بحسب المعلومات التي نشرتها وكالة تسنيم في 19 نوفمبر 2024، فإن سفينة "أنادولو إس" التي تديرها شركة "أوراس شيبينغ" ومقرها إسطنبول، نجت من أضرار ناجمة عن ضربتين صاروخيتين أثناء إبحارها بالقرب من ميناء المخا اليمني ثم جنوب شرق عدن في وقت لاحق.
وأعلن المتحدث العسكري الحوثي يحيى سريع مسؤوليته عن الهجوم، متهماً أصحاب السفينة بانتهاك حظرهم التجاري المعلن مع إسرائيل. ويشكل هذا الحادث جزءاً من مبادرة أوسع نطاقاً للحوثيين تستهدف الشحن التجاري في البحر الأحمر، والتي أطلقت بعد أن فرضت الجماعة حصاراً على الشركات التي تتعامل مع إسرائيل في مايو 2024.
تدير شركة "أوراس شيبينغ" سفينة "أنادولو إس"، وهي شركة يملكها صالح زكي تشاكير، وهو شريك مقرب من يلدريم وشخصية مؤثرة في الشحن التركي. وقد أثارت مشاريع تشاكير، التي ورد أنها مرتبطة بالتجارة مع إسرائيل، التدقيق وسط خطاب عام معاد لإسرائيل من جانب الحكومة التركية.
العلاقات التركية الإسرائيلية
تتمتع تركيا وإسرائيل بعلاقة معقدة ومتقلبة منذ أصبحت تركيا أول دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل في عام 1949. وعلى مدى العقود، تذبذبت تفاعلاتهما بين التعاون والتوتر، متأثرة بشدة بالصراعات الإقليمية والديناميكيات السياسية المحلية.
في النصف الأخير من القرن العشرين، طورت تركيا وإسرائيل علاقات عسكرية واقتصادية مهمة. قدمت إسرائيل مساعدات عسكرية كبيرة لتركيا، بما في ذلك تحديث طائرات F-4 Phantom التركية وطائرات Northrop F-5 وترقية الدبابة القتالية الرئيسية التركية، Sabra المصنوعة في إسرائيل. كما عزز التعاون البحري والجوي العلاقات الثنائية، مع التدريب المتبادل والتنسيق العملياتي في التدريبات المشتركة.
بدأت العلاقة في التوتر في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وخاصة بعد حرب غزة 2008-2009. انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان علنًا تصرفات إسرائيل في غزة، مما أدى إلى زيادة التوتر. وصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها بعد غارة أسطول غزة عام 2010، والتي أسفرت عن مقتل تسعة ناشطين أتراك. دفعت الحادثة تركيا إلى خفض العلاقات الدبلوماسية وتعليق التعاون العسكري مع إسرائيل.
بدأت جهود إصلاح العلاقات في عام 2013، عندما اعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حادثة الأسطول، مما مهد الطريق للمصالحة. وبحلول عام 2022، تم استعادة العلاقات الدبلوماسية بالكامل مع إعادة تعيين السفراء، مما يشير إلى التركيز المتجدد على الاستقرار الإقليمي والتعاون الاقتصادي.
ومع ذلك، أعادت الصراعات الأخيرة في غزة ولبنان إشعال التوترات. وانتقد الرئيس التركي أردوغان بشدة الإجراءات العسكرية الإسرائيلية. وقد أدى هذا إلى سلسلة من التدابير من جانب تركيا، بما في ذلك تعليق العلاقات التجارية في منتصف عام 2024 وحرمان طائرة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ من الوصول إلى المجال الجوي التركي خلال رحلة دبلوماسية. الأمر الأكثر أهمية هو أن الرئيس أردوغان أعلن في نوفمبر 2024 أن تركيا قطعت جميع العلاقات مع إسرائيل، مما يشير إلى انقطاع محتمل طويل الأمد في التعاون الدبلوماسي والاقتصادي بينهما.