وفقًا للمعلومات التي نشرتها وسيلة الإعلام الأمريكية "نافي تايمز"، استخدمت مقاتلات البحرية الأمريكية من طراز F/A-18 Super Hornet التي انطلقت على متن حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور صواريخ جو-جو قصيرة المدى من طراز AIM-9X وصواريخ موجهة مضادة للإشعاع (AARGMs) لأول مرة في عمليات قتالية ضد الحوثيين، وهي جماعة مدعومة من إيران في اليمن.
وكانت آخر العمليات القتالية للبحرية الأمريكية، قد شملت مؤخرًا يو إس إس دوايت دي أيزنهاور والمتمردين الحوثيين في اليمن. ونفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عدة غارات جوية ضد أهداف حوثية في اليمن. وقد نفذت هذه الضربات طائرات مقاتلة من طراز إف/إيه-18 سوبر هورنت من على حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور، فضلاً عن أصول عسكرية أخرى تابعة للولايات المتحدة وحلفائها. وشملت الأهداف مستودعات الذخيرة وأنظمة إطلاق الصواريخ ومرافق الإنتاج وأنظمة رادار الدفاع الجوي التي يستخدمها الحوثيون.
وردًا على ذلك، زعم الحوثيون أنهم شنوا هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار ضد حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور، على الرغم من أن مسؤولي الدفاع الأمريكيين نفوا إصابة الحاملة أو تضررها. وقد زاد الحوثيون من هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر، وربطوا أفعالهم بالصراع في غزة وأعربوا عن تضامنهم مع حماس.
إن طائرة إف/إيه-18 سوبر هورنت هي طائرة مقاتلة متعددة الأدوار بمحركين وقادرة على حمل حاملات الطائرات، طورتها شركة بوينج للبحرية الأميركية. وهي تطور لطائرة إف/إيه-18 هورنت الأصلية، بهيكل أكبر وسعة وقود أكبر ومحركات أكثر قوة وإلكترونيات طيران متقدمة. تتوفر الطائرة سوبر هورنت بنوعين: F/A-18E ذات المقعد الواحد وF/A-18F ذات المقعدين. وهي مصممة لأداء مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك التفوق الجوي ومرافقة المقاتلات والاستطلاع والتزود بالوقود جواً والدعم الجوي القريب وقمع الدفاع الجوي والضربات الدقيقة ليلاً ونهاراً.
تم تقديم الطائرة F/A-18 Super Hornet لأول مرة في أواخر التسعينيات، وأصبحت مكونًا أساسيًا في الجناح الجوي للبحرية الأمريكية. تتميز بسرعة قصوى تبلغ 1.6 ماخ ومدى قتالي يزيد عن 1200 ميل بحري. تم تجهيز الطائرة برادار متقدم وأنظمة استهداف وقدرات حرب إلكترونية، مما يجعلها منصة متعددة الاستخدامات وهائلة في الحرب البحرية الحديثة. ضمنت مرونة وموثوقية الطائرة Super Hornet استمرار خدمتها، مع الترقيات المستمرة للحفاظ على تفوقها التكنولوجي.
الصاروخ AIM-9X هو أحدث نسخة من صاروخ AIM-9 Sidewinder، وهو صاروخ جو-جو قصير المدى متطور للغاية طورته شركة Raytheon لصالح الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها. يتميز هذا الصاروخ من الجيل الخامس بتحسينات كبيرة مقارنة بسابقاته، بما في ذلك جهاز توجيه بالأشعة تحت الحمراء متقدم مع قدرة عالية على التصويب خارج خط التصويب، مما يسمح للطيارين بالتقاط الأهداف والاشتباك معها بزوايا أوسع ومسافات أكبر. كما يتضمن التحكم في توجيه الدفع لتحسين القدرة على المناورة، مما يمكنه من الاشتباك مع الطائرات المعادية السريعة الحركة بشكل فعال.
تم تجهيز الصاروخ AIM-9X بمجموعة من التقنيات المتطورة مثل نظام التبريد الداخلي ومحرك صاروخي منخفض الدخان لتقليل الكشف البصري وتدابير مضادة محسنة لمقاومة التشويش. تمتد تنوعاته إلى ما هو أبعد من القتال الجوي؛ يمكن استخدامه أيضًا في مهام الهجوم السطحي عند دمجه مع منصات إطلاق مختلفة. يدعم تصميم الصاروخ التكامل السهل مع الطائرات المقاتلة الحديثة، بما في ذلك F-22 Raptor وF-35 Lightning II وF/A-18 Super Hornet، مما يجعله مكونًا أساسيًا في الحفاظ على التفوق الجوي.
الصاروخ الموجه المضاد للإشعاع المتقدم (AARGM) هو صاروخ جو-أرض متقدم مصمم لقمع وتدمير الدفاعات الجوية للعدو. تم تطويره بواسطة شركة نورثروب جرومان، وهو ترقية للصاروخ الأقدم AGM-88 HARM (الصاروخ المضاد للإشعاع عالي السرعة). يتميز AARGM بقدرات محسنة، بما في ذلك نظام متعدد المستشعرات متقدم مع رادار موجة المليمتر، وتوجيه GPS/INS، وجهاز استقبال رقمي مضاد للإشعاع (ARH). تسمح هذه التحسينات للصاروخ AARGM باكتشاف الأهداف التي تنبعث منها إشارات الرادار وتتبعها والاشتباك معها بدقة عالية، حتى لو حاول العدو إغلاق أنظمة الرادار الخاصة به لتجنب الكشف.
الصاروخ قادر على التعامل مع الأهداف الثابتة والمتحركة ويمكن استخدامه في مجموعة متنوعة من ملفات تعريف المهام، بما في ذلك تدمير الدفاعات الجوية للعدو (DEAD) وقمع الدفاعات الجوية للعدو (SEAD). يتيح له نظام الاستهداف المتقدم الخاص به توفير تحديثات الاستهداف في الوقت الفعلي، مما يضمن دقة وفعالية أكبر. يتوافق الصاروخ AARGM مع العديد من منصات الطائرات، بما في ذلك F / A-18 Super Hornet و EA-18G Growler و F-35 Lightning II و Tornado ECR. هذا يجعله أصلًا متعدد الاستخدامات وقيمًا في الحرب الإلكترونية الحديثة وعمليات القتال الجوي.
إن استخدام هذه الصواريخ المتطورة من قبل البحرية الأمريكية يؤكد الجهود المتصاعدة لتحييد التهديد الحوثي، وخاصة أنظمة الرادار والدفاع الجوي التي تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن الإقليمي والممرات الملاحية الدولية. إن استخدام مثل هذه الأسلحة المتقدمة يوضح التزام البحرية الأمريكية بالحفاظ على التفوق الجوي وضمان سلامة عملياتها في البيئات المعادية. لا تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى إضعاف القدرات العملياتية للحوثيين فحسب، بل إنها ترسل أيضًا رسالة قوية بشأن استعداد الجيش الأمريكي لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة للدفاع عن مصالحه ومصالح حلفائه في المنطقة.