أفاد حساب تويتر @TurkishFacts4U في 15 أكتوبر 2024، أن المملكة العربية السعودية مهتمة بشراء أكثر من 100 طائرة مقاتلة من طراز KAAN، وهي طائرة من الجيل الخامس طورتها تركيا في إطار برنامج TFX. تمت مناقشة هذا الاستحواذ المحتمل خلال زيارة لتركيا قام بها قائد القوات الجوية السعودية تركي بن بندر آل سعود، والذي التقى برفقة وفد مع مسؤولين من شركة روكتسان وشركة الصناعات الجوية التركية وشركة أسيلسان. قدمت الزيارة للمسؤولين السعوديين معلومات مفصلة حول قدرات KAAN وبدأت مناقشات حول تعاون استراتيجي محتمل فيما يتعلق بهذه المقاتلة من الجيل الخامس.
يتماشى اهتمام المملكة العربية السعودية بـ KAAN مع هدفها المتمثل في إقامة شراكة دفاعية قوية، وسط علاقات تركية سعودية متنامية. خلال هذه الزيارة، تلقى المسؤولون السعوديون معلومات مفصلة حول تطوير وقدرات KAAN، والتي تمثل تقدمًا كبيرًا لصناعة الدفاع التركية. وقد يشمل التعاون المحتمل نقل التكنولوجيا ودعم الإنتاج المحلي، بما يتماشى مع طموحات المملكة العربية السعودية لزيادة استقلالها الصناعي في قطاع الدفاع.
لقد عززت تركيا والمملكة العربية السعودية مؤخرًا علاقاتهما الدفاعية، مما يمثل تحولًا كبيرًا في علاقاتهما الثنائية. وقد تم تسليط الضوء على هذا التطور من خلال القمة الاستراتيجية في جدة في يوليو 2024، حيث اتفق المسؤولون من كلا البلدين على متابعة مشاريع دفاعية عالية القيمة بشكل تعاوني. يستكشف البلدان فرص نقل التكنولوجيا المكثفة وجهود الإنتاج المشتركة، بما في ذلك التجميع المحتمل لطائرة مقاتلة تركية من الجيل الخامس من طراز KAAN في المملكة العربية السعودية. تتماشى هذه الخطوة مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والتي تهدف إلى بناء صناعة دفاعية مكتفية ذاتيًا من خلال الشراكات مع الشركات المصنعة الدفاعية الراسخة.
لعبت الصناعات العسكرية السعودية دورًا رئيسيًا في تعزيز هذه العلاقات، حيث وقعت اتفاقيات متعددة مع شركات دفاع تركية بارزة مثل بايكار وأسيلسان وتوساش (صناعات الطيران التركية). وتغطي هذه الاتفاقيات مجالات مختلفة، من المركبات الجوية غير المأهولة إلى الإلكترونيات الدفاعية، مما يعكس التزامًا مشتركًا بتطوير القدرات الدفاعية. ويشير هذا التعاون المتعمق إلى توافق ملحوظ بين البلدين حيث يركزان على الابتكارات الدفاعية ذات المنفعة المتبادلة ونقل التكنولوجيا، مما يضع كل من تركيا والمملكة العربية السعودية كلاعبين مؤثرين في المشهد الدفاعي في الشرق الأوسط.
يستفيد مشروع KAAN، الذي تم إطلاقه في عام 2016 باستثمار قدره 1.18 مليار دولار لتأمين التقنيات اللازمة، من التعاون مع شركات دولية مثل BAE Systems من المملكة المتحدة وRolls-Royce لتصميم وتطوير المحرك. باختيار محرك EJ200، الذي يمكّن من الطيران الفائق السرعة، تم تصميم KAAN لتقديم قدرات تشغيلية متقدمة، بما في ذلك القدرة على الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت بدون حارقات لاحقة. مع أبعاد 14 مترًا في جناحيها و21 مترًا في الطول و6 أمتار في الارتفاع، يمكن لـ KAAN الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 1.8 ماخ وسقف خدمة يبلغ 55000 قدم. تم تصميم الطائرة أيضًا لتكون قابلة للتشغيل المتبادل مع الأصول الحيوية الأخرى للقوات الجوية التركية، مثل F-35A، مما يعزز فعاليتها التشغيلية في المهام المشتركة.
تم تصميم KAAN للوصول إلى سرعات تزيد عن 1.8 ماخ، مع مدى قتالي يقدر بنحو 1100 كيلومتر وارتفاع تشغيلي أقصى يبلغ حوالي 55000 قدم. تتجاوز سعة حمولتها 6000 كيلوغرام، مما يسمح لها بحمل مزيج من الذخائر جو-جو وجو-أرض عبر أكثر من 10 نقاط صلبة خارجية. يوفر نظام الرادار AESA مدى اكتشاف يزيد عن 100 كيلومتر، مما يعزز بشكل كبير من وعيها بالموقف ودقة الاستهداف. يبلغ طول الطائرة حوالي 19 مترًا ويبلغ طول جناحيها 12 مترًا، وهي مدعومة بمحركين، ينتج كل منهما حوالي 27000 رطل من الدفع، مما يتيح قدرة فائقة على الانطلاق وخفة الحركة العالية في سيناريوهات القتال.
يهدف برنامج KAAN إلى تحديث الأسطول الجوي التركي وتعزيز صناعة الدفاع الوطنية من خلال تطوير القدرات الهندسية والإنتاجية المحلية. ويضمن المشروع احتفاظ تركيا بحقوق الملكية الفكرية على التقنيات الرئيسية، وخاصة فيما يتعلق بالمحرك، وهو جانب حاسم للاستقلال الاستراتيجي للبلاد. وتعكس مشاركة الشركاء الدوليين والتركيز على الإنتاج المحلي هذا الطموح.
