أخبار: العراق يتسلم الدفعة الثانية من مروحيات Bell 505 الأمريكية

استلم العراق في 16 أكتوبر 2025 دفعة ثانية من ثماني مروحيات تدريب من طراز بيل 505 جيت رينجر إكس في قاعدة الشهيد العميد محمد علاء الجوية، مُكملًا بذلك برنامجًا يضم 15 طائرة لقيادة طيران الجيش، وفقًا لمعلومات نشرتها وكالة الأنباء العراقية (INA). وقال مسؤولون إن الأسطول سيُرسّخ تدريب الطيارين في كلية طيران الجيش، بعد دفعة أولى من سبع طائرات تم تسليمها في أغسطس 2024. ووصف المتحدث باسم الوزارة، اللواء تحسين الخفاجي، الطائرة الجديدة بأنها دفعة كبيرة لقدرات التدريب.

طائرة بيل 505 هي طائرة حديثة خفيفة الوزن قصيرة، مبنية على عمود دوران توربيني من طراز سافران أريوس 2R، تُولّد قوة 505 حصان للإقلاع، ويتم التحكم فيها بواسطة نظام التحكم الإلكتروني في الطوربيد (FADEC) ثنائي القناة لتبسيط إدارة المحرك وتقليل عبء عمل الطيار. بفضل قمرة القيادة المزودة بمنصة قيادة Garmin G1000H المزودة بشاشتي LCD ونظام EICAS مدمج وخريطة متحركة، تعكس قمرة القيادة منطق إلكترونيات الطيران الذي سيستخدمه الطيارون العراقيون على منصات أكثر تعقيدًا. تبلغ سرعة الطيران النموذجية حوالي 125 عقدة، مع مدى عملي يبلغ حوالي 300 ميل بحري وسقف خدمة يبلغ حوالي 18600 قدم، مما يوفر أداءً ممتازًا للطلعات الجوية الأولية والإجراءات المتقدمة في تضاريس العراق ودرجات حرارته المتنوعة.

لأغراض التدريب، تتيح مقاعد الطائرة 505 1+4، وأرضية المقصورة المسطحة، ومساحة الأمتعة البالغة 18 قدمًا مكعبًا، تكوينات المدربين والطلاب والمراقبين دون الحاجة إلى إعادة تركيب العتاد. يمكن لهذا النوع من الطائرات حمل ما يقرب من 2295 رطلاً خارجيًا، والتحليق براحة تامة للعمليات النمطية، مع أسقف تحليق منشورة داخل وخارج تأثير الأرض، مما يناسب العمليات الصحراوية. تعمل مجموعات السلامة والوعي الظرفي الاختيارية، مثل نظام HTAWS ونظام الرؤية الاصطناعية، على مواءمة الطائرة بشكل أكبر مع المعايير العسكرية الحديثة مع الحفاظ على انخفاض تكاليف التشغيل. يُفسر هذا المزيج لماذا أصبحت طائرة بيل 505 طائرة تدريب أساسية في العديد من الجيوش ووحدات إنفاذ القانون حول العالم.

في حين لم تكشف بغداد عن قيمة شراء الطائرة، فإن بنية الدعم المُحيطة بهذه الطائرات العمودية مُعلنة. في أواخر عام 2023، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على ما يصل إلى 300 مليون دولار للدعم اللوجستي المُتعاقد عليه مع شركة بيل للعراق، والذي وُصف لاحقًا في إشعار بالسجل الفيدرالي. تغطي هذه الحزمة دعم الصيانة وممثلي الخدمة الميدانية لأنواع متعددة من طائرات بيل في الخدمة العراقية، بما في ذلك طرازات 505 و407، وOH-58A/C، و206B-3، وHuey II، مما يضمن توفير قطع الغيار والمساعدة الفنية وتوافر الأسطول مع دخول طائرات التدريب الجديدة الخدمة. بشكل منفصل هذا الشهر، زاد الجيش الأمريكي عقد بيل 412EPX للعراق بمقدار 12.4 مليون دولار، مما يُؤكد على تحديث أوسع للطائرات العمودية يتجاوز أسطول الطائرات التدريبية.

تُوفر طائرة بيل 505 لطيران الجيش العراقي مسارًا مُنظمًا من المهارات الأساسية إلى المهارات المتقدمة في مجال الطائرات العمودية. يمكن للمدربين تدريب الطلاب خلال إجراءات بدء التشغيل والطوارئ باستخدام حماية FADEC، ثم الانتقال إلى أساسيات الأجهزة، والملاحة، والهبوط في المناطق المحصورة، والعمليات الليلية بقمرة قيادة زجاجية تعكس طائرات الخطوط الأمامية. إن مرونة المنصة، وخيار خطاف الشحن الخارجي، وقدرتها على استيعاب برج EO/IR، تجعلها قاعة دراسية موثوقة لتكتيكات الاستطلاع، وتدريبات الإخلاء الطبي، والاتصال، ومراقبة القوافل. كما اعتبر المسؤولون العراقيون الأسطول بمثابة نقطة انطلاق لتنسيق الدعم الجوي الوثيق، حتى مع بقاء الطائرة 505 في المقام الأول طائرة تدريب، مما سيساعد في توحيد الاتصالات والتكامل الجوي-الأرضي للوحدات المتجهة إلى أساطيل 407 و412 وأساطيل H225M المستقبلية.

تعزز بغداد علاقاتها الدفاعية مع واشنطن لدعم الاستدامة والتدريب، مع تنويع خيارات الرفع والهجوم باستخدام معدات أوروبية، بما في ذلك طلب شراء 12 طائرة هليكوبتر متعددة المهام من طراز Airbus H225M Caracal لعام 2024. في الوقت نفسه، دأب العراق على التعاون مع حلف الناتو في مجال التدريب المنظم وتبادل المعرفة، حيث ركزت اجتماعات رفيعة المستوى عُقدت هذا الشهر على بناء القدرات المؤسسية. في ظلّ المتطلبات المستمرة لمواجهة داعش، والحدود غير المستقرة، والحاجة إلى إضفاء طابع احترافي على تشكيل القوات، فإن برنامج بيل 505 لا يركز على القوة النارية الرئيسية بقدر ما يركز على إعادة بناء سلاح الطيارين بطائرات أكثر أمانًا، وإلكترونيات طيران حديثة، وخدمات لوجستية موثوقة، وهو أساسٌ لا تُحقق بدونه الطائرات المتطورة عوائد متناقصة.