أخبار: السويد تختار مُصنِّعًا لأربع فرقاطات جديدة من فئة لوليا مطلع عام ٢٠٢٦

أفادت رويترز في ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٥، أن وزير الدفاع السويدي، بول جونسون، أعلن خلال مؤتمر صحفي عُقد مع نظيرته الفرنسية، كاثرين فوتران، أن السويد ستختار مُورِّدًا لفرقاطاتها الجديدة من فئة لوليا مطلع عام ٢٠٢٦. وتتنافس شركات ساب، ونافال جروب، وبابكوك، ونافانتيا على هذا البرنامج، الذي يعتمد على تصاميم أوروبية قائمة مُكيَّفة لتلبية الاحتياجات السويدية. ويمثل هذا المشروع، الذي يضم أربع سفن، أكبر توسعة للأسطول السطحي السويدي منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، ويهدف إلى نشر سفينتين بحلول عام ٢٠٣٠، وسفينتين إضافيتين بحلول عام ٢٠٣٥. ويصف كبار المسؤولين السويديين هذا الجدول الزمني بأنه طموح ولكنه ضروري، نظرًا للتوسع السريع في متطلبات الدفاع بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

من المتوقع أن تدخل السفن، المبنية على تصاميم حالية مع تكامل الأنظمة السويدية والمشاركة الصناعية، الخدمة ابتداءً من عام 2030، حيث من المقرر أن تدخل أول سفينتين الخدمة في ذلك التاريخ والسفينتان المتبقيتان بحلول عام 2035. وستصبح أكبر السفن القتالية السطحية التي استخدمتها السويد منذ أن خرجت آخر مدمرتين من فئتي أوسترغوتلاند وهالاند من الخدمة في أوائل ثمانينيات القرن الماضي. ويعكس إطلاقها جهودًا لتجاوز التركيز التقليدي على طرادات فئة فيسبي الأصغر حجمًا، نحو سفن حربية أكبر متعددة المهام قادرة على دعم المهام الوطنية وعمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويأتي هذا التحول في أعقاب توسع مكثف في سياسة الدفاع السويدية بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، مما دفع ستوكهولم إلى تسريع البرامج التي كانت مُخططة سابقًا على فترات زمنية أطول.

من المتوقع أن يتجاوز طول فرقاطات فئة لوليا الجديدة 120 مترًا، وأن يتراوح إزاحتها بين 3000 و4500 طن، حسب التصميم النهائي، مما يجعلها تتفوق بكثير على فرقاطات فئتي غوتنبرغ وفيسبي، التي تُشكل حاليًا العمود الفقري للأسطول السطحي السويدي. سيزيد هذا الحجم من إجمالي الحمولة السطحية للبحرية السويدية بأكثر من عشرة أضعاف، مما يُظهر حجم التحول من التركيز على الدفاع الساحلي إلى قدرات أوسع في المياه العميقة. تُعدّ الهياكل التي يبلغ طولها 100 متر نادرة نسبيًا بين المقاتلات السطحية الغربية الحديثة، ومع ذلك، فإن العديد من التصاميم غير الغربية تشغل هذا النطاق؛ على سبيل المثال، تُقدم فئة موغامي اليابانية أبعادًا مماثلة لتلك المتوقعة لفئة لوليا. بالنسبة للسويد، يُمثل هذا النمو في حجم السفن تحديات كبيرة، لا سيما في تكوين الطاقم وتوفير الدعم، حيث تتطلب الهياكل الأكبر عددًا أكبر من الأفراد وهياكل دعم أكثر تعقيدًا، مما يُؤثر بشكل أكبر على النقاشات الداخلية مع استمرار المخططين السويديين في تحسين البرنامج. تم التعاقد مبدئيًا مع شركة ساب كوكومز في عام ٢٠٢١ للعمل على كورفيت جديد من طراز فيسبي جين ٢، إلا أن الاحتياجات الاستراتيجية المتطورة أدت إلى إلغاء هذا الجهد لصالح برنامج الفرقاطة الجديدة من فئة لوليا.

بعد ذلك، أطلقت إدارة العتاد الدفاعي السويدية مسحًا للسوق لتحديد التصاميم المتطورة التي يمكن تكييفها مع الاحتياجات السويدية للتخفيف من مخاطر الجدول الزمني. الهدف هو تجنب أي تأخيرات مماثلة لتلك التي شهدتها البرامج البحرية السابقة، والتي دفعت مواعيد التسليم إلى وقت أبعد. في السابق، قامت ساب وبابكوك بعمل أولي بناءً على تصميم الطراز البريطاني ٣١، إلا أن هذا التعاون لم يُسفر حتى الآن عن تقدم ملحوظ يُذكر. لذلك، اكتسبت شركات بناء سفن أجنبية أخرى مكانة بارزة، وقد تختار السويد بناء الهياكل في الخارج واستكمال التجهيز محليًا، وهو نموذج استُخدم سابقًا لسفينة الاستخبارات أرتميس، التي بُني هيكلها في بولندا قبل دمجها النهائي في كارلسكرونا. يُقدم هذا النهج في السويد كخيار عملي يجمع بين ضمان الجدول الزمني والمشاركة الصناعية المحلية.