في السنوات الأخيرة، برزت تركيا كلاعب مهم في صناعة الأسلحة، حيث عززت بشكل كبير قدراتها في إنتاج الأسلحة في كل من القطاعين العام والخاص. أصبحت شركات مثل الصناعات الجوية التركية (TAI) وASELSAN وRoketsan أسماء معروفة في إنتاج المعدات العسكرية المتقدمة، وذلك بفضل الاستثمارات الكبيرة في البحث والتطوير. ومن الأمثلة البارزة على نجاحها طائرة بدون طيار Bayraktar TB2، التي لعبت دورًا محوريًا في صراع ناغورنو كاراباخ، مما يدل على قدرات تركيا في الضرب والمراقبة وأثار الاهتمام الدولي.
نجحت تركيا في تصدير المعدات العسكرية إلى العديد من البلدان. فقد اشترت أوكرانيا وقطر وأذربيجان، من بين دول أخرى، طائرات بدون طيار تركية، بينما استوردت دول في إفريقيا وآسيا أيضًا معدات عسكرية تركية مختلفة، تتراوح من المركبات المدرعة إلى أنظمة الدفاع الجوي. هذا التوسع في الصادرات مفيد استراتيجيًا لتركيا، ليس فقط من حيث الإيرادات ولكن أيضًا في دبلوماسية الدفاع.
وفي الوقت نفسه، استثمرت تركيا بشكل كبير في تطوير الإنتاج المحلي لتقليل اعتمادها على الموردين الأجانب. إن هذا التحرك نحو الاعتماد على الذات يتجلى في مشاريع طموحة مثل تطوير مقاتلاتها من الجيل الخامس، KAAN، والتي تهدف إلى استبدال أساطيل F-16 القديمة والالتفاف على التحديات المتعلقة بشراء التكنولوجيا الأجنبية. وتؤكد هذه الجهود على التزام تركيا بتعزيز استقلاليتها الاستراتيجية وتأكيد مكانتها كقوة عسكرية إقليمية وعالمية.
على مدى عدة سنوات، تعمل المملكة العربية السعودية بنشاط على تحديث أسطولها من الطائرات المقاتلة لتعزيز قدراتها العسكرية في ظل سياق إقليمي متوتر بشكل متزايد. تاريخيًا، اعتمدت المملكة على المقاتلات الأمريكية المتقدمة، ولا سيما F-15، وحافظت على علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة لتلبية احتياجاتها من الإمدادات العسكرية. تدير القوات الجوية الملكية السعودية حاليًا أسطولًا منظمًا ومتنوعًا. ويشمل أربعة أسراب مقاتلة مجهزة بطائرات F-15C / D Eagle، المعروفة بقدراتها على التفوق الجوي. بالإضافة إلى ذلك، تنشر المملكة العربية السعودية ثلاثة أسراب مقاتلة / هجوم بري مجهزة بطائرات F-15S / SA Eagles وثلاثة أسراب بطائرات Typhoon، مما يوفر قدرة قوية متعددة الأدوار. وللعمليات الهجومية الأرضية المخصصة، تنشر القوات الجوية ثلاثة أسراب بطائرات تورنادو آي دي إس وتورنادو جي آر 1، مما يزيد من تنويع خياراتها التكتيكية في سيناريوهات قتالية مختلفة.
تسعى المملكة العربية السعودية بنشاط إلى الحصول على طائرات مقاتلة من الجيل الخامس لتحديث أسطولها الجوي وتعزيز قوتها العسكرية وسط منطقة تتسم بالتنافس المتزايد. ومع ذلك، تواجه هذه الجهود عقبات كبيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الحظر الأمريكي على طائرات إف-35، التي كانت الرياض حريصة على الحصول عليها. وعلى عكس الإمارات العربية المتحدة، التي حصلت على اتفاقية بشأن طائرات إف-35 بعد تطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال اتفاقيات إبراهيم، لم يتم منح المملكة العربية السعودية نفس الوصول بسبب مخاوف الولايات المتحدة بشأن حقوق الإنسان والاستقرار الإقليمي. تحتفظ واشنطن بالسيطرة الاستراتيجية على بيع أحدث تقنياتها العسكرية، وعلى الرغم من الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الأمريكية السعودية، فإن الاختلافات الرئيسية تحد من خيارات الرياض لشراء مقاتلات الجيل الخامس.
واستجابة لهذه القيود، تستكشف المملكة العربية السعودية بدائل مع شركاء دوليين آخرين. وتشمل الخيارات قيد الدراسة طائرات رافال الفرنسية، ومقاتلة الجيل الخامس التركية KAAN، وطائرة J-31 الصينية، وهي مقاتلة شبحية تشبه طائرة F-35. وتسعى الرياض أيضًا إلى التفاوض على بنود نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي ضمن هذه الاتفاقيات لتطوير قدراتها الصناعية والعسكرية. ومن خلال تنويع شراكاتها، تهدف المملكة العربية السعودية إلى تحقيق قدر أكبر من الاستقلال العسكري والحد تدريجيًا من اعتمادها على الدعم الأمريكي. وعلى الرغم من استمرار التحديات، بما في ذلك الموافقات السياسية ومخاوف السيادة لدى شركائها، تواصل المملكة العربية السعودية السعي للحصول على مقاتلات الجيل الخامس مع تعزيز صناعتها الدفاعية.