أخبار: إيران تستعرض مدينة صواريخ عملاقة جديدة تحت الأرض

كشفت إيران النقاب عن قاعدة صواريخ جديدة تحت الأرض تابعة للقوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإسلامي، مدّعيةً أنها تضم ​​آلاف الصواريخ الباليستية قصيرة وطويلة المدى، بالإضافة إلى صواريخ كروز مضادة للسفن مُعدّة للاستخدام ضد الأهداف البحرية في الخليج العربي. وتُعد هذه المنشأة، التي تصفها السلطات الإيرانية بـ"مدينة الصواريخ العملاقة"، جزءًا من شبكة واسعة من القواعد تحت الأرض في جميع أنحاء البلاد.

حضر حفل الافتتاح رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، وقائد القوة الجوية الفضائية في الحرس الثوري الإسلامي، العميد أمير علي حاجي زاده. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية كبار المسؤولين العسكريين وهم يتفقدون المجمع الضخم تحت الأرض، والذي يحتوي على صواريخ مثل "خيبر شكان"، و"الشهيد حاج قاسم"، و"قدر-ح"، و"سجيل"، و"عماد". هذه الصواريخ، المُخزّنة بكميات كبيرة، مُعدّة للرد على مختلف السيناريوهات العسكرية، سواءً دفاعية أو هجومية.

من بين هذه الصواريخ، أفادت التقارير أن صاروخ خيبر شكان-1 قادر على التهرب من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي ثاد، بينما صُمم صاروخ خيبر شكان-2 خصيصًا لمواجهة عمليات الاعتراض. ويُقدر مدى صاروخ قدر-H بـ 1700 كيلومتر، بينما يُصنف طرازا عماد وسجيل من بين أكثر الصواريخ الباليستية متوسطة المدى قدرةً في إيران. سُمي صاروخ الشهيد الحاج قاسم تيمنًا بالجنرال قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة جوية أمريكية ببغداد عام 2020، مما يؤكد عزم إيران على مواصلة برنامجها العسكري رغم الضغوط الخارجية.

خلال الزيارة، صرّح الجنرال باقري بأن القوة العسكرية الإيرانية قد "تضاعفت" مقارنة بالعمليات السابقة، في إشارة إلى عملية الوعد الصادق 2، التي تضمنت ضربات انتقامية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية. في يناير 2024، نفذت إيران هذه الضربات ردًا على هجمات إسرائيلية سابقة، مما سلّط الضوء على قدراتها في توجيه ضربات دقيقة باستخدام مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. أشارت السلطات الإيرانية إلى أن جزءًا ضئيلًا فقط من القدرات العسكرية للبلاد قد استُخدم في هذه العمليات، مما يُلمّح إلى إمكانية اتخاذ إجراءات أخرى في حال تصاعد التوترات.

يأتي الكشف عن هذه القاعدة تحت الأرض في ظل تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل. في أكتوبر 2024، شنت إيران ضربات صاروخية على أهداف إسرائيلية، مما دفع إسرائيل إلى شن هجمات انتقامية على البنية التحتية العسكرية الإيرانية. ردًا على ذلك، عززت واشنطن وجودها العسكري في المنطقة، ونشرت قاذفات بي-2 في دييغو غارسيا، وهي قاعدة استراتيجية قادرة على شن هجمات عميقة ضد منشآت محصنة مثل تلك الموجودة في إيران. ويهدف هذا التعزيز العسكري الأمريكي إلى ردع أي أعمال إيرانية أخرى قد تهدد المصالح الأمريكية أو الحليفة.

على الرغم من مزاعم إيران بحصانة هذه المنشآت، يشير بعض المحللين العسكريين إلى ضعف هيكلي كبير في تصميم هذه القاعدة تحت الأرض. يبدو أن الصواريخ مخزنة في نفق متصل بدون أبواب مقاومة للانفجار أو أقسام منفصلة، ​​مما يجعل الموقع بأكمله عرضة لانفجار متسلسل في حال اختراق المنشأة بضربة مُستهدفة. أظهرت العمليات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا ولبنان أن حتى المنشآت تحت الأرض شديدة التحصين لا تزال عرضة لضربات دقيقة أو تسلل بري.

تُعدّ هذه الشبكة من القواعد تحت الأرض جزءًا من استراتيجية الردع الإيرانية، التي تهدف إلى إبراز قدراتها الهجومية بعيدة المدى مع الحفاظ على الحماية من الهجمات الجوية المحتملة. ويساهم نشر لقطات تُظهر هذه المنشآت عبر وسائل الإعلام الحكومية في تعزيز رسالة إيران حول جاهزيتها العسكرية في ظل استمرار تصاعد التوترات مع واشنطن وتل أبيب. ومع ذلك، فإن الكشف العلني عن هذه القاعدة قد يكشف أيضًا عن نقاط ضعف يمكن أن يستغلها الخصوم، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تشمل قدراتهما العسكرية أنظمة مصممة خصيصًا لاختراق أهداف تحت الأرض مُحصّنة. ويتوقف الوضع الآن على التوازن الدقيق بين استعراض طهران للقوة ورد الفعل المحتمل من خصومها، الذين قد يعتبرون هذا التطور تهديدًا مباشرًا يتطلب إجراءات مضادة فورية.