: مسؤولون أمريكيون يكثفون الضغط على تركيا لوقف الهجوم على سوريا

وتعرض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات من الحدود السورية مع تركيا لانتقادات على نطاق واسع في واشنطن ووُصف بأنه ”ضوء أخضر“ ضمني لتوغل تركي يقول خبراء إنه قد يتسبب في كارثة إنسانية.

لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) رفضت اتهامها بالتخلي عن حلفائها الأكراد السوريين، أقوى شركائها في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في مؤتمر صحفي ”لم يعط أحد الضوء الأخضر لعملية تركيا هذه بل العكس تماما. ضغطنا بشدة على جميع المستويات كي لا يبدأ الأتراك هذه العملية“، واتهم تركيا بتدمير العلاقات.

وقال إسبر والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، إنهما تحدثا مع نظيريهما التركيين مرارا في الأيام الماضية للمطالبة بوقف الهجوم.

وأشارا إلى عدم وجود ما يشير إلى أن تركيا ستفعل ذلك.
وقال ميلي ”لا أرى أي إشارة أو إشعارات لأي توقف مزمع لنشاطهم العسكري“.

وبعد تصريحات ميلي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الهجوم على المسلحين الأكراد ”لن يتوقف مهما كانت التصريحات الصادرة بشأنه من أي طرف“.

ومنذ أن بدأ الهجوم فتح جبهة جديدة للقتال في الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ أكثر من ثمانية أعوام وأثار انتقادات عالمية شديدة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء العملية العسكرية التركية تجاوز المئة. وقالت الأمم المتحدة إن مئة ألف فروا من ديارهم.

وتعرض ترامب نفسه لانتقادات شديدة، بما في ذلك من مؤيدين جمهوريين كبار مثل السناتور لينزي جراهام، بسبب سحب القوات الأمريكية التي ربما كان وجودها يمنع أردوغان من شن الهجوم.

واتهم جراهام تركيا يوم الجمعة بارتكاب جرائم خطيرة في سوريا وقال إن ترامب لا يفعل شيئا يذكر.

وقال جراهام في بيان ”نشهد تطهيرا عرقيا ترتكبه تركيا في سوريا وتدمير الأكراد الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه وعودة تنظيم داعش“.

وأردف قائلا ”العقوبات المشروطة التي تم الإعلان عنها اليوم ستنظر إليها تركيا على أنها رد فاتر وستشجع أردوغان أكثر“. وأضاف أن الكونجرس سيقر عقوبات قاسية بتأييد من الجمهوريين والديمقراطيين.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس إن ترامب طلب من الوزارة معرفة ”ما إذا كانت هناك مجالات مشتركة بين الجانبين وإذا كانت هناك طريقة لوقف إطلاق النار“. كثفت الولايات المتحدة جهودها يوم الجمعة لإقناع تركيا بوقف هجومها في شمال سوريا ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، قائلة إن أنقرة تضر العلاقات بشدة وقد تواجه عقوبات مدمرة.