أخبار: مبارزة دبابات Leopard 2A4 التشيلية في قتال محاكي بنظام الليزر Saab BT46

في الثامن من أكتوبر 2024، وفي صحراء أنتوفاجاستا الشاسعة، أجرى الجيش التشيلي تمرينًا تقييميًا تقنيًا وتكتيكيًا لتقييم أداء أطقم دبابات ليوبارد 2A4. وقد جمع هذا النشاط المكثف، الذي نظمته الفرقة الأولى للجيش ونفذه اللواء المدرع الثالث "لا كونسيبسيون"، أطقمًا من القوات البرية بأكملها، الممتدة من أريكا إلى بونتا أريناس. وكان أبرز ما يميز هذا التمرين مبارزة الدبابات، حيث واجه طاقمان بعضهما البعض باستخدام نظام محاكاة الليزر ساب بي تي 46.

كان الهدف الرئيسي من التمرين هو قياس مستوى التدريب والتعليمات التي تم تحقيقها في عام 2024 من خلال سلسلة من التجارب الصعبة، حيث يتم إثبات القوة النارية الحقيقية للدبابة ليوبارد 2A4 من خلال مهارة مشغليها.

أثبتت دبابة ليوبارد 2A4، وهي دبابة قتال رئيسية طورتها شركة كراوس مافي ويجمان الألمانية كخليفة لليوبارد 1، نفسها كنموذج متعدد الاستخدامات بفضل مزيجها الفريد من القوة النارية والتنقل والحماية منذ طرحها في عام 1979. وهي مجهزة بمدفع أملس عيار 120 ملم طورته شركة راينميتال، وقادر على ضرب أهداف متحركة على مسافة تصل إلى 5000 متر باستخدام ذخيرة APFSDS-T وHEAT-MP-T. كما تتميز الدبابة بنظام تحكم رقمي في النيران ومدفع رشاش محوري عيار 7.62 ملم وقاذفات قنابل دخان لإخفاء تحركاتها. وبفضل محركها الديزل MTU MB 873، يمكن للدبابة ليوبارد 2A4 الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 72 كم/ساعة، والتنقل عبر التضاريس المعقدة، وعبور العوائق الكبيرة.

من حيث الحماية، تم تجهيز ليوبارد 2A4 بدروع متعددة الطبقات وبطانة داخلية لتقليل التفتت في حالة الاختراق. تم تقسيم هيكلها إلى ثلاثة أقسام، مما يضمن زيادة سلامة الطاقم مع حماية من الضغط الزائد النووي والبيولوجيا الجزيئية. وقد قام الجيش التشيلي بتشغيل حوالي 40 من هذه الدبابات منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ونشرها في البيئات الصعبة في شمال تشيلي، كما تم إثباته مؤخرًا في التدريبات في منطقة أنتوفاجاستا.

تعتمد فعالية ليوبارد 2A4، التي تم الاعتراف بها كواحدة من أكثر أنظمة الأسلحة تقدمًا في الجيش التشيلي، بشكل كبير على خبرة الطاقم. ووفقًا للمقدم فيليبي أزوكار، منسق التدريبات، فإن هذا التقييم التكتيكي يهدف في المقام الأول إلى التحقق من تطبيق وإتقان الإجراءات التي اكتسبها الجنود داخل القوات البرية. تم اختبار مهارات الطاقم من خلال سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك المحاكاة الليلية، واختبارات قوة الدبابة، وتمارين النشر وتفكيك المسار، والقيادة الدقيقة، والخدمات اللوجستية المتقدمة، وإطلاق النار من الدبابات والأسلحة الخفيفة، والملاحة على متن الطائرة، والإسعافات الأولية، والمسيرات الليلية الصعبة.

تطلب هذا التمرين التزامًا كاملاً واختبر الطاقم جسديًا وعقليًا. ووصف الجندي المحترف بابلو ريفيرا التقييم بأنه كان صعبًا ومُرضيًا في الوقت نفسه، مسلطًا الضوء على روح الرفاقية التي تربط كل طاقم. وقال: "كان هذا التقييم صعبًا للغاية جسديًا وعقليًا وعاطفيًا، ولكن كطاقم، نحن نبلي بلاءً حسنًا لأننا، أكثر من مجرد فريق، مثل الأسرة. لقد أمضينا أيامًا عديدة معًا في هذه القطعة الرائعة من المعدات".

كجزء من التمرين، انخرط طاقما دبابة في مبارزة باستخدام نظام محاكاة الليزر Saab BT 46، مما يسمح بمحاكاة قتال دبابة إلى دبابة. توفر هذه التكنولوجيا نهجًا تدريبيًا فريدًا، مما يمكن الطواقم من اختبار قدرتهم على "تحييد" الخصم في بيئة قتالية محاكاة، وفقًا للرقيب الأول يوهانس جيل، المدرب في مركز تدريب القتال المدرع (Cecombac).

سلط التمرين الضوء على الطواقم ذات الأداء الأفضل، بما في ذلك المجموعة المدرعة رقم 9 Vencedores من اللواء المدرع الأول من Cuirassiers، المعترف بها لتميزها ومستوى استعدادها. وأشار الملازم الثاني فرانسيسكو فرنانديز، قائد الطاقم الفائز، إلى أن هذا التقييم عزز الخبرة العملياتية لوحدته.

وبخلاف غرضه التكتيكي المباشر، يؤكد هذا التدريب على الأهمية الحاسمة للتحضير الدقيق والمتنوع، والجمع بين الجاهزية البدنية والمهارة الفنية والمرونة العقلية. ومن خلال التدريبات بهذا الحجم، يضمن الجيش التشيلي تجهيز أطقم ليوبارد 2A4 لمواجهة التحديات العسكرية المستقبلية بكفاءة واحترافية، وتعزيز مكانتهم بين وحدات الدفاع النخبوية.