أخبار: الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء تطوير باكستان للصواريخ الباليستية بعيدة المدى

وصف جون فينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، خلال خطاب ألقاه في 19 ديسمبر في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، برنامج الصواريخ الباليستية الباكستاني بأنه "تهديد ناشئ" للولايات المتحدة. وسلط الضوء على أن باكستان تعمل على تطوير تقنيات صاروخية متقدمة، مثل محركات الصواريخ عالية الطاقة، والتي قد تمكن إسلام أباد في نهاية المطاف من ضرب أهداف أبعد بكثير من منطقتها، بما في ذلك الأراضي الأمريكية. ويؤكد هذا البيان على التوتر المتزايد في العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، والتي تفاقمت بالفعل بسبب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في عام 2021 والتحالف الاستراتيجي الوثيق لواشنطن مع الهند.

لقد خضعت ترسانة الصواريخ الباليستية الباكستانية، التي تركز تقليديًا على الردع الإقليمي ضد الهند، لتحديث كبير في السنوات الأخيرة. ومن بين أنظمتها، يعد صاروخ شاهين 3، الذي لا يزال قيد التطوير، أطول الصواريخ مدىً في مخزون باكستان، حيث يبلغ مداه 2750 كيلومترًا.

صُمم هذا الصاروخ الذي يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين لاستهداف مناطق استراتيجية مثل جزر أندامان ونيكوبار الهندية، ويمكنه حمل رؤوس حربية نووية وتقليدية. وتعزز قدرته على الحركة، التي توفرها له منصة نقل ونصب وإطلاق صينية، مرونته الاستراتيجية. وتشير التكهنات إلى أنه قد يتم تجهيزه في نهاية المطاف بمركبات إعادة دخول مستقلة متعددة (MIRVs) لمواجهة الدفاعات الصاروخية. وتعزز جهود التحديث هذه التعاون التقني الوثيق مع الصين والتعاون السابق مع كوريا الشمالية وإيران.

وعلى الرغم من هذه التطورات، يقدر المسؤولون الأمريكيون أن قدرة باكستان على تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على استهداف الوطن الأمريكي لا تزال بعيدة المنال لسنوات. ومع ذلك، فإنهم يعربون عن قلقهم بشأن الآثار الأوسع نطاقًا لجهود باكستان من أجل الاستقرار الإقليمي والعالمي. في الثامن عشر من ديسمبر، وقبل يوم واحد من خطاب فاينر، فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على أربع كيانات باكستانية، بما في ذلك المجمع الوطني للتنمية المملوك للدولة، والذي يلعب دوراً مركزياً في تطوير الصواريخ. كما فرضت عقوبات على ثلاث كيانات إضافية لتزويدها بمواد أساسية للبرنامج. وتهدف هذه التدابير إلى الحد من انتشار تكنولوجيات الصواريخ، على الرغم من رفض إسلام آباد للمقترحات الأمريكية بشأن تدابير بناء الثقة، مثل تبادل بيانات القياس عن بعد وتقييد مدى الاختبار.

ولم تؤكد وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان أصدرته في التاسع عشر من ديسمبر، أو تنفي تطوير صواريخ باليستية بعيدة المدى، ولكنها دافعت عن قدراتها الاستراتيجية باعتبارها ضرورية لحماية السيادة والحفاظ على السلام في جنوب آسيا. كما اتهمت الوزارة الولايات المتحدة بممارسات تمييزية تقوض جهود منع الانتشار وتؤدي إلى تفاقم الاختلالات العسكرية الإقليمية.

ويشير هذا التطور إلى تحول محتمل في عقيدة الردع النووي الباكستانية، التي ركزت تاريخياً على مواجهة الهند. وقد تشير مثل هذه التطورات إلى طموحات لتوسيع نطاقها الاستراتيجي إلى ما هو أبعد من المنطقة، مما قد يؤدي إلى تعقيد جهود منع الانتشار العالمية والمساهمة في سباق تسلح أوسع. وفي الوقت نفسه، تواصل الهند تطوير أنظمة الصواريخ بعيدة المدى، بما في ذلك صاروخ "أجني-5" الذي يتجاوز مداه 5200 كيلومتر، وتعمل على صاروخ "أجني-6" لمواجهة قدرات الصين.

تسلط الاتهامات الأمريكية بشأن برنامج الصواريخ الباكستاني الضوء على تراجع كبير في العلاقات الثنائية التي كانت تتسم في السابق بالتعاون الاستراتيجي. وتؤدي هذه الاكتشافات والعقوبات اللاحقة إلى تكثيف التوترات الجيوسياسية في جنوب آسيا، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية الطويلة الأجل لإسلام أباد. ومع تعمق انعدام الثقة المتبادل، يهدد احتمال سباق تسلح أوسع بإعادة تشكيل التوازن الاستراتيجي الإقليمي والعالمي.