نشر الكونجرس الأمريكي وثيقة عن الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في 25 أكتوبر 2024، والذي تصاعد بعد الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023. تسلط الجوانب الرئيسية لهذا الصراع الضوء على المواد والقدرات العسكرية المتقدمة في اللعب، مع خسائر كبيرة على كلا الجانبين. ركزت إسرائيل جهودها على تقويض البنية التحتية العسكرية لحزب الله، في حين تؤكد الموارد المادية لحزب الله، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار المتقدمة، على الموقف العسكري المرن للمجموعة على الرغم من النكسات الكبيرة.
أظهرت حملة إسرائيل قوة جوية هائلة، تعتمد بشكل كبير على الذخائر الموجهة بدقة، والمركبات الجوية بدون طيار، وقدرات الحرب الإلكترونية المتقدمة. نفذ سلاح الجو الإسرائيلي، بأسطوله من مقاتلات الشبح F-35 Lightning II، مهام اختراق عميق للأراضي اللبنانية والسورية، مستهدفًا مراكز قيادة حزب الله والقيادات رفيعة المستوى. إن أنظمة القيادة والسيطرة الشبكية الإسرائيلية تسهل الضربات المنسقة التي تتميز بالدقة العالية والقادرة على تقليل الأضرار الجانبية، وبالتالي تعزيز اليد العليا التكتيكية لها. وتستكمل هذه العمليات الجوية بقوات برية مجهزة بصواريخ موجهة ومدفعية دقيقة، مما يجعل القوات الإسرائيلية قاتلة بشكل استثنائي في التوغلات المحدودة عبر الحدود.
كما عطلت وحدات الحرب الإلكترونية الإسرائيلية قدرات حزب الله على الاتصالات والتتبع، وهو جزء أساسي من استراتيجيتها لتقويض هيكل قيادة المجموعة. وإلى جانب العمليات الاستخباراتية المتطورة، كانت قدرة إسرائيل على اختراق دفاعات حزب الله فعالة، حيث استهدفت شخصيات رئيسية داخل المنظمة، بما في ذلك زعيم المجموعة منذ فترة طويلة، حسن نصر الله. ولم يضعف هذا النهج القائم على الاستخبارات الهيكل التشغيلي لحزب الله فحسب، بل أكد أيضًا على إتقان إسرائيل في مجال الاستخبارات السيبرانية والإشارات، مما يسمح لها بالتنبؤ بالتحركات الاستراتيجية لحزب الله واعتراضها.
وعلى الرغم من هذه الخسائر، يحتفظ حزب الله بمواد وموارد عسكرية كبيرة، مصدرها في المقام الأول من خلال تحالفه الطويل الأمد مع إيران. تشكل الصواريخ الموجهة بدقة والطائرات بدون طيار والأسلحة المضادة للدبابات العمود الفقري لترسانة حزب الله، مما يمكنها من شن مقاومة مستدامة ومواصلة الضغط على الأهداف الإسرائيلية. توفر الأسلحة الإيرانية المتقدمة، بما في ذلك صواريخ فاتح 110 وذو الفقار، لحزب الله مدىً ممتدًا، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للمراكز السكانية في إسرائيل. صواريخ حزب الله الموجهة المضادة للدبابات، مثل كورنيت، فعالة بنفس القدر، وقادرة على اختراق الدروع الإسرائيلية وتحدي أي محاولات توغل بري من قبل إسرائيل.
شبكة أنفاق حزب الله تحت الأرض عبر جنوب لبنان هي أصل مهم آخر، مما يوفر للمجموعة ميزة فريدة في كل من الدفاع والهجوم. تسهل هذه الأنفاق الحركة الآمنة للذخائر والأفراد بينما تسمح لحزب الله بتنفيذ هجمات مفاجئة من مواقع محصنة. وعلى الرغم من جهود إسرائيل لتحديد وتدمير أجزاء من هذه الشبكة، تظل أنفاق حزب الله واسعة النطاق ومرنة، مما يمثل عقبة كبيرة للقوات الإسرائيلية ويجعل العمليات البرية معقدة بشكل متزايد.
يضيف تورط الولايات المتحدة طبقة من الدعم الدولي لإسرائيل، سواء ماديًا أو دبلوماسيًا. لقد استثمرت الولايات المتحدة بشكل كبير في دفاع إسرائيل، حيث قدمت التمويل لأنظمة الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" و"حيتس"، والتي تعتبر حاسمة في اعتراض صواريخ حزب الله. ويمتد التعاون العسكري المتقدم بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية، مما يعزز قدرة إسرائيل على اكتشاف وتحييد محاولات حزب الله لتوسيع قدراته المادية.