أعلنت الحكومة القطرية في السادس من ديسمبر 2024، عن نيتها شراء 12 مقاتلة تايفون إضافية من طراز يوروفايتر، وبالتالي تعزيز قدراتها في مجال الطيران العسكري وتعميق العلاقات الدفاعية مع المملكة المتحدة. تم الكشف عن الاتفاقية في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة المتحدة، حيث التقى برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. يمثل هذا القرار خطوة مهمة في الشراكة المتنامية بين البلدين، وخاصة في مجال التعاون الدفاعي.
العقد، الذي تقدر قيمته بنحو 2.8 مليار جنيه إسترليني، سيفيد مرافق إنتاج شركة بي إيه إي سيستمز في سامليسبري ووارتون، مما يضمن استمرارية العمليات في هذه المواقع الرئيسية. يبني هذا الطلب الجديد على شراء قطر لـ 24 مقاتلة تايفون في عام 2017 ويكمل أسطولها المتنوع، والذي يشمل أيضًا طائرات رافال الفرنسية وطائرات إف-15 كيو إيه الأمريكية. ويؤكد دمج طائرات تايفون في السرب المشترك رقم 12، الذي تديره القوات الجوية القطرية والقوات الجوية الملكية البريطانية، على دورها الاستراتيجي في تعزيز التعاون العسكري الثنائي.
عززت قطر أسطولها الجوي العسكري بشكل كبير على مدى العقد الماضي من خلال تبني استراتيجية تنويع الإمدادات لضمان أمنها واستقلالها التشغيلي. في عام 2017، وقعت الدوحة عقدًا بقيمة 5.6 مليار يورو لشراء 24 مقاتلة يوروفايتر تايفون من اتحاد يوروفايتر (بي إيه إي سيستمز، وإيرباص، وليوناردو)، وتعزز ذلك بطلب إضافي لشراء 12 وحدة تم الإعلان عنها في ديسمبر 2024، بقيمة تقدر بنحو 2.8 مليار جنيه إسترليني. تم دمج هذه الطائرات في السرب المشترك رقم 12 مع القوات الجوية الملكية البريطانية، مما يرمز إلى تعزيز التعاون العسكري بين قطر والمملكة المتحدة.
في ديسمبر 2024، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة المتحدة، عززت الدولتان شراكتهما الدفاعية من خلال توقيع اتفاقيات لتوسيع تعاونهما في أسراب مشتركة من طائرات تايفون وهوك. وفي هذه المناسبة، رافقت مقاتلتان من طراز تايفون من السرب المشترك رقم 12 طائرة الأمير أثناء دخولها المجال الجوي البريطاني، مما يوضح التآزر العملياتي بينهما. تسلط هذه الزيارة الضوء على العلاقات العسكرية المتعمقة بين المملكة المتحدة وقطر، بناءً على علاقتهما التاريخية والتزامهما المشترك بالأمن الإقليمي.
توفر طائرة تايفون للقوات المسلحة القطرية منصة قتالية حديثة ومتعددة الاستخدامات قادرة على تلبية الاحتياجات التشغيلية المتنوعة. بفضل إلكترونياتها المتقدمة وأدائها عالي السرعة (ماخ 2) وقدرتها الاستثنائية على المناورة، فهي مناسبة تمامًا للقتال الجوي ومهام الهجوم البري. وتعزز طائرة تايفون، المزودة برادار AESA Captor-E ومجموعة واسعة من الذخائر الموجهة بدقة، بما في ذلك صواريخ Meteor وBrimstone، التفوق الجوي لدولة قطر وقدراتها الضاربة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر دمجها في السرب رقم 12 المشترك بين المملكة المتحدة وقطر تدريبًا قيمًا وقابلية تشغيل متبادلة وفقًا لمعايير حلف شمال الأطلسي وشراكة استراتيجية مع حليف رئيسي، مما يعزز موقف قطر الدفاعي ونفوذها الإقليمي.
وبالتوازي مع ذلك، استثمرت قطر أيضًا في مقاتلات رافال الفرنسية، حيث وقعت عقدًا أوليًا لشراء 24 طائرة في عام 2015، تلاه طلب إضافي لشراء 12 وحدة في عام 2017، ليصل إجمالي التكلفة إلى حوالي 6.3 مليار يورو. ومن المتوقع ترقية هذه الطائرات رافال إلى مستوى F4، مما يضيف قدرات محسنة مثل أنظمة الاتصال المتقدمة والأسلحة من الجيل التالي. وأخيرا، اشترت قطر 36 مقاتلة أميركية من طراز F-15QA بموجب عقد بقيمة 12 مليار دولار تم توقيعه في عام 2017. وتعكس هذه الاستحواذات استراتيجية عملية، توازن بين التحالفات الاستراتيجية والتعزيز العسكري، مع أسطول يجمع بين نقاط القوة في القوى الجوية الكبرى.