كانت فرنسا نشطة بشكل خاص في الترويج لفرقاطة FDI التابعة لمجموعة Naval Group كمرشحة للبرنامج، حيث أوضحت تصريحات متعددة من المسؤولين الفرنسيين استعدادهم لتسليم سفينة واحدة مجهزة بالكامل بحلول عام 2030. وأكدت وزيرة الدفاع الفرنسية كاثرين فوتران أن فرنسا تشغل بالفعل النموذج المعروض وهي مستعدة لإقامة شراكة تشمل الصناعة السويدية، وخاصة ساب. أكملت السفينة الفرنسية الرائدة، أميرال رونارك، التجارب البحرية ودخلت الخدمة في أكتوبر 2025، مما يدل على بنية رقمية ونظام قتالي تم التحقق من صحته بالفعل في البحر. في التكوين الفرنسي الأساسي، تحمل FDI 16 خلية إطلاق عمودية من طراز Sylver A50 لصواريخ Aster 15 وAster 30، مع إصدارات تصدير لليونان تضم 32 خلية. يتم تسليط الضوء على رادار Thales Sea Fire باعتباره مستشعر الدفاع الجوي الرئيسي للسفينة، مما يوفر تغطية على نطاقات كبيرة. أعلنت فرنسا أن الأميرال رونارك ستزور السويد أوائل العام المقبل لإجراء عروض توضيحية، مما يعكس كثافة الحملة لكسب اهتمام ستوكهولم وتوسيع العلاقات الدفاعية الثنائية.

من بين مقدمي العروض الإضافيين شركة ساب السويدية، وشركة بابكوك البريطانية، وشركة نافانتيا الإسبانية، التي تقدم تصاميم سفن تتراوح أوزانها بين 2200 طن تقريبًا وأكثر من 6000 طن، بما في ذلك فئة بونيفاز بصاريها المدمج وقدراتها الكبيرة في مجال الحرب المضادة للغواصات. توضح هذه الخيارات مجموعة الحلول الممكنة قيد التقييم، بدءًا من التصاميم المتوافقة تمامًا مع بنية الأنظمة السويدية، ووصولًا إلى المنصات الأجنبية الأكبر حجمًا والمُكيفة مع المتطلبات الوطنية. تؤكد البيانات الرسمية أن التكاليف لا تزال غير مُعلنة، وأن إدارة العتاد الدفاعي والجيش سيُقدمان المشورة للحكومة قبل الاختيار النهائي. ستكون هذه أيضًا أول فرصة للسويد منذ عقود لإدخال سفن قتالية سطحية كبيرة، حيث لم تُشغّل البحرية السويدية سفنًا بهذا الحجم منذ مدمرات فئة أوسترجوتلاند، التي أُحيلت إلى التقاعد عام 1982.

يأتي اهتمام فرنسا المستمر ببرنامج الفرقاطات السويدي في أعقاب اهتمامها بشراء طائرة الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جوًا من طراز ساب "جلوبال آي". أُعلن عن نية فرنسا شراء غلوبال آي في وقت سابق من هذا العام، ومن المتوقع إبرام عقد في المستقبل القريب، وأكد المسؤولون الفرنسيون خلال زيارتهم إلى ستوكهولم أن غلوبال آي تُعتبر أولوية. وتُشدد التصريحات على التعاون الصناعي المتبادل، وتشير إلى أنه على الرغم من عدم وجود رابط رسمي بين برنامجي الفرقاطة وغلوبال آي، إلا أن كلا الجانبين يُقرّان بأن القرارات في أحد المجالين من المرجح أن تؤثر على الآخر. وأكد وزير الدفاع السويدي، بول جونسون، أن عنصر الدفاع الجوي في الفرقاطات المستقبلية سيكون أساسيًا لدعم المهام الوطنية ومهام الحلفاء، وأن الطموح لا يزال قائمًا بامتلاك فرقاطتين في الخدمة بحلول عام 2030 وفرقاطتين أخريين بحلول عام 2035. ويُوصف هذا الجدول الزمني بأنه طموح ولكنه ضروري لتعزيز دور السويد الناشئ كعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قادر على المساهمة في الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل في شمال أوروبا.