة الدفاعية الراسخة بين واشنطن وتل أبيب، مع التأكيد على الدور المتنامي للتزود بالوقود جوًا في تشكيل الصراعات المستقبلية في الشرق الأوسط.