أخبار: الكويت تطلق زوارق روبوتية غير مأهولة "NeedleFish" لتعزيز المراقبة الساحلية

في خطوة غير مسبوقة في منطقة الخليج، سلّمت أوشن إنفينيتي سفن نيدل فيش السطحية غير المأهولة عالية السرعة (USVs) إلى خفر السواحل الكويتي، كجزء من مشروع طموح لتطوير المراقبة البحرية بقيمة 213 مليون دولار، في 3 يوليو 2025، تُمثّل زوارق NeedleFish المسيّرة الجديدة في الكويت نقطة تحوّل في الأمن البحري الإقليمي، وفقًا لما أوردته شركة أوشن إنفينيتي.

يعكس هذا الإطلاق، المُدمج في "مشروع فيجيلانت"، استجابة الكويت لمتطلبات الأمن البحري المتزايدة عبر مياهها الإقليمية التي تبلغ مساحتها 11,000 كيلومتر مربع. من خلال الجمع بين الروبوتات المتقدمة، والاستخبارات البحرية، وبث البيانات في الوقت الفعلي، يُظهر هذا البرنامج كيف تُعيد الأنظمة غير المأهولة المتطورة تشكيل أولويات الدفاع الوطني في الخليج العربي.

نيدل فيش USV هو قارب مزدوج الهيكل بطول 14 مترًا، مصمم خصيصًا لمهام الدوريات السريعة غير المأهولة، والمراقبة، ورسم الخرائط، ومسح قاع البحر. تعمل هذه القوارب بمحركين نفاثين بحريين، ويمكنها تجاوز سرعات 40 ميلًا في الساعة، مما يجعلها الأسرع في فئتها. كل وحدة مُجهزة خصيصًا بأجهزة استشعار بحرية متعددة الطبقات، بما في ذلك الرادارات، والأنظمة البصرية الإلكترونية، والمعدات الصوتية المائية، وجميعها تُغذي مراكز القيادة البرية المصممة خصيصًا والمتصلة عبر شبكة C5iSR المتقدمة من شركة SRT Marine Systems.

تعتمد رحلة شركة Ocean Infinity لتطوير نيدل فيش على سنوات من الخبرة في تشغيل أكبر أسطول نشط في العالم من سفن USV وUUV منذ عام 2019. اشتهرت الشركة في البداية بالبحث تحت سطح البحر وجمع البيانات البحرية، لكنها حوّلت خبرتها إلى منصات سطحية ذاتية التشغيل من خلال هذا الحل المصمم خصيصًا للظروف البحرية الفريدة في الكويت. سبق إطلاق هذه القوارب تجارب مكثفة وعرض حيّ لكبار مسؤولي الأمن في البلاد، إيذانًا ببدء عهد جديد لخفر السواحل الذي اعتمد، حتى الآن، اعتمادًا كبيرًا على أسطول محدود من زوارق الدوريات المأهولة.

ما يميز "نيدل فيش" هو اندماجها في منظومة الكويت الأوسع للتوعية بالمجال البحري، وهو مزيج غير مسبوق من الأبراج الساحلية الثابتة، والمركبات المتنقلة ذاتية القيادة، ودمج البيانات المدعوم بالذكاء الاصطناعي. بالمقارنة مع زوارق الدوريات المأهولة القديمة، تُوسّع هذه الزوارق نطاق عمليات خفر السواحل من خلال تواجد دائم، وانخفاض المخاطر على الأفراد، والتحكم السلس عن بُعد خارج نطاق الرؤية. عند مقارنتها بالتطورات التاريخية، مثل تجربة البحرية الأمريكية مع سفن الدوريات غير المأهولة من فئة "سي هنتر"، يُلاحظ أن نهج الكويت يُبرز نشر هذه التكنولوجيا المتقدمة مباشرةً في أمن الحدود اليومي بدلًا من استخدامها كمنصة اختبار للمفاهيم البحرية المستقبلية.

من الناحية الاستراتيجية، تنطوي خطوة الكويت على تداعيات إقليمية. فالبيئة البحرية المعقدة في الخليج، والتي تتسم بالتهريب والصيد غير المشروع، وظلال التوترات الجيوسياسية، تتطلب مراقبةً أكثر تطورًا. من خلال نشر سفن ذاتية القيادة مُدمجة ببث بيانات مباشر وتقنيات كشف التهديدات المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي، تهدف الكويت إلى سد الثغرات الحرجة بتأثير مُضاعِف للقوة. في منطقة لا تزال فيها البنية التحتية النفطية وطرق التجارة أهدافًا عالية القيمة، يُظهر هذا المشروع كيف يُمكن للدول الصغيرة الاستفادة من الأنظمة غير المأهولة للحفاظ على السيادة والسيطرة البحرية دون إرهاق الأفراد.

من الناحية المالية، يندرج إطلاق نظام "نيدل فيش" ضمن استراتيجية الكويت الأوسع لتحديث البنية التحتية البالغة 121 مليار دولار. وبينما يغطي العقد الأولي أربع زوارق مُسيّرة فقط، تُقدّر قيمتها كجزء من حزمة المراقبة البالغة 213 مليون دولار، فإن نجاح البرنامج قد يُحفّز المزيد من المشتريات. وتظل شركتا "أوشن إنفينيتي" و"إس آر تي مارين سيستمز" شريكتين رئيسيتين، حيث تُمهدان الطريق لصفقات متابعة مُحتملة في حال توسّعت الكويت في أسطولها غير المأهول أو سعت إلى ترقيات، مثل إضافة حمولات معيارية أو قدرات دفاعية محدودة في المستقبل.

إن استثمار الكويت في أسطول "نيدل فيش" ليس مُجرّد ترقية تكنولوجية، بل هو قفزة مُدروسة نحو عصر جديد من الدفاع الساحلي، حيث تُحدّد الاستقلالية وتكامل البيانات والقيادة الفورية الأمن البحري. ومع تزايد تعقيد التهديدات البحرية الإقليمية، فمن المرجح أن يكون هذا المشروع بمثابة نموذج لدول الخليج الأخرى التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين موارد القوى العاملة المحدودة والطلب على اليقظة الساحلية المستمرة.