أخبار: Thales تتحدى نظام باتريوت الأمريكي برادار "جراوند فاير 300" الذي سيدخل الخدمة قريبًا في نظام SAMP/T الأوروبي

في ظل تزايد التهديدات الجوية والباليستية وتنوعها، كشفت مجموعة تاليس الفرنسية عن رادار "جراوند فاير 300" (GF300)، وهو رادار متعدد الوظائف من الجيل الجديد، مصمم لتلبية الاحتياجات المتزايدة للقوات المسلحة في مجال المراقبة والاعتراض. يُمثل هذا النظام، الذي طُوّر في فرنسا، تقدمًا تكنولوجيًا هامًا في مجال الدفاع الجوي والصاروخي، ويهدف إلى منافسة الأنظمة الأمريكية الراسخة، وخاصةً نظام باتريوت من رايثيون.

يعتمد رادار GF300 على هوائي رباعي الأبعاد (مصفوفة المسح الإلكتروني النشط) باستخدام وحدات نتريد الغاليوم (GaN)، مما يُتيح تشكيل الشعاع الرقمي على مستوى العناصر. توفر هذه التقنية المتقدمة تغطية نصف كروية كاملة - 360 درجة في السمت و90 درجة في الارتفاع - مع مدى كشف يصل إلى 400 كيلومتر.

يستطيع الرادار تتبع ما يصل إلى 1000 هدف في آنٍ واحد، بما في ذلك الطائرات المسيرة، والطائرات الشبحية، والصواريخ الأسرع من الصوت ودون الصوتية، والصواريخ الباليستية التكتيكية. كما يوفر كشفًا ذاتيًا للصواريخ الباليستية، ويدعم توجيه الصواريخ، بما في ذلك سلسلة صواريخ أستر، ضمن أنظمة الدفاع الجوي أو الدفاع الصاروخي المتكاملة.

صُمم الرادار GF300 منذ البداية لضمان مرونة تشغيلية عالية، ويتميز بسرعة حركته العالية وقدرته على الانتشار السريع. يُوضع في حاوية ISO بطول 20 قدمًا ووزن أقل من 11 طنًا، وهو مناسب للنقل بالشاحنات أو القطارات أو الطائرات التكتيكية (مثل C-130 أو A400M).

يستغرق النشر في الموقع أقل من 15 دقيقة، مع إمكانية تفكيكه في أقل من 10 دقائق - وهي ميزة أساسية للقوات المنتشرة أو البيئات المتقلبة. تم تحسين النظام أيضًا لضمان سرعة الصيانة، حيث يتضمن التكرار في جميع المكونات الأساسية (وحدات الإرسال والاستقبال، والمحركات، وأجهزة التنفس الصناعي، ووحدات تزويد الطاقة)، ​​ونظام اختبار مدمج (BITE)، ودليل رقمي تفاعلي لدعم التشخيص الميداني.

من الناحية التشغيلية، يعمل نظام GF300 بكفاءة عالية في البيئات المعقدة، بفضل معالجته المتقدمة لدوبلر وقدرته على التصدي للصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون (C-RAM). يمكنه اكتشاف الأجسام الصغيرة في الأجواء المزدحمة، وهو قابل للتكيف مع التهديدات الناشئة، مثل أسراب الطائرات الصغيرة بدون طيار أو الصواريخ الأسرع من الصوت. يسمح تصميمه المعرّف برمجيًا بتحديثات مستمرة لتلبية متطلبات ساحة المعركة المتطورة.

بالمقارنة، يعتمد نظام باتريوت، على الرغم من كفاءته العالية في سيناريوهات القتال، على رادار AN/MPQ-65، وهو من نوع PESA (مصفوفة المسح الإلكتروني السلبي) بتغطية محدودة بزاوية 120 درجة. يتطلب الأمر إعادة تموضع ميكانيكية أو رادارات متعددة لتحقيق المراقبة الكاملة. علاوة على ذلك، فإن البنية المعيارية لباتريوت تتضمن مركز قيادة (ECS) ومحطة طاقة متنقلة (EPP-III) ووحدة هوائي اتصالات (AMG)، مما يؤدي إلى بصمة لوجستية أثقل وأكثر تعقيدًا. ومع ذلك، تعمل شركة Raytheon حاليًا على ترقية النظام من خلال تطوير رادار LTAMDS، الذي يتميز بتغطية 360 درجة وتقنيات مماثلة لتلك الموجودة في GF300، مما يشير إلى التقارب نحو المعايير التي تروج لها Thales حاليًا.

يُعد اختيار GF300 لتجهيز نظام الدفاع الجوي SAMP/T NG من الجيل التالي اعترافًا واضحًا بأدائه. من المقرر أن يحل هذا الرادار محل نظام Arabel الذي تستخدمه القوات المسلحة الفرنسية حاليًا كجزء من مبادرة تحديث تقودها المديرية العامة الفرنسية للأسلحة (DGA) وبالتنسيق مع OCCAR. اجتاز الرادار مؤخرًا اختبارات القبول في المصنع، ومن المتوقع تسليم أولى شحناته إلى القوات الجوية والفضائية الفرنسية بحلول عام 2026.

يُعد هذا البرنامج جزءًا من زخم صناعي أوسع نطاقًا: فمنذ عام 2022، ضاعفت شركة تاليس معدل إنتاج الرادار لديها ثلاث مرات - من 10 إلى 28 وحدة سنويًا - بهدف الوصول إلى 35 وحدة بحلول عام 2025. ويُحقق قطاع الرادار الآن إيرادات بقيمة 1.2 مليار يورو، مما يجعله ركيزة استراتيجية للمجموعة.

مع إطلاق نظام Ground Fire 300، تُقدم تاليس أكثر من مجرد رادار جديد - بل تُرسي معيارًا أوروبيًا في مجال الدفاع الجوي، مُصممًا لتلبية متطلبات الصراعات شديدة الكثافة والتكامل مع هياكل الدفاع متعددة المجالات. وفي سياق التهديدات المتجددة على مستوى الدول والمبادرات الدفاعية الأوروبية المُتسارعة، يُقدم الرادار حلاً تكنولوجيًا ذا سيادة عملياتية.