وبينما فاجأ الإعلان فرنسا، حيث كانت المفاوضات جارية للحصول على طائرات رافال إضافية ومعدات عسكرية أخرى، فإنه يوضح التوازن الدقيق الذي تتمتع به قطر بين الحفاظ على الجاهزية التشغيلية وتطوير علاقات قوية مع كبار موردي الدفاع. وتكتسب هذه الاتفاقية أهمية خاصة لأن طائرة تايفون لم تتلق طلبات تصدير حديثة قبل اهتمام قطر المتجدد، مما وضع المملكة المتحدة كشريك استراتيجي رئيسي للدوحة في مشهد إقليمي تنافسي.
ويعكس هذا التطور أيضًا التغييرات في استراتيجية المشتريات الدفاعية في قطر، بما في ذلك استكشافها لآليات المشاة المشتركة مع المملكة المتحدة، والتي قد تركز على مركبة بوكسر المدرعة من إنتاج شركة أرتيك. ومن خلال تنويع أصولها وشراكاتها الدفاعية، تسلط اتفاقية تايفون الضوء على التزام قطر بموقف عسكري قوي ومتعدد الاستخدامات يتماشى مع معايير حلف شمال الأطلسي ويتكيف مع بيئة جيوسياسية معقدة بشكل متزايد.
إن قرار قطر بعدم شراء طائرات رافال إضافية، على الرغم من الأداء الممتاز للطائرة، يمكن أن يُعزى إلى عدة أسباب استراتيجية وسياسية. أولاً، تمتلك قطر بالفعل 36 طائرة رافال في أسطولها، وهو ما قد يحد من الجاذبية الفورية لطلب جديد، خاصة مع خضوع الطائرات الحالية للترقية إلى معيار F4. في المقابل، توفر طائرة تايفون فرصة لمزيد من تنويع القدرات التشغيلية والشراكات الاستراتيجية، وتعزيز التعاون العسكري القوي بالفعل مع المملكة المتحدة، وخاصة من خلال السرب المشترك رقم 12.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار شراء طائرات تايفون الجديدة قرارًا سياسيًا يهدف إلى تحقيق التوازن في العلاقات مع العديد من الموردين الرئيسيين للدفاع، وتجنب الاعتماد المفرط على فرنسا، التي زودت بالفعل طائرات رافال ومعدات عسكرية مختلفة. وعلاوة على ذلك، ربما أثر دعم الصناعة البريطانية، التي تواجه تحديات مع طائرة تايفون في السوق الدولية، على القرار. كما يسمح هذا الاختيار الاستراتيجي لقطر بالاستفادة من المزايا المحددة التي تتمتع بها طائرة تايفون، مثل تفوقها الجوي المعزز من خلال رادار كابتور-إي وصاروخ ميتيور، مما يكمل القدرات التي توفرها بالفعل طائرة رافال. باختصار، يبدو أن هذا القرار مدفوع باعتبارات دبلوماسية واستراتيجية أكثر من أي عيوب تقنية في طائرة رافال.
إن طائرة يوروفايتر تايفون التي تشغلها قطر هي مقاتلة متعددة الأدوار عالية التقنية ومجهزة بأحدث التقنيات. وهي تتميز برادار AESA Captor-E للكشف عن الأهداف وتتبعها بشكل متفوق، إلى جانب نظام المساعدات الدفاعية المتقدم (DASS) لتحسين القدرة على البقاء والإلكترونيات الحديثة التي تضمن تنوعًا تشغيليًا عاليًا. تعمل طائرة تايفون بمحركين من طراز Eurojet EJ200، وتصل إلى سرعة قصوى تبلغ ماخ 2 ولديها مدى قتالي يزيد عن 1500 كيلومتر. وتشمل أنظمة تسليحها مجموعة واسعة من الصواريخ جو-جو، مثل صاروخ ميتور، والذخائر الموجهة بدقة، وصاروخ بريمستون لمهام الهجوم الأرضي، مما يجعلها قوة هائلة في القتال الجوي الحديث.