أخبار: سلوفاكيا تعتزم شراء نظام الدفاع الجوي الأمريكي "Patriot"

اتخذت سلوفاكيا خطوة مهمة في استراتيجيتها لتعزيز قدرات الدفاع الجوي الوطنية في 28 يناير 2024، من خلال التعبير عن نيتها الحصول على نظام الدفاع الصاروخي باتريوت الأمريكي. صرح بذلك وزير الدفاع روبرت كاليناك خلال ظهوره على قناة RTVS التلفزيونية الحكومية. وسلط الضوء على اهتمام سلوفاكيا الاستراتيجي بنظام باتريوت، مشددًا على اكتسابه كعنصر أساسي في التحديث المستمر لترسانتها الدفاعية في البلاد.

والتزاماً منها بدعم أوكرانيا منذ بداية الصراع مع روسيا، أبدت سلوفاكيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، تضامنها من خلال نقل قسم كبير من معداتها العسكرية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية إلى كييف، في سياق برنامج رينغتاوش. وشمل ذلك طائرات مقاتلة من طراز ميج 29 ومركبات مدرعة من طراز BMP-1 وذخيرة 152 ملم وأنظمة دفاع جوي من طراز S-300. خلقت هذه الخطوة فجوة في القدرات الدفاعية لسلوفاكيا، تم سدها مؤقتًا ببطاريات باتريوت التي قدمتها ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة، ومؤخرًا بواسطة نظام مامبا الإيطالي.

في سياق تعزيز دفاعها الجوي المستقل، انضمت سلوفاكيا إلى مبادرة Sky Shield الأوروبية (ESSI)، وهو مشروع تابع لحلف شمال الأطلسي بدأته ألمانيا لتطوير نظام دفاع جوي أوروبي متكامل، بما في ذلك شراء IRIS-T SLM وArrow-3 و أنظمة باتريوت PAC-3.

وتأتي هذه المبادرة في أعقاب عملية بدأت في مايو 2023 للحصول على أنظمة دفاع جوي متقدمة، مع تلقي مقترحات من مختلف الجهات الفاعلة في مجال الدفاع الدولي. وقام فريق من الخبراء السلوفاكيين بتقييم هذه العروض، مما أدى إلى موافقة الحكومة في 4 أكتوبر 2023، على اقتناء الأنظمة الجديدة. ومن بين الأنظمة التي تم النظر فيها، تم اختيار نظام Piorun البولندي ونظام Barak MX التابع لشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية لقدرتهما على تلبية احتياجات الدفاع الجوي للبلاد.

يعكس الاهتمام بنظام باتريوت والمفاوضات الجارية مع بولندا وإسرائيل التزام سلوفاكيا المستمر بتعزيز دفاعها الجوي. وتستمر جهود التحديث هذه، والتي تعتبر حاسمة في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية، على الرغم من التغيرات السياسية الداخلية.

ومع ذلك، تغير المشهد السياسي في سلوفاكيا مع عودة روبرت فيكو كرئيس للحكومة. والمعروف بموقفه الانتقادي بشأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا واتفاقية الدفاع مع الولايات المتحدة، وسرعان ما احتفل فيكو بفترة ولايته من خلال وقف المساعدات العسكرية السلوفاكية لكييف ومعارضة عضوية أوكرانيا في الناتو.

وعلى الرغم من هذا الاتجاه السياسي، يبدو أن سلوفاكيا مصممة على تعزيز دفاعها الجوي. وفي 28 يناير 2024، أعلن وزير الدفاع روبرت كاليناك عن نية براتيسلافا الحصول على أنظمة الدفاع الجوي باتريوت من الولايات المتحدة، وهي خطوة تعتبر "أهم عقد في تاريخ الجيش السلوفاكي".

لتمويل هذا الاستحواذ، تخطط كاليناك لاستخدام مبلغ 660 مليون دولار من برنامج المساعدة العسكرية الأمريكي، والذي كان مخصصًا في البداية لشراء طائرات هليكوبتر هجومية من طراز AH-1Z Viper. وشدد كاليناك على احتياجات الدفاع الجوي للبلاد، وذكر أن "أولوية سلوفاكيا ليست اقتناء طائرات هليكوبتر هجومية بل الدفاع الجوي".

يمثل هذا القرار تحولًا استراتيجيًا بالنسبة لسلوفاكيا، حيث تتجه نحو تعزيز قدراتها في الدفاع الجوي أثناء التنقل في سياق سياسي معقد. ويراقب المجتمع الدولي عن كثب تداعيات هذه التطورات على سياسة الدفاع السلوفاكية وموقعها داخل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.