أصدرت وزارة الجيوش الفرنسية بيانًا أعلنت فيه الاستحواذ الاستراتيجي على 8 مركبات إطلاق صواريخ دفاع جوي إضافية من طراز VL Mica، في 28 يناير 2025. هذا القرار هو جزء من الجهود المستمرة التي تبذلها فرنسا لتحديث وتعزيز قدراتها الدفاعية، وضمان بقاء جيشها مستعدًا لمواجهة التهديدات المتطورة المختلفة. سيعمل الطلب الجديد، الذي تم تقديمه إلى MBDA France في ديسمبر 2024، على تعزيز قدرات الدفاع الجوي للقوات المسلحة الفرنسية بشكل كبير، خاصة مع تصاعد التوترات في جميع أنحاء أوروبا ونمو بيئة الأمن العالمية بشكل أكثر صعوبة. يؤكد الاستحواذ على التزام فرنسا بالحفاظ على أحدث التقنيات العسكرية لحماية سيادتها ومصالحها الاستراتيجية.
VL Mica، الذي طورته MBDA، وهي شركة دفاع أوروبية متخصصة في تطوير وإنتاج أنظمة الصواريخ، هو حل دفاع جوي متطور مصمم لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات والطائرات بدون طيار. تعد تعدد استخداماته أحد ميزاته البارزة: تم تجهيز صاروخ ميكا نفسه بتوجيه ثنائي الوضع، مما يوفر خيارات التوجيه بالأشعة تحت الحمراء والرادار. يسمح هذا للنظام بالتعامل مع مجموعة متنوعة من الأهداف على ارتفاعات ونطاقات وسرعات مختلفة. يتم تثبيت VL Mica على هيكل متحرك عالي الحركة، مما يوفر قدرة ممتازة على المناورة والنشر السريع والمرونة، وهي كلها جوانب حاسمة للاستجابة للتهديدات الناشئة في البيئات الديناميكية والمعقدة.
تضمن قدرات القيادة والتحكم المتقدمة للنظام التكامل السلس مع أصول الدفاع الجوي الأخرى، وتعزيز الوعي الظرفي وتمكين الاستهداف الدقيق. يمكن أن يعمل VL Mica جنبًا إلى جنب مع منصات دفاعية أخرى، مما يضمن استجابة منسقة للتهديدات الجوية، وهو قادر على العمل بشكل مستقل عند الحاجة. تجعل هذه الميزات النظام إضافة قيمة للقوات الجوية والفضائية الفرنسية، والتي استفادت بالفعل من تكاملها خلال دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس 2024، حيث لعبت أنظمة VL Mica دورًا حيويًا في تأمين السماء فوق باريس ضد التهديدات الجوية والصاروخية المحتملة.
وقد تم التسليم الأولي لأنظمة VL Mica في النصف الأول من عام 2024، مع نشر الوحدات التشغيلية الأولى بنجاح للحدث الدولي البارز. وقد سلط هذا النشر الضوء على قدرة النظام على توفير تغطية دفاعية جوية شاملة للأحداث الكبيرة عالية الوضوح، مما يدل على فعاليته في حماية الأصول العسكرية والمدنية. وبفضل هذه الأنظمة، نجحت فرنسا في ضمان أمن ألعاب باريس 2024، مما يؤكد الدور الحاسم الذي تلعبه أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة هذه في الأمن الوطني.
يواصل الاستحواذ الجديد على 8 قاذفات VL Mica إضافية هذا الزخم، مما يعزز قدرة فرنسا على حماية الأصول الرئيسية والبنية التحتية الحيوية. سيعمل الطلب، الذي يتضمن أيضًا إمدادًا بالصواريخ، على تعزيز البنية التحتية للدفاع الجوي الحالية في فرنسا، مما يوفر تغطية إضافية للمواقع الاستراتيجية والمنشآت العسكرية. ومن المتوقع نشر هذه الأنظمة في جميع أنحاء فرنسا، مما يعزز الجهود الدفاعية المحلية والدولية. ويأتي دمج هذه الوحدات الجديدة في الوقت المناسب بشكل خاص، نظرًا للبيئة الأمنية المتقلبة بشكل متزايد في أوروبا، مع تصاعد التوترات المتعلقة بالصراع الجاري في أوكرانيا والتحديات الأمنية الإقليمية الأخرى.
إن قرار فرنسا بشراء المزيد من أنظمة VL Mica هو أيضًا جزء من استراتيجيتها الدفاعية الأوسع نطاقًا، والتي تؤكد على الحفاظ على قابلية التشغيل البيني مع حلف شمال الأطلسي وحلفاء أوروبيين آخرين. تم تصميم VL Mica ليتم دمجه بسهولة في أطر الدفاع المتعددة الجنسيات، مما يضمن قدرة فرنسا على الاستجابة بسرعة وفعالية لأي تهديد إقليمي. يسلط هذا الالتزام بالتشغيل البيني الضوء على أهمية جهود الدفاع التعاونية في أوروبا ويوضح دور فرنسا في ضمان الأمن والاستقرار الإقليميين.
