وفقًا للمعلومات التي نشرتها وان هابر في 11 سبتمبر 2024، من المقرر أن تغادر سفينة الأبحاث الزلزالية التركية "أوروتش ريس" إلى الصومال في نهاية هذا الشهر.
كانت سفينة الأبحاث الزلزالية التركية "أوروتش ريس" في قلب التوترات الكبيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط بسبب مهامها الاستكشافية للهيدروكربونات في المياه المتنازع عليها. تلعب السفينة، التي تديرها المديرية العامة للبحث والاستكشاف المعدني في تركيا، دورًا رئيسيًا في طموحات تركيا للاستفادة من احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط البحرية. وقد أدت هذه العمليات إلى تفاقم النزاعات الجيوسياسية مع اليونان وقبرص المجاورتين، حيث تطالب هذه الدول أيضًا بالمناطق التي تجري فيها "أوروتش ريس" مسوحاتها بموجب القانون البحري الدولي.
وتشمل المناطق الأكثر إثارة للجدل المياه القريبة من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، حيث تؤكد كل من اليونان وتركيا حقوقها بناءً على تفسيراتهما الخاصة للمناطق الاقتصادية الخالصة. وقد أدت أنشطة تركيا المستمرة، وخاصة عندما كانت سفينة أوروتش ريس مصحوبة بسفن بحرية، إلى مواجهات متعددة بين البحريتين التركية واليونانية، حيث اعتبرت اليونان هذه المهام انتهاكات لسيادتها. وردًا على ذلك، سعت اليونان وقبرص إلى الحصول على دعم من الاتحاد الأوروبي، الذي هدد بفرض عقوبات على تركيا إذا واصلت أنشطتها الاستكشافية دون حل دبلوماسي.
على الرغم من الانسحابات الدورية للسفينة كبادرة لتسهيل المفاوضات، استأنفت أوروتش ريس عملياتها بشكل متكرر، وخاصة بعد توقف المحادثات بين الطرفين. واستمر هذا النمط ذهابًا وإيابًا، حيث غالبًا ما يجري الجانبان تدريبات عسكرية خلال فترات التوتر المتزايد. يعكس نشر السفينة سياسة "الوطن الأزرق" الأوسع نطاقًا لتركيا، والتي تهدف إلى توسيع نفوذها البحري وتأمين استقلال الطاقة.
تظل هذه النزاعات نقطة محورية في الدبلوماسية الإقليمية، حيث يُنظر إلى احتياطيات الهيدروكربون المحتملة في شرق البحر الأبيض المتوسط على أنها مربحة للغاية، مما يجعل المخاطر في هذه الخلافات الإقليمية أعلى.