وفقًا للمعلومات التي نشرتها وزارة الدفاع الهولندية في 23 سبتمبر 2024، من المقرر أن تتلقى البحرية الهولندية سفينتي دعم جديدتين مجهزتين بأسلحة متقدمة وتكنولوجيا متطورة، كما أعلن وزير الدولة جيس توينمان أمام مجلس النواب. ستعزز هذه السفن التي بناها دامين حماية هولندا وحلفائها ضد التهديدات المحتملة. تم تصميم السفن للعمل في بيئات عالية الخطورة، وتعزيز الدفاع الجوي وزيادة القوة النارية، مع دعم جهود المراقبة في بحر الشمال.
لقد نمت حاجة البحرية إلى صواريخ الدفاع الجوي بعيدة المدى استجابة لمشهد التهديد المتطور. الخصوم المحتملون قادرون على شن هجمات متزامنة جماعية باستخدام صواريخ مضادة للسفن أو طائرات بدون طيار. ستعمل السفن الجديدة جنبًا إلى جنب مع فرقاطات الدفاع الجوي والقيادة (LC-fregatten)، مما يوفر قدرة صاروخية إضافية لحماية الأصول البحرية. سيتم إطلاق هذه الصواريخ من سفن الدعم وتوجيهها بواسطة أنظمة الفرقاطات.
بالنسبة للعمليات البرمائية، تحتاج البحرية أيضًا إلى ذخائر دقيقة بعيدة المدى لتحييد التهديدات على الأرض، مثل أنظمة الدفاع الجوي للعدو. بالإضافة إلى ذلك، سيتم دمج معدات الحرب الإلكترونية لتعطيل أنظمة الرادار للعدو ومنع الصواريخ من ضرب أهدافها، فضلاً عن التدخل في التحكم في الطائرات بدون طيار المعادية.
أصبحت البنية التحتية لبحر الشمال، بما في ذلك مزارع الرياح ومنصات النفط والكابلات البحرية، نقطة ضعف. أبلغت دائرة الاستخبارات والأمن العسكرية عن نشاط روسي مشبوه، مما يشير إلى تجسس محتمل واستعدادات للتخريب. لمواجهة هذا، سيتم تجهيز السفن الجديدة بطائرات بدون طيار وأجهزة استشعار تحت الماء لمراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية حول التهديدات المحتملة للبنية التحتية البحرية.
يتماشى هذا الاستحواذ من شركة Damen مع سياسة الحكومة لدعم الصناعة البحرية الهولندية والمساهمة في الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا. بميزانية تتراوح بين 250 مليون يورو إلى مليار يورو، من المتوقع أن تكون أول سفينة جاهزة للعمل في بحر الشمال بحلول عام 2026، مع نشرها بالكامل بحلول عام 2027.
التهديد الروسي
تواجه هولندا تهديدًا متزايدًا من روسيا، والذي تشكله الحرب الجارية في أوكرانيا والتوترات الأوسع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. وتشمل المخاوف الرئيسية التجسس والهجمات الإلكترونية والتخريب المحتمل للبنية التحتية الحيوية، وخاصة في بحر الشمال. وقد لوحظت سفن روسية تقوم بأنشطة مشبوهة حول مزارع الرياح الهولندية وغيرها من الأصول الحيوية، مما يشير إلى جهد استراتيجي لرسم خريطة للبنية التحتية الأساسية وتعطيلها في حالة نشوب صراع.
يتفاقم هذا التهديد بسبب الدور الجيوسياسي الذي تلعبه هولندا كجزء من حلف شمال الأطلسي. يُنظر إلى الموانئ والمطارات الهولندية على أنها أهداف محتملة للصواريخ الروسية، خاصة إذا انتشرت قوات حلف شمال الأطلسي عبر البلاد ردًا على هجوم على دولة عضو.