بحسب المعلومات التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية في الأول من أكتوبر 2024، أكد البنتاجون أن الجيش الأمريكي نسق عن كثب مع القوات الإسرائيلية خلال هجوم صاروخي كبير شنته إيران ضد إسرائيل في وقت سابق. وفي مؤتمر صحفي، أوضح السكرتير الصحفي للبنتاجون اللواء بات رايدر أن إيران أطلقت ما يقرب من 200 صاروخ باليستي، مستهدفة مواقع مختلفة في جميع أنحاء إسرائيل. وردًا على ذلك، قدمت الولايات المتحدة مساعدة دفاعية حاسمة لحليفتها.
شاركت المدمرات التابعة للبحرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة، بما في ذلك يو إس إس بولكيلي ويو إس إس كول، بنشاط في عملية الدفاع الصاروخي. أطلقت هذه السفن عشرات الصواريخ الاعتراضية في محاولة لتحييد التهديد القادم، وتقديم الدعم الرئيسي لقوات الدفاع الإسرائيلية. لم يتم الكشف عن التفاصيل المتعلقة بنوع الذخائر الاعتراضية المستخدمة، على الرغم من التساؤلات حول ما إذا كانت البحرية تستخدم صواريخ SM-3، وهي دفاع قياسي ضد الصواريخ الباليستية.
وأكد اللواء رايدر على التنسيق الوثيق بين القوات العسكرية الأمريكية والقوات الإسرائيلية أثناء الهجوم، لكنه امتنع عن تقديم مزيد من التفاصيل بشأن التدابير الدفاعية. ويؤكد الهجوم على التوترات المستمرة في المنطقة والتزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها.
يسلط التنسيق بين يو إس إس بولكيلي ويو إس إس كول أثناء عملية الدفاع الصاروخي الأخيرة الضوء على القدرات المتطورة للمنصات البحرية الحديثة وتكاملها مع أنظمة الصواريخ المتقدمة مثل Standard Missile-3 (SM-3). وكلا السفينتين، باعتبارهما مدمرتين من فئة أرلي بيرك، مجهزتان بنظام Aegis Combat System، الذي يعمل بمثابة حجر الزاوية لتعدد استخداماتهما في المهام المتعددة، وخاصة في مجال الدفاع الصاروخي الباليستي (BMD).
يدمج نظام Aegis مجموعات رادار قوية، مثل الرادار متعدد الوظائف AN/SPY-1D، والذي يوفر الكشف والتتبع والتمييز الضروريين للتهديدات الباليستية الواردة. وتستفيد هذه المدمرات من قدرة الدفاع الصاروخي الباليستي من نوع Aegis، مما يمكنها من التعامل مع الصواريخ الباليستية واعتراضها خلال مراحل مختلفة من مسارها. وتتمتع السفينتان USS Bulkeley وUSS Cole، المجهزتان بنظام الدفاع الصاروخي الباليستي من نوع Aegis، بالبنية الأساسية اللازمة للقيادة والتحكم لمعالجة بيئات التهديد المعقدة وتنسيق التدابير الدفاعية في الوقت الفعلي.
يعد الصاروخ SM-3 أحد المكونات الرئيسية لنظام الدفاع الصاروخي الباليستي من نوع Aegis، وهو مصمم للتعامل مع الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى خلال مرحلة منتصف مسارها خارج الغلاف الجوي للأرض. ويستخدم الصاروخ رأسًا حربيًا حركيًا قادر على إصابة الهدف، ويعتمد على أنظمة توجيه ودفع دقيقة لتحقيق اعتراض ناجح. ويسمح مسار طيرانه له بالتعامل مع الأهداف على مسافات تمتد إلى ما يزيد عن عدة مئات من الكيلومترات، مما يوفر غلافًا دفاعيًا قويًا ضد التهديدات الصاروخية المتنوعة.
تم تصميم أنظمة الدفع والتوجيه في الصاروخ SM-3 لتحقيق قدرة عالية على المناورة والدقة، وهو أمر ضروري لمواجهة الصواريخ الباليستية الرشيقة. يتألف تصميم الصاروخ من مرحلتين، حيث يشتمل على معزز صاروخي صلب للدفع الأولي ومرحلة ثانية مجهزة بنظام التحكم في ناقل الدفع، مما يعزز قدرته على تعديل مسارات الطيران ديناميكيًا أثناء الاعتراض. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الباحث النشط للرادار في الصاروخ SM-3 توجيهًا نهائيًا، مما يسمح بالاستهداف الدقيق وتقليل مخاطر الأضرار الجانبية.
من المرجح أن يتضمن التشغيل البيني بين مدمرات البحرية الأمريكية وأنظمة الدفاع الإسرائيلية تبادل البيانات في الوقت الفعلي واستراتيجيات الاشتباك المنسقة. يعزز هذا التعاون الموقف الدفاعي العام، مما يمكن القوتين من الاستفادة من نقاط القوة التكنولوجية والخبرة التشغيلية لكل منهما.