أطلقت رومانيا رسميًا مناقصة لشراء أنظمة دفاع جوي متوسطة وقصيرة المدى. ويهدف هذا البرنامج الطموح، الذي تبلغ قيمته 4.2 مليار دولار، إلى شراء 41 نظامًا دفاعيًا، مقسمة إلى مرحلتين متميزتين، الأولى والثانية، مما يمثل خطوة مهمة في تحديث القوات المسلحة الرومانية.
المتنافسون الرئيسيون في هذه المناقصة الدولية هم أسماء راسخة في صناعة الدفاع. يشتهر نظام NASAMS (الصواريخ أرض-جو الوطنية النرويجية المتقدمة) من شركة Raytheon، وهو تعاون بين الولايات المتحدة والنرويج، بقدرته على دمج أنواع مختلفة من الرادارات والقاذفات، مما يوفر مرونة كبيرة. يشتهر نظام Iris-T التابع لشركة Diehl Defense الألمانية بدقته الاستثنائية وقدرته على اعتراض الأهداف من نطاقات قصيرة جدًا.
يتميز نظام VL Mica من شركة MBDA الفرنسية بتعدد استخداماته، فهو قادر على إطلاق الصواريخ من المنصات البرية والبحرية. يوفر نظام رافائيل الإسرائيلي لأنظمة الدفاع المتقدمة سبايدر حلاً دفاعيًا جويًا سريع الانتشار ومناسبًا لمجموعة من التهديدات الجوية. وأخيرًا، يتميز نظام M-SAM من شركة Hanwha الكورية الجنوبية بتكنولوجيا التوجيه والكشف المتقدمة.
ويهدف هذا البرنامج الطموح إلى تعزيز قدرة رومانيا على الدفاع ضد مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز. وسيعتمد اختيار الأنظمة على معايير مثل الأداء التشغيلي، والتكلفة، والأهم من ذلك، التوافق مع أنظمة الناتو، وهي منظمة أصبحت رومانيا عضوًا فيها منذ عام 2004.
وينعكس التزام رومانيا بزيادة إنفاقها الدفاعي، بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية لحلف شمال الأطلسي، في هذا المشروع. سيتم تقييم العروض المقدمة من مختلف المتنافسين بدقة في الأشهر المقبلة، مع التركيز بشكل خاص على قدرة كل نظام على تلبية الاحتياجات المحددة لرومانيا. تعتبر نتيجة هذه المناقصة حاسمة، لأنها ستحدد وضع الدفاع الجوي لرومانيا خلال العقود القادمة.
إن القرار النهائي، المنتظر بفارغ الصبر، لن يؤثر على الأمن القومي لرومانيا فحسب، بل وأيضاً على ديناميكيات الدفاع الإقليمية في أوروبا الشرقية. ومن خلال هذه المناقصة، تضع رومانيا نفسها كلاعب رئيسي في مجال الدفاع الجوي، مما يؤكد التزامها بالحفاظ على وضع دفاعي قوي وحديث.