أخبار: كينيا تتسلم منظومة الدفاع الجوي "سبايدر" الإسرائيلية

تسلّمت كينيا منظومة صواريخ أرض-جو "سبايدر" إسرائيلية الصنع، في خطوة تُعدّ من أهمّ عمليات تحديث منظومة الدفاع الجوي في البلاد خلال السنوات الأخيرة، وذلك وفقًا لتقارير مصادر كينية بتاريخ 15 ديسمبر 2025.

وتُظهر بيانات وزارة الخزانة أن تمويل المنظومة تمّ عبر قرض مدعوم من الحكومة الإسرائيلية بقيمة تقارب 3.4 مليار شلن كيني، أي ما يعادل 26 مليون دولار أمريكي تقريبًا، ما يُؤكّد على وجود اتفاقية شراء دفاعية مُهيكلة بين الدولتين، وليس مجرد نقل رمزي.

وكانت بيانات وزارة الخزانة قد ربطت في وقت سابق التمويل الإسرائيلي نفسه بنحو 70% من ميزانية تطوير وزارة الدفاع للسنة المالية 2025/2026، مع الإشارة أيضًا إلى التزامات كينيا بسداد القرض الخارجي. وقد وصفت وسائل الإعلام الكينية المنظومة في بعض الأحيان بأنها "هدية" سياسية عقب مفاوضات رفيعة المستوى، إلا أن البيانات المالية الرسمية تُشير إلى وجود ترتيب تمويلي مُهيكل مدعوم من الدولة.

في تكوين SPYDER المتكامل، تُشير الشركة المصنعة إلى مركبة واحدة ذات دفع ثماني (8x8) تحمل ما يصل إلى ثمانية صواريخ مُعبأة في حاويات، وتصل أقصى مداها إلى 15 كم مع صاروخ PYTHON-5 SR، و20 كم مع صاروخ I-DERBY SR، و40 كم مع صاروخ I-DERBY ER، مع ارتفاعات اعتراض تصل إلى 12 كم، وأربع عمليات اشتباك متزامنة، وانتقال سريع من وضع الحركة إلى وضع الاستعداد القتالي في غضون ثلاث دقائق.

يُعد هذا المزيج بالغ الأهمية لكينيا، لأنه يُوفر درعًا عمليًا متنقلًا للقواعد الجوية والموانئ ومواقع القيادة والقوات البرية المنتشرة. تتكون بطارية SPYDER القياسية من وحدة قيادة وتحكم مُقترنة بعدة وحدات إطلاق صواريخ ومركبات دعم، مما يُتيح الانتشار السريع وإعادة التموضع وتوفير تغطية مُستدامة في ظل التهديد. ربطت تقارير كينية عملية الاستحواذ برادارات ELTA الإسرائيلية المرتبطة بأنظمة SPYDER، بما في ذلك رادار EL/M-2106 ATAR، وهو رادار تكتيكي ثلاثي الأبعاد يعمل بنطاق L، ويُنسب إليه الفضل في رصد أهداف بحجم المقاتلات على مسافة تتراوح بين 70 و110 كيلومترات تقريبًا، وأهداف أصغر حجمًا من الطائرات المسيّرة على مسافات أقصر، وهو عنصر أساسي في أنظمة الإنذار المبكر والتوجيه المضادة للطائرات المسيّرة.

تتضح أهمية هذه القدرة في منحنى التهديدات الإقليمي. فقد أظهرت حركة الشباب قدرتها على ضرب بنى تحتية عسكرية عالية القيمة داخل كينيا، وتؤكد التقييمات الرسمية لهجوم يناير 2020 على خليج ماندا كيف يمكن لغارة مُحكمة أن تُدمر طائرات وتُكبّد خسائر استراتيجية حتى بدون قوة جوية متطورة. وقد زادت العمليات الكينية طويلة الأمد المرتبطة بالصومال منذ تدخل عام 2011 من تعرض البلاد للرد الانتقامي والتكتيكات غير المتكافئة، في حين أن الانتشار الواسع اليوم للطائرات المسيّرة الرخيصة والذخائر الدقيقة يجعل الدفاعات السلبية ودوريات المقاتلات حلاً غير كافٍ.

وتتجلى حاجة كينيا لهذه القدرة في منحنى التهديدات الإقليمي. لم تُفصح البيانات الكينية الرسمية عن تفاصيل طراز نظام SPYDER الذي تستخدمه كينيا، وتشير بعض الأوصاف المحلية إلى مدى اشتباك يصل إلى 100 كيلومتر، وهو ما قد يعكس تصميمات محددة للبطاريات، أو اختيارات الصواريخ، أو مجرد اختصارات غير دقيقة، بدلاً من وصف دقيق مُعلن. مع ذلك، فإن التركيز المتكرر على أداء النظام في مواجهة الطائرات المسيّرة، والإشارة إلى رادارات من فئة EL/M-2106، وحجم التمويل، كلها عوامل تُرجّح اقتناء نظام SPYDER-SR أو SPYDER-ER للدفاع عن نقاط ومناطق ذات قيمة عالية، بدلاً من بناء منظومة دفاع جوي كاملة بعيدة المدى.

تندرج هذه الصفقة ضمن سياق علاقة طويلة الأمد بين إسرائيل وكينيا، تتسم بتوترات أمنية كبيرة. تشير التقارير المتعلقة بإطار التعاون الذي يعود تاريخه إلى عقد من الزمان إلى علاقات أمنية رسمية تعود إلى عام 2011، وقد واصلت قيادة نيروبي تسليط الضوء على التعاون الثنائي في مجالي التكنولوجيا والأمن خلال اللقاءات رفيعة المستوى، بما في ذلك اجتماعات الرئيس ويليام روتو مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس عام 2023. بالنسبة لكينيا، يمثل نظام SPYDER نقلة نوعية في القدرات وإشارة استراتيجية في آن واحد: خطوة نحو تحصين المجال الجوي والمواقع الحيوية بسرعة، باستخدام التمويل الإسرائيلي ونظام صواريخ أثبت فعاليته في القتال، في وقت أصبح فيه التهديد الجوي في شرق إفريقيا أرخص وأسرع وأصعب في التنبؤ.