عقدت مديرية التصنيع التابعة للجيش البرازيلي اجتماعًا مع شركة BAE Systems للمقاولات الدفاعية لمناقشة الإنتاج المحلي، بموجب ترخيص، لمدافع الهاوتزر الخفيفة عيار 105 مم، استنادًا إلى المعلومات التي نشرتها وكالة الأنباء الدفاعية البرازيلية Defesa Aerea & Naval في 5 مارس 2025. يمثل هذا الاجتماع خطوة مهمة في الجهود الجارية التي تبذلها البرازيل لتعزيز قدراتها الدفاعية، وخاصة في مجال تحديث المدفعية الميدانية.
خلال المناقشات، أعرب ممثلو الجيش البرازيلي عن توقعاتهم الواضحة للحصول على ترخيص إنتاج من شأنه أن يمكّن التصنيع المحلي للمدفع الخفيف عيار 105 ملم. وأكد الجانب البرازيلي على إمكانات التصنيع في ترسانات الحرب في البلاد، مشددًا على الأهمية الاستراتيجية للاستفادة الكاملة من هذه المرافق للمساهمة في الدفاع الوطني والتنمية الصناعية.
تُعرف مدافع الهاوتزر الخفيفة عيار 105 ملم، وهي قطعة مدفعية رئيسية تستخدمها العديد من البلدان، بجمعها بين القدرة العالية على الحركة والقوة النارية. يبلغ وزنها حوالي 1700 كجم، وهي واحدة من أخف أنظمة المدفعية الميدانية المقطورة، مما يجعلها قابلة للتكيف بدرجة كبيرة للنشر السريع في تضاريس متنوعة، من الجبال إلى الصحاري. يسمح مدى الهاوتزر المذهل الذي يصل إلى 17 كيلومترًا بالذخيرة القياسية، وما يصل إلى 30 كيلومترًا بالقذائف ذات المدى الممتد، بالاشتباك الفعال مع الأهداف على مسافات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرتها على النشر السريع وإعادة التمركز تجعلها قيمة في ظروف ساحة المعركة الديناميكية، حيث تكون المرونة أمرًا بالغ الأهمية.
في الخدمة مع الجيش البرازيلي، تعد المدفع الخفيف عيار 105 ملم جزءًا من وحدات المدفعية التابعة للجيش، مما يساهم في جهود تحديث المدفعية في البرازيل. هذا النظام مناسب بشكل خاص للتضاريس المتنوعة في البرازيل، حيث يوفر الدقة والقدرة على التكيف لدعم النيران في بيئات متنوعة. وقد نشر الجيش البرازيلي هذه المدافع كجزء من فوج المدفعية الميدانية، حيث يتم استخدامها لمجموعة واسعة من الأدوار، من الدفاع عن الحدود إلى توفير القوة النارية في مهام حفظ السلام.
في القتال، تشتهر المدفع الخفيف عيار 105 ملم بدقتها ومعدل إطلاقها السريع، حيث يمكنها إطلاق ما يصل إلى ست جولات في الدقيقة. كما يسمح ارتدادها المنخفض وحركتها العالية بسحبها بسهولة بواسطة المركبات، مما يسهل التغييرات السريعة في الموضع للتهرب من نيران البطاريات المضادة. كما تم تجهيز السلاح بنظام تحكم في النيران متطور يضمن الدقة العالية والقدرة على التكيف مع سيناريوهات القتال المختلفة. تجعل هذه الخصائص المدفع الخفيف عيار 105 ملم فعالاً للغاية في كل من الحرب التقليدية وعمليات حفظ السلام، حيث تكون استجابته السريعة وبصمته اللوجستية الضئيلة ضرورية. كما تمكن تعدد استخدامات النظام من إطلاق مجموعة من الذخائر، بما في ذلك الذخائر شديدة الانفجار والدخان والإضاءة، مما يوفر للمشغل مرونة تكتيكية في مجموعة متنوعة من البيئات التشغيلية.
وسلطت شركة بي أيه إي سيستمز، الشركة المصنعة للمدفع الخفيف عيار 105 ملم، الضوء على مزايا تأميم إنتاج مدافع الهاوتزر، مستشهدة بالعديد من الفوائد الاستراتيجية لكل من الجيش البرازيلي وصناعة الدفاع الأوسع. كما أشارت شركة الدفاع البريطانية العملاقة إلى أن الإنتاج المحلي يمكن أن يساعد البرازيل في تعزيز سيادتها وتوفير فرص كبيرة للتعاون في العمليات العسكرية المستقبلية والتدريب مع المملكة المتحدة.
وعلاوة على ذلك، تطرق الاجتماع أيضًا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الحكومتين البرازيلية والبريطانية، والذي يمكن أن يضع الأساس للتدريبات العسكرية المشتركة، وتبادل الخبرات، وتعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية. ويمكن أن يتوسع هذا التعاون في نهاية المطاف إلى ما هو أبعد من إنتاج مدافع الهاوتزر عيار 105 ملم ليشمل أنظمة مدفعية أخرى وتكنولوجيا عسكرية متقدمة.
إن اهتمام الجيش البرازيلي بالإنتاج المحلي لمدافع الهاوتزر عيار 105 ملم هو جزء من دفعة أوسع نطاقًا لتحديث نظام المدفعية الميدانية. وتكمن أهمية هذا المشروع ليس فقط في ضمان جاهزية الدفاع الوطني ولكن أيضًا في تعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية البرازيلية (DIB). من خلال تعزيز الإنتاج المحلي للأسلحة عالية التقنية، تهدف البرازيل إلى تقليل اعتمادها على الموردين الأجانب، وهو عامل رئيسي في ضمان الأمن على المدى الطويل والاستقلال التشغيلي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الخطوة لتأميم إنتاج مدافع الهاوتزر عيار 105 ملم تتوافق مع جهود الحكومة البرازيلية لتحديث الدفاع. من خلال دمج قدرات الإنتاج المحلية، تسعى البرازيل إلى تعزيز القوة القتالية الشاملة لجيشها وزيادة عدد قطع المدفعية المتاحة لكل من الدفاع عن الوطن ومهام حفظ السلام الدولية.
ومع تقدم المناقشات، يتوقع الجيش البرازيلي نجاح المفاوضات بشأن ترخيص التصنيع، الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق لتجميع هذه الأسلحة في البرازيل. وبذلك، لن تحقق البرازيل الاكتفاء الذاتي الأكبر في المعدات العسكرية فحسب، بل ستخلق أيضًا فرصًا محتملة لتصدير المدفع الخفيف عيار 105 ملم إلى دول أخرى في المنطقة وخارجها.
ستكون الخطوات التالية في عملية التفاوض حاسمة، حيث يحدد الطرفان شروطًا محددة لنقل التكنولوجيا والملكية الفكرية وقدرات الإنتاج. وستحدد نتيجة هذه المحادثات المسار المستقبلي لتحديث المدفعية في البرازيل واستراتيجيتها الدفاعية طويلة الأجل.
يؤكد هذا التطور على التزام البرازيل بتعزيز قطاعها الدفاعي، وضمان قدرتها على مواجهة تحديات الأمن الحديثة باستخدام التكنولوجيا العسكرية المتقدمة المنتجة على أرض الوطن. ويمثل التركيز الاستراتيجي للجيش البرازيلي على الإنتاج المحلي نهجًا استشرافيًا يوازن بين السيادة الوطنية والنمو الصناعي.