أخبار: كوريا الجنوبية تنشر نظام دفاع جوي طراز L-SAM لاعتراض الصواريخ الباليستية

وافقت كوريا الجنوبية على إنتاج نظامها الجديد للصواريخ أرض-جو بعيدة المدى (L-SAM)، وخصصت ميزانية قدرها 1.73 تريليون وون (1.19 مليار دولار أمريكي) للتجميع حتى عام 2030، وفقًا لما أوردته صحيفة كوريا هيرالد في 16 يناير 2025.

تم تطوير نظام L-SAM لمواجهة التهديدات الصاروخية، وخاصة من كوريا الشمالية، وهو مصمم لاعتراض الأهداف على ارتفاعات تتراوح بين 40 و60 كيلومترًا. ومن المقرر النشر الأولي في عام 2027، ومن المتوقع التشغيل الكامل بحلول أواخر عشرينيات القرن الحادي والعشرين.

بدأ تطوير الصواريخ أرض-جو بعيدة المدى (L-SAM) في عام 2015 تحت إشراف وكالة تطوير الدفاع (ADD) لتلبية حاجة كوريا الجنوبية إلى نظام اعتراض صواريخ من المستوى الأعلى. صُمم النظام لمواجهة الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية، بما في ذلك KN-23 وKN-24، وللعمل في إطار الدفاع الجوي والصاروخي لكوريا (KAMD). بعد انتهاء التطوير الاستكشافي في عام 2018، بدأ تطوير النظام في عام 2019 واكتمل في نوفمبر 2024، بمساهمات من شركة Hanwha Aerospace وLIG Nex1. خضع نظام L-SAM لاختبارات متعددة، وحقق اعتراضات ناجحة في ثلاث من أصل أربع تجارب أجريت بين عامي 2022 و2023. أثبتت هذه الاختبارات قدرات النظام، بما في ذلك استخدامه لأجهزة استشعار التصوير بالأشعة تحت الحمراء الأصلية، ونظام التحكم في التحويل والموقف (DACS)، وتقنية الضرب للقتل.

تتكون بطارية L-SAM القياسية من رادار متعدد الوظائف من نوع S-band Active Electronically Scanned Array (AESA) للكشف عن الهدف وتتبعه، ومركز قيادة وتحكم (C2) لتنسيق العمليات، ومحطة تحكم قتالية لتوجيه الاعتراض، وأربعة قاذفات مثبتة على شاحنات. يحمل كل قاذفة ستة صواريخ، مقسمة بين أدوار مضادة للصواريخ الباليستية ومضادة للطائرات. يبلغ مدى الكشف للرادار حتى 310 كيلومترات، مما يتيح التعرف المبكر على الهدف. يضمن مركز القيادة والسيطرة الاستجابة في الوقت الفعلي، بينما تدير محطة التحكم القتالية قرارات الاشتباك وإطلاق الصواريخ.

أثبتت منظومة L-SAM قدراتها القتالية من خلال سلسلة من الاختبارات، حيث حققت ثلاث اعتراضات ناجحة من أصل أربع محاولات بين عامي 2022 و2023. وهي قادرة على اعتراض أهداف تسافر بسرعات تصل إلى 8.82 ماخ على مسافات 150 كيلومترًا، على ارتفاعات تتراوح بين 40 و60 كيلومترًا. تتكون L-SAM من نوعين من الصواريخ الاعتراضية (واحد للصواريخ الباليستية وآخر للطائرات والصواريخ المجنحة)، وتواجه مجموعة واسعة من التهديدات عالية السرعة والقابلة للمناورة. ويتم تحقيق ذلك من خلال تقنيات مثل القدرة على الضرب القاتل، وأجهزة استشعار التصوير بالأشعة تحت الحمراء، ونظام الدفع النبضي المزدوج لزيادة السرعة والقدرة على المناورة، ونظام التحكم في الانحراف والموقف (DACS) لتعديل المسار في الوقت الفعلي.

