أخبار: هل تستعد الإمارات العربية المتحدة لشراء صاروخ ماكو فرط الصوتي الجديد من شركة لوكهيد مارتن؟

وفقًا لتقرير صادر عن TacticalReport في 19 أغسطس 2024، تقوم الإمارات العربية المتحدة حاليًا بتقييم إمكانية تقديم طلب مبيعات عسكرية أجنبية (FMS) إلى الولايات المتحدة لشراء صاروخ Lockheed Martin Mako متعدد المهام فرط صوتي. تسلط المناقشات المتعلقة بهذا الاستحواذ المحتمل الضوء على الجهود الجارية التي تبذلها الإمارات العربية المتحدة لتعزيز قدراتها الدفاعية في منطقة تتميز بالتوترات الجيوسياسية، وخاصة فيما يتعلق بإيران.

يشير وضع هذه المحادثات إلى أن الإمارات العربية المتحدة في المراحل الأولية للنظر في طلب مبيعات عسكرية أجنبية، مع ضرورة معالجة بعض المتطلبات الأساسية قبل أي تقديم رسمي. أحد العوامل الرئيسية في هذه العملية هو موقف البنتاغون، الذي يعد موافقته ضرورية نظرًا للطبيعة المتقدمة لتكنولوجيا الصواريخ فرط الصوتية المعنية. من المرجح أن يتضمن قرار البنتاغون دراسة متأنية للتداعيات الاستراتيجية لنقل مثل هذه التكنولوجيا إلى الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من أن الإمارات العربية المتحدة شريك قديم للولايات المتحدة.

إن اهتمام الإمارات العربية المتحدة بصاروخ ماكو الأسرع من الصوت يتوافق مع استراتيجيتها الأوسع نطاقًا للحفاظ على القدرات التكنولوجية التي تعتبر ضرورية لحماية بنيتها التحتية الحيوية ضد التهديدات الناشئة. بالإضافة إلى ذلك، يتماشى هذا الاهتمام مع أهداف الإمارات العربية المتحدة في تطوير صناعة دفاعية أكثر اكتفاءً ذاتيًا. يمكن أن يلعب الاستحواذ المحتمل دورًا في تعزيز التقدم في الإنتاج العسكري المحلي، والبناء على التعاون القائم مع شركات الدفاع الدولية مثل MBDA، والتي ساهمت بالفعل في تطوير أنظمة الأسلحة المتقدمة داخل الإمارات العربية المتحدة.

وعلاوة على ذلك، فإن سعي الإمارات العربية المتحدة للحصول على صاروخ ماكو يعكس نهجها في تنويع شراكاتها الدفاعية. في حين تواصل الإمارات العربية المتحدة الحفاظ على علاقات قوية مع الولايات المتحدة، فإنها تستكشف أيضًا العلاقات مع القوى العالمية الأخرى كجزء من استراتيجية أوسع لضمان الوصول إلى التقنيات العسكرية المتقدمة. يمكن أن يعزز هذا التنوع في الشراكات قدرة الإمارات العربية المتحدة على التنقل في البيئة الإقليمية المعقدة وحماية مصالحها الوطنية.

تاريخيًا، انخرطت الإمارات العربية المتحدة في العديد من اتفاقيات المبيعات الأجنبية مع الولايات المتحدة، حيث تجاوز إجمالي المبيعات 29 مليار دولار على مدى العقد الماضي. وقد شملت هذه المشتريات أنظمة دفاعية رئيسية مثل نظام الدفاع الصاروخي THAAD، وأنظمة صواريخ Patriot، ومقاتلات F-16 Desert Falcon، وطائرات الهليكوبتر Apache، والعديد من الذخائر الموجهة بدقة بما في ذلك JDAMs، وصواريخ AIM-9X-2 Sidewinder Block II، ونظام Advanced Precision Kill Weapon System (APKWS). تعكس هذه المشتريات تركيز الإمارات العربية المتحدة على تحسين قدراتها الدفاعية الجوية والضربية استجابة للمخاوف الأمنية الإقليمية.

