أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال زيارته لأوكرانيا في 21 أكتوبر 2024، أن نظام الدفاع الصاروخي للمناطق المرتفعة الطرفية (ثاد) موجود الآن، رغم أنه لم يؤكد ما إذا كان يعمل بكامل طاقته. تم نشر هذا النظام في إسرائيل في 25 سبتمبر 2024، ردًا على التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران. جاء النشر بعد إطلاق إيران لحوالي 200 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل في وقت سابق من أكتوبر، وهو الحدث الذي يُنظر إليه على أنه انتقام للضربات الإسرائيلية على قادة حزب الله في لبنان ومقتل أحد زعماء حماس في طهران
تم وضع نظام ثاد، وهو مكون رئيسي لشبكة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات للجيش الأمريكي، الآن في إسرائيل لتعزيز قدرات الدفاع الصاروخي القوية بالفعل في البلاد. ووفقًا لأوستن، فإن النظام "في مكانه" ويمكن تشغيله بسرعة، رغم عدم تقديم تفاصيل محددة حول جاهزيته الحالية. يضيف نظام ثاد طبقة مهمة إلى نظام الدفاع الإسرائيلي، حيث يكمل الأنظمة القائمة مثل باتريوت من خلال تغطية مناطق أكبر واعتراض التهديدات على مسافات تصل إلى 200 كيلومتر.
تم تصميم نظام صواريخ ثاد (نظام الدفاع الجوي للمناطق المرتفعة الطرفية) لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى على ارتفاعات تصل إلى 150 كيلومترًا ويتراوح مداها بين 150 و200 كيلومتر. إنه نظام أرضي قابل للنقل ومجهز بثمانية صواريخ ورادار AN/TPY-2 لاكتشاف الهدف ومركز تحكم واتصالات لإدارة العمليات. يستخدم نظام ثاد تقنية الضربة القاتلة، حيث تعمل الطاقة الحركية للصاروخ على تحييد الرؤوس الحربية القادمة إما داخل الغلاف الجوي أو خارجه.
تم تطوير نظام ثاد من قبل شركة لوكهيد مارتن، وتم نشره لأول مرة في عام 2008. وقد حصل العديد من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ومؤخراً ألمانيا واليابان، على نظام ثاد أو دمجوه في أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم. بفضل قدرته العالية على الحركة وقدرته على اعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية، يلعب نظام ثاد دوراً حاسماً في حماية القوات العسكرية والبنية الأساسية والسكان المدنيين من تهديدات الصواريخ الباليستية.
تشير المصادر الإسرائيلية إلى أن النظام يعمل بالفعل، مع استخدام ما يصل إلى ثلاث بطاريات. تأتي هذه التقارير وسط مخاوف متزايدة بشأن الانتقام الإيراني المحتمل، والذي قد يدفع إلى رد عسكري إسرائيلي. وفي حين لا يزال نطاق الضربات الإسرائيلية المستقبلية غير واضح، أكد أوستن على أهمية تهدئة التوترات مع الاستمرار في تلبية احتياجات إسرائيل الدفاعية. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة تعمل دبلوماسياً على الحد من التوترات بين إيران وإسرائيل، على الرغم من أن أي عمل عسكري سيكون في نهاية المطاف قرار إسرائيل.
أكد البنتاجون في وقت سابق وصول فريق متقدم ومكونات أساسية مطلوبة لتشغيل نظام ثاد في إسرائيل، مع وصول أفراد ومعدات إضافية في الأيام التالية. ويشمل هذا الانتشار ما يقرب من 100 فرد أمريكي، ووضع القوات الأمريكية على الأرض في إسرائيل وتعميق المشاركة الأمريكية في المنطقة. إن نشر نظام ثاد يشير إلى تحول كبير مع انتقال الولايات المتحدة من دور داعم إلى موقف دفاعي أكثر نشاطًا، مما قد يعرض القوات الأمريكية لخطر أكبر في حالة تكثيف الأعمال العدائية.
تم تطوير نظام الدفاع الصاروخي هذا في التسعينيات وبدأ تشغيله منذ عام 2008، ويشمل منصات إطلاق محمولة على شاحنات وأنظمة رادار ومكونات التحكم في إطلاق النار. تتكون كل بطارية من ستة منصات إطلاق، كل منها مزود بثمانية صواريخ اعتراضية. تم تصميم نظام ثاد خصيصًا لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى على ارتفاعات عالية، مما يوفر طبقة دفاعية حاسمة ضد التهديدات الصاروخية الإيرانية.
إن نشر نظام ثاد في إسرائيل يوضح التزام الولايات المتحدة المستمر بدفاع إسرائيل، وخاصة في ضوء التهديدات الصاروخية المتزايدة من إيران. وقد أكد البنتاجون أن نظام ثاد سوف يعمل بكامل طاقته قريبًا وقادر على الدفاع عن المجال الجوي الإسرائيلي. وعلى الرغم من تعقيد الموقف، تواصل الولايات المتحدة إعطاء الأولوية للجهود الدبلوماسية الرامية إلى الحد من التوترات مع الحفاظ على موقف دفاعي قوي في المنطقة.
ويتزامن هذا التطور أيضاً مع تحذير من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن للمسؤولين الإسرائيليين، وحثهم فيه على تحسين الظروف الإنسانية في غزة. وقد أوضحت الولايات المتحدة أن استمرار الدعم العسكري سوف يعتمد على بذل جهود كبيرة لمعالجة الأزمة الإنسانية، ومنذ ذلك الحين عملت إسرائيل على تسهيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة.