أخبار: البرتغال تعزز قدراتها الهجومية والتدريبية الخفيفة بتسليم طائرات إمبراير A-29N

أكد وزير الدفاع البرتغالي في 16 يونيو 2025 أن البرتغال ستستلم أول خمس طائرات من أصل اثنتي عشرة طائرة هجومية وتدريبية خفيفة من طراز إمبراير A-29N سوبر توكانو بحلول نهاية العام. يُعد هذا الاستحواذ جزءًا من برنامج استثماري بقيمة 200 مليون يورو يهدف إلى تحديث القوات الجوية البرتغالية، مع تخصيص 75 مليون يورو لصناعة الدفاع المحلية لترقية الطائرات إلى معايير حلف شمال الأطلسي (الناتو). تمثل هذه المبادرة تعزيزًا كبيرًا لقدرات البرتغال في القتال الجوي وتدريب الطيارين، مما يعزز دورها في الهيكل العملياتي لحلف شمال الأطلسي.

تم توقيع عقد طائرات A-29N الاثنتي عشرة رسميًا في 16 ديسمبر 2024، بين وزارة الدفاع الوطني البرتغالية وشركة إمبراير البرازيلية لتصنيع الطائرات الفضائية. لا تشمل الاتفاقية تسليم الطائرات فحسب، بل تشمل أيضًا حزمة دعم لوجستي شاملة وجهاز محاكاة طيران عالي الدقة. تندرج عملية الشراء ضمن إطار قانون البرمجة العسكرية البرتغالي (Lei de Programação Militar، LPM)، الذي عُدِّل في أغسطس 2023 ليشمل تمويل مبادرة تطوير قدرات "الدعم الجوي القريب". يُخصَّص هذا الإطار 180.5 مليون يورو خصيصًا للمشروع، مع توجيه المبلغ المتبقي إلى البنية التحتية الداعمة المرتبطة بها والمشاركة الصناعية من قِبل الشركات البرتغالية.

تُصنِّع طائرة A-29 Super Tucano، التي تُصنِّعها شركة Embraer البرازيلية لصناعات الفضاء، طائرة توربينية مُجرَّبة الأداء، تخدم في أكثر من 15 سلاحًا جويًا حول العالم. صُمِّمَ طراز "A-29N" خصيصًا لمستخدمي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث يتضمن اتصالات مُشفَّرة، وأنظمة تحديد الصديق من العدو (IFF) المُعايرة لمعايير الناتو، ووصلات بيانات آمنة، وأنظمة إلكترونيات طيران مُحسَّنة. تشتهر الطائرة بمتانتها، وسهولة تشغيلها من مدارجها المُعقَّدة، وأدائها المُجدي اقتصاديًا في مهام الدعم الجوي القريب، والاستطلاع، ومكافحة التمرد.

من الناحية الفنية، تعمل طائرة A-29N بمحرك برات آند ويتني PT6A-68C بقوة 1600 حصان، مما يسمح لها بالوصول إلى سرعات تصل إلى 590 كم/ساعة والعمل على ارتفاعات تزيد عن 35,000 قدم. وهي مجهزة بقمرة قيادة زجاجية متينة، وأنظمة تحكم يدوية بالخانق والعصا (HOTAS)، وتوافق مع الرؤية الليلية، ومعدات خاصة بالمهام، بما في ذلك أجهزة استشعار EO/IR وذخائر موجهة بدقة. تدعم الطائرة ما يصل إلى 1500 كجم من الذخائر الخارجية عبر خمس نقاط تعليق، مما يجعلها منصة متعددة الاستخدامات لكل من أدوار التدريب والقتال.

من بين المشغلين الدوليين لطائرة A-29 القوات الجوية الأمريكية، بالإضافة إلى كولومبيا ونيجيريا وإندونيسيا والفلبين. وقد أشاد هؤلاء المستخدمون بفعاليتها في سيناريوهات الصراع منخفضة الشدة، ومتانتها في البيئات الاستوائية والصحراوية، ومتطلبات صيانتها المنخفضة.

يتماشى قرار القوات الجوية البرتغالية بدمج طائرة A-29N مع خطة تحديث استراتيجية أوسع نطاقًا. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة في الاستثمار في تجديد الأسطول، بما في ذلك اقتناء طائرات النقل KC-390، وتطوير طائرات F-16 Fighting Falcons، والاهتمام بمنصات المقاتلات المستقبلية في إطار برامج تطوير قدرات حلف شمال الأطلسي (الناتو). ستكون طائرة A-29N بمثابة حلقة وصل بين طائرات التدريب الأساسية والمقاتلات النفاثة عالية الأداء، مما يعزز بشكل كبير من كفاءة التدريب مع تمكين مهام الهجوم الخفيف والاستطلاع والاستطلاع في السياقين الوطني والاستكشافي.

يمثل تسليم أول طائرة في عام 2025 واستكمال الأسطول بالكامل بحلول عام 2026 خطوة حاسمة في تعزيز مرونة القوات الجوية البرتغالية وكفاءتها التدريبية وجاهزيتها القتالية بما يتماشى مع الأهداف الدفاعية المتطورة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.