أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 3 يناير 2025، موافقتها على عملية بيع عسكرية أجنبية محتملة (FMS) إلى المملكة العربية السعودية، بقيمة تقدر بنحو 78.5 مليون دولار أمريكي. تشمل الصفقة عشرين (20) طوربيدًا خفيف الوزن MK 54 MOD 0 (LWT)، إلى جانب مجموعة من خدمات الدعم والمعدات المرتبطة بها. تم إبلاغ القرار رسميًا إلى الكونجرس في نفس اليوم، بعد التصديق من وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA).
لا يشمل البيع المقترح الطوربيدات نفسها فحسب، بل يشمل أيضًا العديد من العناصر ذات الصلة وعناصر الدعم. تتضمن الحزمة 20 طوربيدًا خفيف الوزن MK 54 MOD 0، وهي الأصول الأساسية التي يتم بيعها. تم تصميم هذه الطوربيدات للاستخدام من قبل كل من السفن السطحية والطائرات، مما يوفر قدرات متقدمة للتعامل مع الغواصات في المياه العميقة والضحلة. وبالإضافة إلى الطوربيدات، ستشمل الصفقة أيضًا قطع غيار MK 54 MOD 0 LWT، والتي تعد ضرورية للحفاظ على الجاهزية التشغيلية للأنظمة. بالإضافة إلى ذلك، ستغطي الصفقة طوربيدات التمرين القابلة للاسترداد MK 54 (REXTORP)، والتي تُستخدم في التدريبات، مما يسمح للقوات السعودية بالتدرب دون استخدام الذخائر الحية.
وتشمل المكونات الأخرى للصفقة التعامل مع الأشكال والحاويات للتخزين الآمن ونقل الطوربيدات، بالإضافة إلى خدمات التدريب والمنشورات لضمان قدرة الجيش السعودي على استخدام وصيانة الأنظمة بشكل فعال. وتشمل الحزمة أيضًا معدات الدعم والاختبار اللازمة لصيانة واختبار والتحقق التشغيلي لأنظمة الطوربيد. وعلاوة على ذلك، ستوفر حكومة الولايات المتحدة الدعم الفني واللوجستي من خلال خدمات الهندسة الحكومية والمقاولين الأمريكيين، مما يضمن التكامل السلس للأنظمة الجديدة في القوات السعودية.
وتبلغ التكلفة الإجمالية المقدرة للبرنامج، والتي تغطي كل من الأجهزة والدعم اللوجستي والتدريبي المكثف، 78.5 مليون دولار.
وقد أكدت الحكومة الأمريكية أن هذا البيع يتوافق مع أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي الأوسع للولايات المتحدة. وعلى وجه التحديد، سيدعم المملكة العربية السعودية في تعزيز قدراتها الدفاعية، وخاصة في الحرب ضد الغواصات. يُعرف طوربيد MK 54 MOD 0 الخفيف بتنوعه وفعاليته في تحييد التهديدات تحت الماء، وإضافته إلى الترسانة البحرية السعودية سيعزز بشكل كبير قدرة المملكة على حماية حدودها البحرية. وسيساعد هذا أيضًا في تأمين الطرق البحرية الحيوية في منطقة الخليج، وهو أمر مهم استراتيجيًا للتجارة العالمية ونقل الطاقة.
يعزز البيع التزام وزارة الدفاع الأمريكية بتعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط. ستكون المملكة العربية السعودية، كحليف رئيسي للولايات المتحدة، مجهزة بشكل أفضل لردع التهديدات البحرية المحتملة، مما يساهم في أمنها واستقرار المنطقة. كما ذكرت الحكومة الأمريكية أن المملكة العربية السعودية لن تجد صعوبة في استيعاب المعدات الجديدة في قواتها المسلحة. ويرجع هذا جزئيًا إلى البنية التحتية العسكرية الحالية للمملكة، والتي هي بالفعل قادرة على دمج مثل هذه الأنظمة المتقدمة.
كانت المملكة العربية السعودية شريكًا استراتيجيًا طويل الأمد للولايات المتحدة، وخاصة في التعاون الدفاعي والأمن الإقليمي. ويؤكد هذا البيع المقترح لطوربيدات MK 54 MOD 0 على الطبيعة الدائمة لهذه الشراكة، حيث يعمل كلا البلدين معًا لحماية الأمن البحري في الخليج وردع أي تهديدات محتملة للممرات الملاحية الدولية الحيوية والبنية التحتية للطاقة. إن الجيش السعودي في وضع جيد لدمج هذه القدرات الجديدة، كما أن التدريب والدعم اللوجستي الذي تقدمه الولايات المتحدة سيضمن استخدام النظام بشكل فعال.
إن الموافقة على هذا البيع العسكري الأجنبي هو علامة فارقة أخرى في العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والسعودية، مما يؤكد التزام الولايات المتحدة المستمر بدعم جهود تحديث الدفاع في المملكة. سيلعب نظام طوربيدات MK 54 MOD 0 الخفيف الوزن دورًا حاسمًا في تعزيز قدرات الحرب البحرية في المملكة العربية السعودية، وخاصة في مجال العمليات المضادة للغواصات. ولا يعمل هذا التطور على تعزيز موقف الدفاع السعودي فحسب، بل يساهم أيضًا في تحقيق الأهداف الأوسع نطاقًا المتمثلة في السلام والاستقرار في منطقة الخليج. ومن خلال تعزيز الأمن البحري للمملكة، تواصل الولايات المتحدة ترسيخ دورها كشريك أمني رئيسي في الشرق الأوسط، مما يضمن استقرار المنطقة وأمنها في مواجهة التهديدات المتطورة.