أخبار: الجيش الليتواني يختار صواريخ GROM المحمولة من بولندا لتعزيز شبكة الدفاع الجوي متعددة الطبقات

فازت شركة MESKO S.A البولندية في 3 يوليو 2025، بعقد ليتواني لتوريد أنظمة الدفاع الجوي المحمولة GROM، مما يعزز مفهوم الدفاع الجوي الإقليمي. ومع استمرار التوترات الأمنية الإقليمية بالقرب من الجناح الشرقي لحلف الناتو، كثفت ليتوانيا جهودها لتحديث جيشها مع التركيز بشكل واضح على قدرات الدفاع الجوي قصيرة المدى. ولا تمثل صفقة صواريخ GROM البالغة قيمتها 28 مليون يورو مجرد عملية شراء أخرى، بل خطوة استراتيجية لتعزيز الردع الوطني والإقليمي. ويوضح هذا الاستحواذ الأخير عزم ليتوانيا على سد الثغرات في شبكة الدفاع الجوي متعددة الطبقات، وفقًا لما ذكرته وزارة الدفاع الليتوانية.

نظام GROM، الذي طورته شركة MESKO S.A البولندية، هو نظام دفاع جوي محمول (MANPADS) مصمم لمواجهة التهديدات التي تحلق على ارتفاع منخفض، مثل المروحيات والطائرات بدون طيار وطائرات الدعم الجوي القريب. وفقًا لتقدير الجيش، يستخدم صاروخ GROM محركًا صاروخيًا أحادي المرحلة يعمل بالوقود الصلب عيار 72 مم، وجهاز توجيه بالأشعة تحت الحمراء لتحديد الأهداف، محققًا سرعات تصل إلى 650 مترًا في الثانية. يمتد نطاقه التشغيلي إلى 5.5 كيلومتر في المدى و3.5 كيلومتر في الارتفاع، مع رأس حربي شديد الانفجار يزن 1.35 كجم مصمم لتحييد التهديدات الجوية بدقة.

طُوّر صاروخ GROM في الأصل خلال فترة ما بعد الحرب الباردة، ويعكس تطوره طموح بولندا في تحقيق قدرات دفاع جوي محلية تضاهي نظيراتها الغربية مثل صاروخ FIM-92 Stinger الأمريكي. دأبت شركة MESKO S.A. على تحسين أنظمة التوجيه والدفع لمواكبة التهديدات الجوية الحديثة، بينما أثبت نشره التشغيلي لدى كل من الخدمة الوطنية وعملاء التصدير جاهزيته القتالية. يُبرز هذا التقدم المطرد كيف انتقلت صناعة الدفاع البولندية من الإنتاج المرخص إلى التصميم المحلي المتقدم.

من أهم مزايا نظام GROM توجيهه بالأشعة تحت الحمراء المُثبت، وسهولة استخدامه من قِبَل وحدات المشاة، مما يمنح قوات الخطوط الأمامية درعًا جويًا مضادًا للطائرات موثوقًا دون الحاجة إلى منصات ثقيلة. وبالمقارنة مع الأنظمة القديمة في أوروبا الشرقية، يوفر نظام GROM إلكترونيات حديثة ورأسًا حربيًا قويًا لاحتمالية قتل أعلى. وتضعه خصائصه التشغيلية في فئة مماثلة لـ Stinger، ولكن مع تعديلات تتناسب مع الظروف الإقليمية وقيود الميزانية. بالنسبة لليتوانيا، يعني هذا سد ثغرة حرجة في مواجهة التهديدات الجوية المنخفضة والبطيئة، وخاصة الأنظمة غير المأهولة.

من الناحية الاستراتيجية، يجب النظر إلى شراء ليتوانيا لنظام GROM في سياق الموقف الدفاعي الجماعي لحلف الناتو. يُساهم النظام في تعزيز منظومة الردع على طول الحدود الشرقية للحلف، مما يُشير إلى أن الدول الأصغر تستثمر في حلول دفاع جوي مرنة ومتعددة الطبقات. وعلى الصعيد الإقليمي، تُعزز هذه الخطوة الروابط الصناعية الدفاعية بين ليتوانيا وبولندا، مما يعزز التوافق التشغيلي والمرونة ضمن منظومة أمن البلطيق.

بقيمة 28 مليون يورو، يُؤكد عقد GROM على أولوية ليتوانيا المستمرة للإنفاق على الدفاع الجوي على الرغم من الضغوط المالية الأوسع. وقد حصلت شركة MESKO S.A. على الاتفاقية كجزء من الجهود الأوسع التي تبذلها دول الناتو لزيادة المصادر المحلية للأنظمة الحيوية. وينضم GROM إلى عمليات الشراء الليتوانية الأخيرة الأخرى، بما في ذلك بطاريات NASAMS وIRIS-T SLM، مما يُظهر نهجًا عمليًا للجمع بين الأنظمة المتطورة والأنظمة المحمولة من أجل استجابة مرنة للتهديدات الجوية المتطورة. ويُظهر هذا الشراء مثالًا آخر على كيفية إعطاء ليتوانيا الأولوية للتعاون الإقليمي ومبادرات الشراء الجماعية لتعظيم الردع.

مع الاستحواذ على أنظمة الدفاع الجوي المحمولة GROM، تؤكد ليتوانيا عزمها على حماية المجال الجوي الوطني وتعزيز الدفاعات الشرقية لحلف الناتو بحلول فعالة من حيث التكلفة والفعالية. ويُبرز العقد المبرم مع شركة MESKO S.A. البولندية كيف يظل التعاون الإقليمي والدفاع الجوي متعدد الطبقات حجر الزاوية لأمن البلطيق في عصر يشهد تجدد التنافس بين القوى العظمى.