أخبار: الهند تسلم أنظمة قاذفات الصواريخ المتعددة الأسطوانات Pinaka إلى أرمينيا

بدأت الهند في تصدير أنظمة قاذفات الصواريخ المتعددة الأسطوانات Pinaka التي طورتها محليًا إلى أرمينيا في نوفمبر 2024، مما يمثل لحظة رئيسية في جهودها لتصدير الدفاع، كما ذكرت IDRW. يسلط هذا التسليم، وهو جزء من عقد تم الانتهاء منه بعد عامين من المفاوضات، الضوء على الشراكة الدفاعية القوية بين البلدين والأهمية المتزايدة للهند في سوق الأسلحة العالمية.

نظام Pinaka MBRL، الذي طورته منظمة البحث والتطوير الدفاعية (DRDO) بالتعاون مع شركات خاصة وشركات من القطاع العام مثل Bharat Earth Movers Limited (BEML)، هو نظام مدفعية متحرك ومتعدد الاستخدامات مصمم للانتشار السريع والقوة النارية الفعالة. يستخدم في المقام الأول للقصف، ويستهدف مواقع العدو والبنية التحتية وتجمعات القوات بدقة ومدى. منذ إدخاله، خضع Pinaka لتطورات كبيرة، مما أدى إلى ظهور متغيرات تعمل على تحسين خيارات المدى والدقة والحمولة لتلبية متطلبات ساحة المعركة الحديثة.

يبلغ مدى النسخة الأولية من النظام Pinaka Mk-I ما يصل إلى 40 كيلومترًا ويدعم رؤوسًا حربية متعددة. إنه يوفر ذخائر شديدة الانفجار (HE) ذات تأثير قوي على الانفجار والتفتيت، وفعّال ضد الأفراد والأهداف المحصنة بشكل خفيف. بالإضافة إلى ذلك، يمكنه نشر ألغام مضادة للدبابات لإنشاء محيطات دفاعية ورؤوس حربية حارقة قادرة على إشعال الوقود أو المواد القابلة للاشتعال الأخرى. مع كل صاروخ يحمل ما يقرب من 100 كيلوغرام من المتفجرات، يوفر Mk-I قوة نيران مركزة لمختلف السيناريوهات التشغيلية.

يمتد نطاق Pinaka Mk-II للنظام إلى 60-75 كيلومترًا ويحتفظ بتعدد استخدامات الرؤوس الحربية لـ Mk-I مع دمج قدرات التوجيه الدقيق. مزود بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأنظمة الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، فإنه يوفر حمولات بدقة محسنة، مما يضمن ضربات فعالة مع تقليل الأضرار الجانبية. هذا التحسين يجعل Mk-II مناسبًا للسيناريوهات التي تتطلب اشتباكًا مستهدفًا ومتحكمًا.

وتعتمد النسخة الموجهة من بيناكا على هذه القدرات، حيث تقدم تقنيات توجيه متقدمة لتحقيق الدقة المتناهية. وبمدى أقصى يبلغ 75 كيلومترًا، تعد هذه النسخة مثالية للأهداف عالية القيمة مثل الهياكل المحصنة ومراكز القيادة. كما تجعلها دقتها وفعاليتها من الأصول القيمة للعمليات التي تتطلب استهدافًا دقيقًا.

تم تصميم نسخة متخصصة أخرى، وهي ذخيرة بيناكا لحظر المنطقة (ADM)، لمهام حظر المنطقة، وتقييد حركة العدو عبر المناطق المحددة. وباستخدام الذخائر العنقودية، تقوم بنشر الذخائر الصغيرة على مساحة واسعة لتحييد الأفراد والمركبات الخفيفة. بالإضافة إلى ذلك، تخلق الصواريخ المزروعة للألغام حقولًا دفاعية مؤقتة، مما يجعل نسخة ADM أداة أساسية لوقف تقدم العدو.

يجري تطوير النسخة الموجهة ذات المدى الممتد بيناكا (ER-Pinaka) القادمة وتهدف إلى دفع مدى النظام إلى 90 كيلومترًا. ومن المتوقع أن تجمع هذه النسخة بين القدرات بعيدة المدى مع نفس المستوى العالي من الدقة، مما يزيد من مرونتها التشغيلية.

تجعل وحدات بيناكا وقابليتها للتكيف فعالة للغاية في ساحة المعركة. إن نظام بيناكا، الذي يتم تركيبه على مركبات عالية الحركة، يمكنه إطلاق وابل من 12 صاروخًا في 44 ثانية والانتقال بسرعة لتجنب الهجمات المضادة. وقد أدى هذا المزيج من الحركة والقوة النارية والتنوع إلى وضعه كحل مدفعي مفضل للجيش الهندي وخيار جذاب للتعاون الدفاعي الدولي.

يعكس العقد مع أرمينيا نية الأخيرة في تنويع وتحديث قدراتها العسكرية استجابة للتحديات الأمنية المتطورة. إن إضافة أنظمة بيناكا تعزز استراتيجية الدفاع الأرمينية من خلال تمكين الاستهداف الفعال لمواقع العدو وحماية الشبكات اللوجستية. يأتي هذا الاتفاق في أعقاب الاستحواذ الأخير على أنظمة صواريخ الدفاع الجوي أكاش من قبل أرمينيا، مما يدل بشكل أكبر على اعتمادها على تكنولوجيا الدفاع الهندية.

إن تصدير الهند لنظام بيناكا يتماشى مع مبادرتي "صنع في الهند" و"أتمانيربهار بهارات"، والتي تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي والابتكار في قطاع الدفاع. منذ عام 2014، سهلت هذه السياسات شراكات دولية مهمة، مما عزز مكانة الهند كلاعب رئيسي في صناعة الأسلحة العالمية. وتحتل أرمينيا الآن المرتبة الثالثة بين أكبر مستوردي الدفاع في الهند، إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا.

امتد الاهتمام بنظام بيناكا إلى ما هو أبعد من أرمينيا، حيث أعربت دول في أوروبا وجنوب شرق آسيا عن حماسها لمتغيراته. على سبيل المثال، أبرزت فرنسا اهتمامها خلال زيارة رئيس أركان الدفاع الهندي، الجنرال أنيل تشوهان، في وقت سابق من عام 2024. ويؤكد هذا الاهتمام العالمي المتزايد على إمكانات بيناكا كحل مدفعي موثوق ومتقدم في سوق تنافسية بشكل متزايد.

إن تسليم أنظمة بيناكا إلى أرمينيا يمثل أكثر من مجرد صفقة تجارية؛ فهو يؤكد على الدور المتنامي للهند في الدفاع العالمي وقدرتها على تكوين شراكات ذات مغزى. ومع استمرار الهند في توسيع صادراتها الدفاعية، فإن مثل هذه الاتفاقيات من شأنها أن تمهد الطريق أمام تعاونات مستقبلية، مما يعزز مكانتها كمساهم مهم في الأمن الإقليمي والدولي.