وصلت المدمرة من طراز 055 شيانيانغ التابعة لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني إلى بورت فيلا، فانواتو، مما يمثل أول عملية انتشار معروفة لهذه الفئة المتقدمة من السفن الحربية في جنوب المحيط الهادئ.
تعد شيانيانغ، التي تحمل رقم الهيكل 108، واحدة من أقوى السفن المقاتلة السطحية في الصين، وهي مصممة لأدوار متعددة المهام، بما في ذلك الدفاع الجوي والحرب المضادة للغواصات وضرب الأهداف البرية. يشير هذا الانتشار إلى الوجود البحري المتوسع للصين في منطقة المحيط الهادئ، مما يسلط الضوء على قدرتها على إبراز القوة خارج مناطق نفوذها التقليدية، وخاصة وسط التوترات المستمرة في مياه آسيا والمحيط الهادئ.
توفر هذه المدمرات من طراز 055، المجهزة بأنظمة رادار وصواريخ متطورة، دفاعًا جويًا قويًا للمنطقة، مما يجعلها أصولًا حيوية في كل من العمليات المستقلة ومرافقة لحاملات الطائرات الصينية. يمكن اعتبار هذا الانتشار جزءًا من استراتيجية الصين الأوسع لتأمين مصالحها البحرية وتعزيز العلاقات مع دول جزر المحيط الهادئ مثل فانواتو.
العلاقات بين الصين وفانواتو
تعمقت علاقة فانواتو بالصين بشكل كبير منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1982. وتتميز هذه العلاقة بالتعاون الاقتصادي القوي، وتطوير البنية الأساسية، والتوافق الدبلوماسي. أصبحت الصين شريكًا رئيسيًا في تنمية فانواتو، وخاصة من خلال مبادرة الحزام والطريق. تدعم فانواتو باستمرار سياسة "الصين الواحدة" الصينية واستفادت من الاستثمار الصيني في قطاعات مختلفة.
في حين كان تعاون فانواتو مع الصين إيجابيًا في العديد من الجوانب، إلا أنه أثار أيضًا مخاوف، وخاصة من الدول الغربية مثل أستراليا، التي تشعر بالقلق إزاء النفوذ الصيني المتزايد في جنوب المحيط الهادئ. انتشرت تكهنات حول وجود عسكري صيني محتمل في فانواتو، على الرغم من أن كل من فانواتو والصين نفت مثل هذه الادعاءات.
إن استراتيجية الصين في جزر المحيط الهادئ مدفوعة بمزيج من المصالح الجيوسياسية والاقتصادية والعسكرية، مع التركيز على اكتساب النفوذ والاستفادة من الفرص الرئيسية في هذه المنطقة المهمة استراتيجيًا. جزر المحيط الهادئ، على الرغم من صغر عدد سكانها، مهمة جغرافيًا، حيث توفر للصين طرق وصول محتملة ونفوذًا سياسيًا على الممرات البحرية الحيوية.
إن جزءًا أساسيًا من نهج الصين يتضمن المساعدات الاقتصادية والتنموية من خلال مشاريع البنية الأساسية والاستثمارات، والتي غالبًا ما ترتبط بمبادرة الحزام والطريق. وقد استفادت دول مثل جزر سليمان وكيريباتي من التمويل الصيني.