أخبار: كوريا الجنوبية تُعزز نمو صناعة صواريخ Homar-K في بولندا

بلغ التعاون الصناعي بين بولندا وكوريا الجنوبية مرحلةً جديدةً في مجال المدفعية بعيدة المدى، مع الإعلان الرسمي عن خطاب نوايا لتمكين إنتاج صواريخ لنظام إطلاق الصواريخ المتعددة "هومار-ك" على الأراضي البولندية.

ووفقًا لمعلومات أوردتها إذاعة "بولسكي راديو 24" وأكدتها مصادر صناعية، من المقرر توقيع الاتفاقية في 15 أبريل 2025، بين شركة "دبليو بي إلكترونيكس" البولندية وشركة "هانوا إيروسبيس" الكورية الجنوبية. تُشكل هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع وطويلة المدى تهدف إلى تعزيز استقلالية بولندا الصناعية الدفاعية، مع تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع آسيا، لا سيما في مجال ردع الهجمات بعيدة المدى.

يُحدد المشروع إطلاق إنتاج الصواريخ محليًا خلال فترة زمنية مدتها ثلاث سنوات. على الرغم من عدم الكشف رسميًا عن نوع الذخيرة الدقيق، تشير البيانات المتاحة إلى أنها ستشمل على الأرجح تطوير صواريخ عيار 239 ملم قادرة على ضرب أهداف على مسافات تصل إلى 200 كيلومتر. ستعزز هذه الذخائر ترسانة نظام Homar-K، وهو النسخة البولندية من قاذفة K239 Chunmoo الكورية الجنوبية، والمثبتة على شاحنات Jelcz P882.57 التكتيكية.

تمهد الشراكة الصناعية مع Hanwha Aerospace الطريق لتعزيز التحكم في سلاسل التوريد الحيوية من خلال تقليل الاعتماد على مرافق الإنتاج الأجنبية، وفي الوقت نفسه تعزيز قدرات بولندا الهجومية الإقليمية، لا سيما في الرد على أنظمة مثل قاذفة KN-09 الكورية الشمالية عيار 300 ملم.

صُمم نظام Homar-K ليجمع بين قابلية الحركة والتركيب والدقة. وهو مثبت على هيكل Jelcz 8x8 محلي الصنع، وهو قادر على إطلاق مجموعة واسعة من الذخائر الموجهة وغير الموجهة.

من بين هذه الصواريخ، صاروخ CGR-080 الموجه، المجهز بنظام الملاحة GPS/INS، والذي يوفر مدى يتراوح بين 30 و80 كيلومترًا، وخطأ دائري محتمل (CEP) يبلغ 15 مترًا. هذا يمنحه ميزة طفيفة في المدى مقارنةً بصاروخ M31 GMLRS الأمريكي الصنع المستخدم مع نظام HIMARS، والذي يبلغ مداه الأقصى 70 كيلومترًا. كما يتوافق نظام Homar-K مع ذخائر أقوى مثل الصواريخ الموجهة CTM-MR (50-160 كم) وCTM-290 (80-290 كم)، بالإضافة إلى الذخائر المضادة للسفن الموجهة IIR. هذا التوافق الواسع يجعل نظام Homar-K نظامًا معياريًا وقابلًا للتكيف مناسبًا لمجموعة متنوعة من السياقات العملياتية.

تم دمج نظام Homar-K بالفعل في القوات البرية البولندية، وهو جزء من برنامج اقتناء واسع النطاق. طلبت وزارة الدفاع البولندية ما مجموعه 290 وحدة كجزء من اتفاقية إطارية وُقِّعت عام 2022، ومن المقرر تسليمها بين عامي 2026 و2029.

وفي أبريل 2024، وُقِّعَ عقد تنفيذ صناعي، وبحلول أبريل 2025، كان قد تم تسليم 90 نظامًا بالفعل، وهو ما يُمثِّل ما يقرب من نصف إجمالي الطلب. وفي 7 ديسمبر 2024، تم تحقيق إنجاز تشغيلي هام، عندما أُجري أول إطلاق حي لنظام Homar-K في ميدان التدريب المركزي التابع لسلاح الجو البولندي في أوستكا. وقد أثبت هذا الاختبار، الذي أجراه اللواء الصاروخي الثامن عشر، دقة النظام وموثوقيته، لا سيما من خلال الإطلاق الناجح لصاروخ موجه من طراز CGR-080.

تتميز مجموعة الذخائر المتوافقة مع نظام Homar-K بنطاق واسع ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المهام المتنوعة. يمكن للقاذفة حمل ما يصل إلى 40 صاروخًا من طراز K33 عيار 131 ملم بمدى يصل إلى 36 كيلومترًا، أو 12 صاروخًا غير موجه من طراز KM26A2 عيار 230 ملم يصل مداه إلى 45 كيلومترًا.

كما يمكنها إطلاق ما يصل إلى 12 صاروخًا موجهًا من طراز CGR-080 عيار 239 ملم، متوفر إما برؤوس حربية أحادية شديدة الانفجار أو عنقودية، بمدى أقصى يبلغ 80 كيلومترًا. في تكوينها الثقيل، يمكن للنظام نشر صاروخين باليستيين من طراز Ure-2 (CTM-290)، بمدى تشغيلي يتراوح بين 180 و280 كيلومترًا. سيعمل الإنتاج المحلي المخطط له للصواريخ بعيدة المدى على توسيع هذه المجموعة بشكل أكبر، مما يوفر عمقًا أكبر للضربات لقوات المدفعية البولندية.

يأتي هذا التطور في القدرة الصناعية الاستراتيجية في وقت تتزايد فيه المخاوف الأمنية في أوروبا الشرقية، مما يؤكد سعي بولندا لتحديث قدراتها على الردع والضربات بعيدة المدى. يعكس هذا التوسع التكنولوجي عزم وارسو على الاضطلاع بدور قيادي في تعزيز الركيزة الدفاعية الأوروبية، مع تحسين القدرة الوطنية على مواجهة أي انقطاع محتمل في الإمدادات خلال النزاعات الطويلة. ومن خلال إنشاء إنتاج محلي للذخائر المتطورة، لا تعزز بولندا قدرتها على دعم العمليات فحسب، بل ترسخ مكانتها كمزود إقليمي مستقبلي لأنظمة الأسلحة دقيقة التوجيه.

تُجسّد الاتفاقية الاستراتيجية بين شركة WB Electronics وشركة Hanwha Aerospace لإنتاج صواريخ بعيدة المدى محليًا لنظام Homar-K الطبيعة المتطورة لشراكات الدفاع الأوروبية الآسيوية. ومن خلال سعيها لتحقيق استقلالية جزئية عن سلاسل التوريد الخارجية ودمج قدرات الضربات الدقيقة في قواتها البرية، تُعزز بولندا مكانتها الدفاعية الوطنية ومساهمتها في الأمن الأوروبي المشترك. وسيُمثّل إطلاق إنتاج الصواريخ محليًا خطوةً حاسمةً في تطوير قوات المدفعية البولندية وتكيّفها مع بيئات التهديد المعاصرة.