أخبار: هل تستعد الإمارات لشراء مقاتلة KF-21 Boramae الكورية الجنوبية؟

أجرت الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية مناورة دفاع جوي مشتركة على الأراضي الإماراتية، بمشاركة نظام صواريخ أرض-جو متوسط ​​المدى الكوري الجنوبي "تشيونغونغ-2"، وفقًا لما أوردته وكالة يونهاب في 15 أبريل 2025.

ويمثل هذا النشاط أول حالة مؤكدة علنًا للتكامل التشغيلي لهذا النظام في بيئة شرق أوسطية. وتجري مناقشات بشأن احتمال استحواذ الإمارات العربية المتحدة على مقاتلة KF-21 Boramae متعددة المهام، مما يشير إلى أجندة تعاون دفاعي أوسع بين البلدين.

كانت مناورة الدفاع الجوي المشتركة، التي عُقدت في أوائل عام 2025 في موقع سري في الإمارات العربية المتحدة، أول حالة معلنة علنًا لتشغيل نظام صاروخي كوري جنوبي كجزء من نظام دفاع جوي إقليمي متعدد الأطراف في الشرق الأوسط.

أكد مسؤولون من إدارة برنامج المشتريات الدفاعية الكورية الجنوبية (DAPA) أن التدريبات تضمنت تنسيقًا آنيًا بين مراكز القيادة الإماراتية وأنظمة تشيونغونغ-2 التي تم تسليمها في عام 2023 بموجب عقد بقيمة 3.5 مليار دولار تم توقيعه في يناير 2022. وبحسب ما ورد، تضمنت هذه التدريبات سيناريوهات تحاكي تهديدات صواريخ كروز والصواريخ الباليستية التكتيكية، مما يعزز قدرة النظام على العمل في الظروف الصحراوية والتكامل مع بنية الدفاع الجوي متعددة الطبقات لدولة الإمارات العربية المتحدة.

يعتمد هذا التعاون على التعاون السياسي والاستراتيجي المستمر بين أبوظبي وسيول على مدار العقد الماضي. في يناير 2023، قام الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بزيارة دولة إلى الإمارات العربية المتحدة وأعلن عن استثمارات بقيمة 30 مليار دولار، مع اعتبار الدفاع ركيزة أساسية للعلاقة.

زودت كوريا الجنوبية الإمارات العربية المتحدة بمجموعة من الأنظمة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع K9، وربما تقنيات متعلقة بأنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. يُعد تشيونغونغ-2 أبرز مثال على هذا التعاون، ووفقًا لمسؤولي الدفاع الكوريين الجنوبيين، فهو بمثابة اختبار استراتيجي لعمليات الانتشار المستقبلية في الشرق الأوسط. عقد الملحقون العسكريون من كلا الجانبين اجتماعات دورية لمناقشة دورات تدريبية ممتدة، وتكييف العمليات، ومتابعة عمليات التصدير المحتملة.

ونظرًا للمستقبل، تناقش كوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة سبلًا متعددة لمواصلة التعاون الدفاعي. أبرز هذه السبل هو اهتمام الإمارات العربية المتحدة المعلن بطائرة KF-21 Boramae المقاتلة. واعتبارًا من أوائل عام 2025، قدمت شركة الصناعات الجوية الكورية (KAI) والمسؤولون الكوريون الجنوبيون حزمة شاملة تتضمن نقل التكنولوجيا، وبرامج التدريب، والبنية التحتية للصيانة الإقليمية.

بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، تمثل طائرة KF-21 بديلاً أو مكملاً محتملاً للمقاتلات الغربية، لا سيما في ظل التأخيرات والقيود المتزايدة المرتبطة بالأنظمة الأمريكية والأوروبية. بالنسبة لكوريا الجنوبية، تُعد الإمارات العربية المتحدة سوقًا استراتيجيًا للتصدير ومنصةً لتعزيز المكانة العالمية لقطاع الدفاع عالي التقنية في منطقة تنافسية.

تشيونغونغ-2، أو KM-SAM Block-2، هو نظام دفاع جوي متوسط ​​المدى كوري جنوبي مُطور محليًا، مصمم لاعتراض الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية. وقد انبثق هذا النظام من برنامج تعاون بين وكالة تطوير الدفاع الكورية الجنوبية (ADD)، وشركة LIG Nex1، وشركة Hanwha Systems، وشركات دفاع روسية، مستفيدًا بشكل خاص من صاروخ 9M96 المستخدم في منظومتي S-350E وS-400. وقد جُهز نظام Cheongung-II بعبوات إطلاق عمودية وصاروخ اعتراضي نشط التوجيه بالرادار قادر على إصابة أهداف على بُعد يصل إلى 40 كيلومترًا وارتفاعات تصل إلى 20 كيلومترًا. وتتضمن كل بطارية عادةً رادار AESA متعدد الوظائف، ومركز تحكم متنقل في الاشتباك، وأربع منصات إطلاق، يحمل كل منها ثمانية صواريخ اعتراضية.