يأتي إعلان وزارة الجيوش الفرنسية أيضًا استجابة لمجموعة متزايدة من التهديدات الجوية. مع زيادة انتشار أنظمة الصواريخ المتقدمة والطائرات بدون طيار والأسلحة الأسرع من الصوت، تزداد أيضًا الحاجة إلى أنظمة دفاع جوي حديثة وعالية الحركة ومرنة. توفر VL Mica لفرنسا حلاً متطورًا لمواجهة هذه التهديدات، حيث توفر قدرات متقدمة لاعتراض الأهداف على ارتفاعات ومدى متفاوتة. تجعلها أنظمة التوجيه بالرادار والأشعة تحت الحمراء فعالة في مجموعة واسعة من السيناريوهات، من حماية البنية التحتية الحيوية إلى تأمين القواعد التشغيلية الأمامية والوحدات العسكرية.
لقد أدى الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار وأنظمة الصواريخ منخفضة التكلفة من قبل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية إلى جعل منصات الدفاع الجوي التقليدية أقل فعالية. وقد حفز هذا الاتجاه دولًا مثل فرنسا على الاستثمار في حلول أكثر مرونة وتنوعًا، مثل VL Mica. إن قدرة النظام على استهداف مجموعة واسعة من التهديدات الجوية - سواء كانت صواريخ عالية الارتفاع وعالية السرعة أو طائرات بدون طيار منخفضة الحركة وبطيئة الحركة - تجعله أحد الأصول الرئيسية في استراتيجيات الدفاع الحديثة.
من الناحية الفنية، يتميز VL Mica بخصائص أداء رائعة. يتمتع النظام بمدى اعتراض يصل إلى 20 كيلومترًا، أو ما يقرب من 12.4 ميلًا، ويمكنه التعامل مع الأهداف على ارتفاع اعتراض يصل إلى 9144 مترًا (30000 قدم). تسمح له هذه القدرات بالدفاع ضد مجموعة واسعة من التهديدات المحمولة جواً، من الصواريخ سريعة الحركة إلى الطائرات بدون طيار الأبطأ والأدنى. إن مرونة نظام VL Mica من حيث التعامل مع الهدف والمدى تجعله مناسبًا بشكل خاص لمعالجة تحديات الدفاع الجوي المتنوعة في الحرب الحديثة.
إن زيادة نشر أنظمة VL Mica تعكس أيضًا التزام فرنسا الأوسع بتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية كجزء من استراتيجية طويلة الأجل لحماية الأمن القومي. تدرك الحكومة الفرنسية الأهمية المتزايدة للدفاع الجوي في الحفاظ على السيادة وضمان حماية الأصول العسكرية والمدنية. في عالم حيث يتم خوض الصراعات العسكرية بشكل متزايد في الجو، فإن أنظمة الدفاع الجوي القوية والمرنة مثل VL Mica ستكون ضرورية للدفاع ضد التهديدات الجديدة والناشئة.
يأتي الطلب الجديد على أنظمة VL Mica في لحظة محورية، حيث يستمر المشهد الجيوسياسي في التطور. تلعب فرنسا، كعضو رائد في حلف شمال الأطلسي، دورًا حاسمًا في ضمان أمن أوروبا. إن قرار زيادة عدد منصات إطلاق VL Mica في مخزونها لا يعزز موقف فرنسا الدفاعي فحسب، بل يساهم أيضًا في القدرات الدفاعية الجماعية للتحالف. مع استمرار التوترات في أوروبا الشرقية واستمرار التهديدات العالمية في النمو، أصبح تعزيز قدرات الدفاع الجوي أولوية قصوى للعديد من دول حلف شمال الأطلسي.
وفي الختام، فإن اقتناء وزارة الجيوش الفرنسية لثمانية قاذفات صواريخ دفاع جوي إضافية من طراز VL Mica يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في ضمان بقاء دفاع البلاد حديثًا ورشيقًا وقادرًا على مواجهة التهديدات المتطورة. إن الميزات المتقدمة للنظام، بما في ذلك التوجيه الصاروخي ثنائي الوضع، والنشر السريع، والتكامل السلس مع الأصول الدفاعية الأخرى، تجعله جزءًا لا غنى عنه من البنية التحتية العسكرية الفرنسية. ومع استمرار فرنسا في التكيف مع التحديات الجديدة في مجال الدفاع الجوي، فإن نظام VL Mica يمثل أداة حاسمة في حماية الأمة والمساهمة في الأمن الجماعي لأوروبا.