أخبار: اختبار محرك طائرة "شاهد 161" المسيرة الشبحية في معرض للحرس الثوري الإيراني

شغّلت القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني محرك طائرة "شاهد 161" المسيرة الشبحية علنًا خلال معرض للإنجازات في الحديقة الجوية الوطنية بطهران، وفقًا لما ذكرته وكالة مهر للأنباء وصحيفة طهران تايمز، في 11 نوفمبر 2025.

حوّل هذا العرض، الذي كان عادةً مغلقًا، عملية اختبار إلى عرض حيّ، يُسلّط الضوء على كيفية استخدام طهران المتزايد للعروض العامة للإشارة إلى التقدم في أنظمتها المسيرة. يأتي هذا الاختبار بعد أشهر قليلة من الاستخدام المكثف للطائرات المسيرة إلى جانب الصواريخ الباليستية من قِبل إيران في حرب يونيو/حزيران بين إسرائيل وإيران، ويُؤكد على مكانة الطائرات المسيرة في صميم قوة الردع الإيرانية. بالنسبة للجيوش الإقليمية والمراقبين الخارجيين، يُتيح هذا الحدث فرصة نادرة للاطلاع على تطور عائلة الطائرات المسيرة الشبحية النفاثة التي انتقلت من الهندسة العكسية إلى الإنتاج التسلسلي في ظل العقوبات.

شاهد 161 هي طائرة بدون طيار مدمجة ذات أجنحة طائرة، مشتقة من الطائرة الأمريكية RQ-170 سنتينال التي استولت عليها إيران عام 2011. تصفها مصادر إيرانية بأنها نسخة مصغرة بنسبة 40% من شاهد 171 "سيمرغ"، وهي في حد ذاتها نسخة بالحجم الكامل من RQ-170. يتبع هيكل الطائرة فلسفة منخفضة الملاحظة نفسها، مزيج من الجناح والجسم، وخطوط انسيابية، وغياب أسطح الذيل العمودية لتقليل بصمات الرادار والأشعة تحت الحمراء.

وفقًا للإعلانات الفنية ووسائل الإعلام المحلية، يبلغ طول الطائرة بدون طيار حوالي 1.9 متر، ويبلغ طول جناحيها حوالي 5.1 متر، وهي مزودة بمحرك نفاث صغير من طراز HKS يوفر حوالي 40 كيلوجرامًا من قوة الدفع. يمنحها هذا التكوين سرعة قصوى تتراوح بين 300 و350 كم/ساعة، وسقف خدمة يتراوح بين 7600 و8000 متر، مما يجعلها تتفوق على العديد من أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى، مع بقائها أصغر بكثير من طائرات MALE التقليدية. تشير أرقام الأداء المنشورة خلال المعرض إلى مدى قتالي يبلغ حوالي 150 كيلومترًا، ومدى أقصى يقارب 300 كيلومتر، مع قدرة تحمل تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات، حسب الحمولة وطبيعة المهمة. مع وزن إقلاع أقصى يبلغ حوالي 170 كيلوجرامًا، وحمولات مهام تتراوح بين 40 و50 كيلوجرامًا تقريبًا، تبدو طائرة "شاهد 161" مُحسّنة للمهام التكتيكية قصيرة ومتوسطة المدى، بدلًا من الدوريات طويلة المدى.

وتشير اللافتات والإعلام الإيراني إلى قدرتها على حمل قنبلتين موجهتين بدقة، يصل وزن كل منهما إلى 50 كيلوغرامًا، أو حزمة رأس حربي باحث، بالإضافة إلى أبراج استشعار كهروضوئية وأشعة تحت الحمراء للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. من الناحية التشغيلية، يمنح هذا المنصة هوية مزدوجة، فهي تعمل كأداة استخبارات ومراقبة واستطلاع خفية، وأيضًا كذخيرة متسكعة ضد أهداف عالية القيمة، إذا تم تجهيزها برأس حربي مخصص. يعتمد الإطلاق والاستعادة على منجنيق مثبت على مركبة واستعادة بالانزلاق أو المظلة، مما يعكس مبدأ وحدات الطائرات المسيرة المتنقلة التي يصعب تحديد موقعها.

وقد أظهر عرض المحرك العام في معرض إنجازات الفضاء كلاً من النضج المتزايد للدفع النفاث الدقيق لطائرة شاهد-161 والتطور الأوسع لسلسلة طائرات شاهد الخفية من منصات اختبار واسعة النطاق مشتقة من RQ-170 إلى عائلة متعددة الطبقات من الأنظمة (141، 161، 181، 191، و171) تغطي مهام طويلة المدى وحمولة أثقل بشكل متزايد مع الحفاظ على خصائص منخفضة الملاحظة عبر الأسطول.

ضمن هذه البنية المتعددة الطبقات، تحتل طائرة شاهد 161 مكانة بين الذخائر المتسكعة القابلة للاستهلاك ومنصات الاستطلاع المتطورة. يجعل حجمها الصغير وشكلها المحسن للتخفي من اكتشافها أكثر صعوبة من الطائرات المسيرة الأكبر حجمًا التي تعمل بالمراوح، بينما يوفر محركها النفاث الدقيق سرعات اندفاع أعلى للاختراق والهجوم النهائي. في الوقت نفسه، يشير نطاقها وحمولتها المحدودان نسبيًا مقارنةً بطائرتي شاهد 171 أو 191 إلى أنها مصممة لمهام تكتيكية عالية القيمة، على سبيل المثال، الاشتباك مع رادارات الدفاع الجوي الأمامية، أو مراكز القيادة الثابتة، أو البنى التحتية الحيوية القريبة نسبيًا من الأراضي الإيرانية أو الحليفة. بل إن التقييم الفني لموقع "أخبار العالم الإسلامي" أشار إلى أن الجمع بين جهاز البحث والرأس الحربي يُشير إلى دورها كطائرة مسيرة "انتحارية" باهظة الثمن ودقيقة، تُستخدم ضد أهداف مُدافعة ذات أولوية عالية.