في إطار الدفاع الجوي والصاروخي الكوري (KAMD)، يوفر L-SAM قدرة اعتراضية بالغة الأهمية من المستوى الأعلى. وهو يكمل الأنظمة من المستوى الأدنى مثل KM-SAM و Patriot Advanced Capability-3 (PAC-3)، والتي تعالج التهديدات التي تقل عن 40 كيلومترًا، بينما تعمل جنبًا إلى جنب مع نظام THAAD، الذي يعترض على ارتفاعات تصل إلى 150 كيلومترًا. يعد KAMD عنصرًا رئيسيًا في استراتيجية الدفاع ثلاثية المحاور لكوريا الجنوبية ضد كوريا الشمالية، جنبًا إلى جنب مع منصة الضربة الاستباقية Kill Chain ونظام كوريا الشامل للعقاب والانتقام (KMPR). معًا، تخلق هذه الأنظمة بنية دفاع صاروخي متعددة الطبقات مصممة لتعزيز قدرة كوريا الجنوبية على اعتراض التهديدات الواردة.

يمكن أن يعمل L-SAM أيضًا جنبًا إلى جنب مع أنظمة أخرى، مثل نظام Chunmoo لإطلاق الصواريخ المتعددة (MLRS) ونظام الدفاع الصاروخي منخفض الارتفاع (LAMD)، والذي يستهدف قذائف المدفعية بعيدة المدى والتهديدات منخفضة الارتفاع. تسمح وحداته النمطية لـ L-SAM بالتكيف مع تكوينات مختلفة، والعمل جنبًا إلى جنب مع هذه الأنظمة لتعزيز قدرات الدفاع الشاملة.

سيوفر L-SAM-II، وهو إصدار محسن قيد التطوير، قدرات اعتراض على ارتفاعات تصل إلى 180 كيلومترًا. ومن المقرر أن يكتمل بحلول عام 2035، بميزانية تطوير تبلغ 2.71 تريليون وون (1.86 مليار دولار أمريكي)، وسيشمل اعتراضات مرحلة الانزلاق لمعالجة تهديدات الصواريخ الأسرع من الصوت. يهدف النظام المحدث إلى زيادة المدى والارتفاع وقدرات التعامل مع الهدف، ومعالجة تقنيات الصواريخ الناشئة.

من المتوقع أن يبدأ الإنتاج الضخم لـ L-SAM في عام 2025، مع النشر التشغيلي بحلول أواخر عشرينيات القرن الحادي والعشرين. وسوف يتبع ذلك نظام L-SAM-II، مع استمرار التطوير حتى عام 2035. ويتم إنتاج كلا النظامين محليًا، باستخدام قدرات وخبرات التصنيع الدفاعي في كوريا الجنوبية. ويقلل هذا النهج الاعتماد على الأنظمة الأجنبية مع تعزيز المرونة التشغيلية.

وسوف يوفر نظام L-SAM وخليفته لكوريا الجنوبية قدرات دفاع جوي موسعة، مما يضيف طبقة اعتراضية من المستوى الأعلى إلى نظامها الدفاعي متعدد الطبقات. ومن المتوقع أن تعزز هذه الأنظمة قدرة كوريا الجنوبية على مواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية، بما في ذلك تلك المجهزة برؤوس حربية نووية، ومعالجة التحديات المستقبلية مثل الأسلحة الأسرع من الصوت. ويدعم هذا التقدم الأهداف الدفاعية الاستراتيجية للبلاد وقدرتها على الاستجابة لديناميكيات الأمن الإقليمي المتطورة.

ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج الضخم لنظام L-SAM في عام 2025، مع التخطيط للنشر الكامل في أواخر عشرينيات القرن الحادي والعشرين. وقد تم عرض النظام في اليوم الخامس والسبعين للقوات المسلحة في عام 2023، مما يسلط الضوء على دوره في استراتيجية الدفاع في كوريا الجنوبية. كما أشارت الحكومة إلى إمكانية عرض النظام للتصدير إلى الأسواق الدولية، كما حدث مع أنظمة الدفاع الكورية الجنوبية الأخرى.