في السنوات الأخيرة، كانت الإمارات العربية المتحدة تبحر في مشهد جيوسياسي معقد، يتميز بالتحالفات المتغيرة والتوترات الإقليمية. وقد وضعت الدولة تأكيدًا متزايدًا على المشاركات الدبلوماسية والاقتصادية، ولا سيما من خلال تعميق العلاقات مع إسرائيل عبر اتفاقيات إبراهيم. هذه الخطوة هي جزء من جهد استراتيجي لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة وتعكس اتجاهًا أوسع بين دول الخليج لتنويع تحالفاتها والحد من الاعتماد على أي قوة عالمية واحدة.

على الرغم من هذه الجهود الدبلوماسية، لا تزال الإمارات العربية المتحدة تواجه تحديات أمنية كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بتورطها في اليمن والتهديد المرتبط بها من قبل قوات الحوثيين المدعومة من إيران. لقد تعرضت البلاد لهجمات، مما أثار مخاوف بشأن التأثير المحتمل على استقرارها ودورها كمركز اقتصادي إقليمي. ومع ذلك، تحافظ الإمارات العربية المتحدة على قنوات دبلوماسية مع إيران، مما يشير إلى تفضيلها لإدارة الصراعات من خلال الحوار بدلاً من الوسائل العسكرية.

على الساحة الدولية، توازن الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين. وبينما تظل حليفة رئيسية للولايات المتحدة، وخاصة في المسائل الدفاعية، تعمل الإمارات العربية المتحدة أيضًا على توسيع علاقاتها الاقتصادية مع الصين. يعكس هذا النهج استراتيجية الإمارات العربية المتحدة للتنقل في المشهد الجيوسياسي العالمي المتطور، وضمان الحفاظ على مصالحها الأمنية والاقتصادية في سياق التعددية القطبية المتزايدة.

صاروخ ماكو الأسرع من الصوت من شركة لوكهيد مارتن هو سلاح جديد يتم إطلاقه جواً ومصمم للتوافق مع مختلف الطائرات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك مقاتلات الشبح F-35 و F-22. تم تطوير الصاروخ في إطار برنامج سلاح الهجوم الاحتياطي التابع للقوات الجوية الأمريكية، ويهدف إلى معالجة التحديات الاستراتيجية مثل قدرات الصين في منع الوصول/منع دخول المنطقة (A2/AD) في المحيط الهادئ. تم اختبار صاروخ ماكو للنقل الداخلي والخارجي على مجموعة واسعة من المنصات، مما يجعله قابلاً للتكيف مع أنواع متعددة من الطائرات.

يسمح تصميم الصاروخ بالوصول إلى سرعات تتجاوز 5 ماخ، مع تطبيق تكتيكي حيث يمكن للمقاتلات الشبحية العمل كمراقبين متقدمين ونقل بيانات الهدف إلى طائرات الجيل الرابع للاشتباك. يمكن أن يعزز هذا النهج الأدوار التشغيلية للطائرات الأحدث والأقدم داخل الجيش الأمريكي. على الرغم من أن وزارة الدفاع لم تلتزم بالإنتاج الكامل، فقد تم تضمين صاروخ ماكو في سلطة المعاملات الأخرى للبحرية الأمريكية (OTA)، مما يشير إلى التمويل المستقبلي المحتمل.

يتميز صاروخ ماكو بتصميم معياري، يدعم دمج المكونات الخاصة بالمهمة، ويتماشى مع الاتجاه الأوسع نحو بنية النظام المفتوح في التكنولوجيا العسكرية. يسمح نهج التصميم هذا بترقيات أسهل وفعّالة من حيث التكلفة على مدار دورة حياة الصاروخ. بالإضافة إلى ذلك، أعربت شركة لوكهيد مارتن عن اهتمامها بالتعاون الدولي، وخاصة بموجب اتفاقية AUKUS، والتي يمكن أن تشمل المملكة المتحدة وأستراليا في جهود التطوير والإنتاج المستقبلية.