كشفت إيران عن صاروخها الباليستي أرض-أرض من طراز BM-300 الذي طورته محليًا في معرض الدفاع في فيتنام الذي يقام في هانوي من 19 إلى 22 ديسمبر 2024، مما يؤكد على التطور المتزايد لتكنولوجيا الصواريخ لديها ويشير إلى علاقة دفاعية عميقة مع الدولة المضيفة. يسلط نظام الأسلحة المتقدم هذا، المصمم للضربات عالية الدقة، الضوء على التزام إيران بتعزيز ردعها الإقليمي مع استكشاف فرص الصادرات العسكرية.
يتم تثبيت نظام الصواريخ الباليستية أرض-أرض من طراز BM-300 على هيكل شاحنة 6 × 6، يجمع بين القدرة على الحركة والكفاءة التشغيلية. تتميز الشاحنة بكابينة طاقم في المقدمة، مع ملجأ صغير يقع مباشرة خلفها، والذي يضم جميع المعدات اللازمة لعمليات مكافحة الحرائق. يسمح هذا التصميم المدمج للطاقم بإدارة إجراءات الاستهداف والإطلاق من بيئة محمية. تم تركيب منصة إطلاق في الجزء الخلفي من المركبة، وهي مصممة لحمل وإطلاق صاروخ واحد من طراز BM-300. يعمل هذا الإعداد المتكامل على تعزيز قدرة النظام على الحركة، مما يمكنه من العمل في تضاريس متنوعة ونشره بسرعة للمهام التكتيكية، مما يجعله أصلًا متعدد الاستخدامات لسيناريوهات ساحة المعركة الحديثة.
يعتبر BM-300 صاروخًا باليستيًا أحادي المرحلة يعمل بالوقود الصلب ومُحسَّنًا لضرب البنية التحتية الحيوية مثل مراكز القيادة ومواقع الصواريخ ومستودعات الذخيرة والمنشآت العسكرية والمطارات. مع مدى يتراوح من 150 إلى 300 كيلومتر وخطأ دائري محتمل (CEP) أقل من 35 مترًا، فإنه يوفر مزيجًا قويًا من المدى والتنقل والدقة. يتم تثبيت الصاروخ على ناقل متحرك 8x8 (TEL)، مما يضمن المرونة التشغيلية والنشر السريع. يسمح محركه الذي يعمل بالوقود الصلب، والذي يستخدم وقود HTPB، بأداء فعال وموثوق به في بيئات متنوعة، مما يجعل BM-300 أصلًا قيمًا لكل من العمليات الهجومية والدفاعية.
كما يلقي الكشف عن الصاروخ BM-300 في فيتنام الضوء على العلاقات الدفاعية المتطورة بين طهران وهانوي. إن العلاقة الدفاعية بين إيران وفيتنام متجذرة في تجاربهما التاريخية المشتركة في مقاومة التدخل الأجنبي وتركيزهما المتبادل على تحقيق الاعتماد على الذات في القدرات العسكرية. وعلى مر السنين، سعت الدولتان بنشاط إلى تنويع شراكاتهما الدفاعية للحد من الاعتماد على القوى الكبرى وتعزيز التعاون التكنولوجي. مهدت التبادلات الدبلوماسية والزيارات رفيعة المستوى من قبل المسؤولين الدفاعيين من كلا البلدين الطريق للتعاون في التدريب العسكري وتبادل التكنولوجيا وتبادل الخبرات. إن استضافة فيتنام لأول ظهور لهذا الصاروخ يعزز استعدادها للتعامل مع شريك دفاعي غير غربي، وخاصة الشريك القادر على تقديم حلول فعالة من حيث التكلفة وقادرة.
يعد الصاروخ BM-300 جزءًا من برنامج تطوير الصواريخ الأوسع نطاقًا في إيران، والذي تطور بشكل كبير على مدى العقد الماضي. ومع مواجهة إيران للتحديات المستمرة، بما في ذلك العقوبات الدولية والتنافسات الإقليمية والتهديدات العسكرية، أصبح برنامجها الصاروخي حجر الزاوية في استراتيجيتها الدفاعية. لقد أعطت إيران الأولوية لتطوير ترسانة صاروخية قوية لمواجهة التهديدات من الخصوم وتأكيد سيادتها. ويعكس الصاروخ BM-300 هذا التركيز الاستراتيجي، مع التركيز على الدقة والفائدة التكتيكية.
لقد أنتجت إيران مجموعة من الصواريخ الباليستية على مدى العقد الماضي، بما في ذلك سلسلة فاتح-110، وقيام-1، وصاروخ خرمشهر متوسط المدى. وقد تم تطوير هذه الأنظمة لمعالجة التهديدات الإقليمية والدولية، والتي تتراوح من الصراعات المحتملة مع الدول المجاورة إلى الردع ضد القوى العالمية. ويسلط التركيز على الدقة والقدرة على الحركة في الصاروخ BM-300 الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها إيران لإنشاء أنظمة مناسبة لسيناريوهات القتال الحديثة.
على الساحة الدولية، كان برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني مصدرًا للتوتر. فقد أعربت الدول الغربية وإسرائيل وبعض دول الخليج عن مخاوفها بشأن إمكانية زعزعة استقرار المنطقة من خلال هذه الأسلحة. بالإضافة إلى ذلك، أدى توفير إيران لتكنولوجيا الصواريخ للمجموعات المتحالفة مثل حزب الله إلى زيادة المخاوف. ورغم هذه الضغوط، واصلت إيران الاستثمار في برنامجها الصاروخي كرمز لمقاومتها للتدخل الأجنبي ووسيلة لفرض قوتها على المستوى الإقليمي.
ومن خلال عرض BM-300 في فيتنام، تعمل إيران أيضًا على وضع نفسها كمصدر دفاعي قابل للتطبيق. ويوفر المعرض فرصة لطهران لإظهار إنجازاتها التقنية وتوسيع حضورها في سوق الدفاع العالمية. وبالنسبة لفيتنام، يعكس التعاون استراتيجيتها في تنويع موردي الدفاع وتحديث ترسانتها لمعالجة المخاوف الأمنية الإقليمية، وخاصة في بحر الصين الجنوبي. كما يشير استضافة أول ظهور لـ BM-300 إلى اهتمام هانوي باستكشاف شراكات دفاعية جديدة تتوافق مع أهدافها في الشراء الفعال من حيث التكلفة والاعتماد على الذات.
يمثل ظهور BM-300 لأول مرة في فيتنام تقاربًا للمصالح الاستراتيجية بين البلدين. بالنسبة لإيران، فهو منصة لتسليط الضوء على مرونتها وإبداعها في تكنولوجيا الدفاع على الرغم من العقوبات الدولية والعزلة. وبالنسبة لفيتنام، يعمل المعرض كوسيلة لتعميق العلاقات مع شريك دفاعي ناشئ مع الحصول على حلول عسكرية متقدمة وبأسعار معقولة.
يسلط الكشف عن BM-300 الضوء على قدرة إيران على التغلب على التحديات الدولية وتطوير أنظمة متقدمة مصممة خصيصًا لاحتياجاتها الدفاعية. وفي الوقت نفسه، يؤكد هذا التعاون على الشراكة المتنامية بين إيران وفيتنام، والتي تتجذر في الأهداف الاستراتيجية المشتركة والالتزام المتبادل بتعزيز قدراتهما الدفاعية. وفي حين تتنقل الدولتان في مشهد أمني عالمي معقد، فإن هذا التعاون يشير إلى تصميمهما على تعزيز الاعتماد على الذات واستكشاف فرص جديدة في قطاع الدفاع.