أطلق مقاتلو حزب الله صواريخ كروز أرض-أرض إيرانية الصنع من طراز قادر-2 من أنفاق تحت الأرض، مستهدفين إسرائيل، وفقًا لمقطع فيديو نُشر على موقع X (تويتر سابقًا) في 23 أكتوبر 2024. وقد مثل هذا تصعيدًا كبيرًا في الصراع الدائر، مما أظهر قدرات حزب الله الصاروخية المتنامية واعتماده المتزايد على التكنولوجيا العسكرية المتقدمة.
لقد اشتد الموقف الحالي بين حزب الله وإسرائيل، حيث زاد حزب الله بشكل كبير من هجماته الصاروخية على إسرائيل. في الأسابيع الأخيرة، أطلقت الحزب سلسلة من الهجمات الصاروخية، استهدفت مدنًا ومنشآت عسكرية إسرائيلية رئيسية. وقد تصاعدت هذه الهجمات من حيث التكرار والشدة، حيث نشر حزب الله صواريخ أكثر تقدمًا مثل قادر-2 ونصر 1. وقد أدى استخدام مواقع الإطلاق تحت الأرض إلى جعل هذه الضربات أكثر صعوبة في الكشف عنها واعتراضها، مما يشكل تحديًا لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وقد تم تصميم صاروخ قادر-2، وهو نسخة مطورة من صاروخ قادر-1 الإيراني، خصيصًا لتوجيه ضربات دقيقة وتعزيز القدرة التدميرية. ويتمتع هذا الصاروخ بمدى أقصى يبلغ حوالي 300 كيلومتر، متجاوزًا مدى سلفه الذي بلغ 200 كيلومتر، مما يجعله أكثر تنوعًا في استهداف الأهداف الإسرائيلية العميقة. وتمنح دقة الصاروخ، التي ورد أنها تصل إلى خمسة أمتار، حزب الله ميزة تكتيكية في ضرب أهداف البنية التحتية الاستراتيجية والحيوية بدقة عالية.
ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية، أطلق حزب الله هذه الصواريخ ردًا على الغارات الجوية على الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة. وكانت صواريخ قادر-2 جزءًا من وابل صاروخي أوسع نطاقًا شمل صواريخ نصر 1، التي استهدفت ضواحي تل أبيب.
كانت إيران داعمًا أساسيًا لحزب الله، حيث قدمت للجماعة الدعم المالي والعسكري واللوجستي لعقود من الزمن. ويشمل هذا الدعم توريد الأسلحة المتقدمة، مثل صاروخ قادر وغيره من الصواريخ الباليستية، والتي تعزز بشكل كبير القدرات العسكرية لحزب الله. إن الحرس الثوري الإيراني يلعب دوراً محورياً في تدريب مقاتلي حزب الله والمساعدة في تطوير برامجهم الصاروخية، بما في ذلك بناء مواقع إطلاق تحت الأرض. وتسمح هذه العلاقة لحزب الله بالحفاظ على ترسانة قوية وبنية تحتية تشغيلية، مما يمكنه من تحدي القوات الإسرائيلية وتنفيذ هجمات متطورة. إن دعم إيران لحزب الله هو جزء من استراتيجيتها الأوسع نطاقاً لممارسة النفوذ في المنطقة ومواجهة إسرائيل بشكل غير مباشر من خلال الحرب بالوكالة.
إن ما يجعل هذا الهجوم مثيراً للقلق بشكل خاص هو طريقة النشر. فقد تم إطلاق صواريخ قادر-2 من أنفاق تحت الأرض، مما يدل على اعتماد حزب الله المتزايد على مواقع الإطلاق المخفية والمحصنة. وهذا التكتيك يعقد الجهود الرامية إلى اكتشاف واعتراض مثل هذه الصواريخ، مما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية تدميرها قبل الإطلاق. إن استخدام مواقع الصواريخ تحت الأرض يؤكد قدرة حزب الله على الضرب مع تقليل التعرض للضربات المضادة.
يمثل صاروخ قادر-2 قفزة كبيرة في التكنولوجيا العسكرية لحزب الله، والتي تم تحسينها لتلبية الاحتياجات التشغيلية المحددة للمجموعة. إن هذه الصواريخ، التي تتمتع بمدى متزايد ودقة وقوة تدميرية، تمكن حزب الله من تنفيذ هجمات أكثر دقة على الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك المناطق المحصنة بشدة.
إن هذه الجولة الأخيرة من الضربات الصاروخية تمثل فصلاً جديداً في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، مما يؤدي إلى تكثيف التوترات الإقليمية مع استمرار الجانبين في تصعيد عملياتهما العسكرية. ومع قيام حزب الله بنشر أسلحة أكثر تقدماً مثل قادر-2 من أنفاق تحت الأرض، فإن التهديد للمدن والبنية التحتية الإسرائيلية ينمو، مما يرفع المخاطر في المواجهة الجارية.
إن التهديد الرئيسي لإسرائيل من هجمات حزب الله الصاروخية يكمن في التكنولوجيا المتقدمة والتكتيكات التي تستخدمها المجموعة. فالصواريخ مثل قادر-2، ذات المدى الموسع الذي يصل إلى 300 كيلومتر والاستهداف الدقيق في غضون خمسة أمتار، يمكن أن تضرب عميقاً في الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك المدن المكتظة بالسكان والبنية التحتية الحيوية. إن استخدام حزب الله للأنفاق تحت الأرض لإطلاق هذه الصواريخ يجعل الكشف والضربات الوقائية صعبة، مما يقلل من قدرة إسرائيل على تدمير التهديدات قبل الإطلاق. وعلى الرغم من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة، مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود، فإن الحجم الهائل من الهجمات الصاروخية، إلى جانب قدرة حزب الله على إخفاء مواقع الإطلاق، يفرض ضغوطاً شديدة على هذه الدفاعات، مما يزيد من احتمالات نجاح الضربات ويزيد من تعقيد الرد العسكري الإسرائيلي.