من الناحية التكنولوجية، يستخدم Cheongung-II آلية إصابة قاتلة، وهو مُحسّن لإعادة اكتساب الهدف بسرعة. ويستخدم نظام الرادار مصفوفات AESA ذات النطاق X للتحكم في إطلاق النار، مما يُمكّن من إصابة أهداف متعددة في وقت واحد ضمن دائرة نصف قطرها 360 درجة. وخلال مناورات الإمارات العربية المتحدة، تم اختبار الرادار ونظام التحكم في ظل ظروف درجات حرارة عالية ورطوبة منخفضة لتقييم الموثوقية.

تشير تقارير من مراقبين في الإمارات العربية المتحدة إلى أن النظام كان يعمل بشكل مستقل ومرتبطًا بشبكة الدفاع الصاروخي الإماراتية الأوسع، والتي تشمل بطاريات ثاد وباتريوت باك-3. يُعد هذا الاختبار للتوافق التشغيلي مهمًا نظرًا لأن تشيونغونغ-2 يسد الفجوة بين أنظمة الدفاع الجوي المحمولة قصيرة المدى والصواريخ الاعتراضية بعيدة المدى خارج الغلاف الجوي، مما يجعله مناسبًا تمامًا للدول التي تواجه تهديدات جوية متعددة الطبقات.

كان عقد تشيونغونغ-2 لعام 2022 مع الإمارات العربية المتحدة أكبر صفقة أسلحة توقعها كوريا الجنوبية على الإطلاق في ذلك الوقت، حيث بلغت قيمته حوالي 4.1 تريليون وون كوري (3.5 مليار دولار أمريكي).

بدأت عمليات التسليم في عام 2023، وتم تأكيد أول نشر كامل في أوائل عام 2024. تتضمن استراتيجية كوريا الجنوبية لتصدير الدفاع تقديم صيانة طويلة الأجل، وتدريب محلي، ومكونات بحث وتطوير مشتركة.

ونتيجة لذلك، يُنظر إلى تشيونغونغ-2 على أنها نموذج لهدف كوريا الجنوبية في أن تصبح واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للأسلحة في العالم. ومن بين الدول الأخرى التي أعربت عن اهتمامها بولندا والمملكة العربية السعودية ومصر. بالإضافة إلى ذلك، يجري تطوير نسخة أطول مدى ودمجها مع طائرات المراقبة بالرادار، مما قد يزيد من جاذبيتها الإقليمية والعالمية.

KF-21 Boramae هو برنامج تطوير المقاتلات الرائد في كوريا الجنوبية، والذي تم إطلاقه رسميًا في ديسمبر 2015 بهدف إنتاج طائرة مقاتلة متعددة المهام تجمع بين تقنيات الجيلين الرابع والخامس. طُوّرت طائرة KF-21 من قِبل شركة كوريا للصناعات الفضائية (KAI) بتمويل جزئي وتطوير مشترك من إندونيسيا، وهي مصممة لتحل محل طائرات F-4 وF-5 القديمة في القوات الجوية لجمهورية كوريا (ROKAF).

حلّقت أول طائرة نموذجية في يوليو 2022، وبحلول منتصف عام 2024، كانت ستة نماذج أولية قد أكملت أكثر من 250 طلعة جوية. اجتاز البرنامج مرحلة القدرة التشغيلية الأولية (IOC)، ومن المقرر إنتاجها بكميات محدودة بدءًا من عام 2026، على أن يبدأ الإنتاج الكامل بحلول عام 2028.

من منظور التصدير، تستهدف طائرة KF-21 الدول التي تسعى إلى امتلاك قدرات متقدمة دون القيود السياسية واللوجستية المرتبطة بطائرات الجيل الخامس الغربية. تُقدّر تكلفتها بنحو 65 مليون دولار أمريكي للوحدة، وهي أقل من تكلفة طائرة F-35، مع توفيرها مرونة كبيرة في ملف المهام وتخصيص البرامج.

بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة، تشمل قائمة العملاء المحتملين بولندا والفلبين ومصر وكولومبيا. من أهم مزايا طائرة KF-21 للمشترين المحتملين هيكلها المفتوح، الذي يسمح بدمج الأسلحة والأنظمة المحلية. ومن المتوقع أن تستلم إندونيسيا 50 طائرة بموجب اتفاقية التطوير الأولية، على الرغم من أن خلافات التمويل لا تزال عالقة جزئيًا حتى أوائل عام 2025.

تتميز طائرة KF-21 برادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA) الذي طورته شركة Hanwha Systems، وأنظمة استهداف وتتبع كهروضوئية، وأنظمة حرب إلكترونية. تبلغ سرعتها القصوى 1.81 ماخ، ويتجاوز نصف قطرها القتالي 1000 كيلومتر. ومن المتوقع أن تحمل الطائرة أسلحة أمريكية وأوروبية الصنع، مثل AIM-120 AMRAAM وIRIS-T وMBDA Meteor، بالإضافة إلى ذخائر JDAM وصواريخ كروز كورية الصنع. ستحمل طائرات Block-I أسلحة خارجية، بينما من المتوقع أن تتضمن نسخة Block-II، المقرر إطلاقها بعد عام 2028، حجرات داخلية وتصميمًا محسّنًا للتخفي. وأظهرت التدريبات المحاكاة التي أجرتها القوات الجوية الكورية الجنوبية في أواخر عام 2024 أن طائرة KF-21 تطابقت أو تجاوزت أداء طائرات F-16 المطورة في سيناريوهات القتال خارج مدى الرؤية.