حققت القوات الجوية الملكية البريطانية والبحرية الملكية إنجازًا مهمًا في تطوير تكنولوجيا الصواريخ من خلال تجربة الإطلاق الموجهة الناجحة لصاروخ كروز SPEAR 3 (تأثيرات الدقة الانتقائية في المدى). أجريت التجربة في ميدان اختبار Vidsel في السويد، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صاروخ كروز مصغر من الجيل التالي من طائرة، وتحديدًا طائرة Typhoon التي تديرها BAE Systems.
يمثل هذا الحدث قفزة كبيرة إلى الأمام لبرنامج SPEAR، والذي تم تصميمه لتعزيز قدرات الضربات الجوية طويلة المدى في المملكة المتحدة ضد مجموعة واسعة من التهديدات الحديثة.
أثناء التجربة، أظهر الصاروخ قدرته على التنقل بشكل مستقل والحفاظ على السيطرة على مسافات طويلة بعد إطلاقه على ارتفاعات عالية وبسرعة عالية. وفي حين لم يتضمن الاختبار رأسًا حربيًا حيًا، فقد نجح في التحقق من صحة الأنظمة الرئيسية، بما في ذلك الأداء الديناميكي الهوائي والاستهداف الدقيق. ويصل مدى صاروخ SPEAR الذي يعمل بمحرك نفاث توربيني إلى أكثر من 100 كيلومتر، وهو مُحسَّن لضرب الأهداف المتحركة والمحمية والمتحركة. وهو يستخدم رادارًا متقدمًا يعمل في جميع الأحوال الجوية وتصويرًا بترددات الراديو لتحقيق دقة لا مثيل لها، حتى في البيئات المعقدة والمعادية.
وبمجرد تشغيله بالكامل، سيتم دمج صاروخ SPEAR في أسطول طائرات الشبح F-35B Lightning البريطانية، والتي يمكنها حمل ما يصل إلى ثمانية من هذه الصواريخ في وقت واحد. وستسمح هذه القدرة لسلاح الجو الملكي والبحرية الملكية بالقيام بقمع الدفاعات الجوية للعدو (SEAD) والضربات الدقيقة من كل من القواعد البرية وحاملات الطائرات من فئة الملكة إليزابيث، مما يوسع بشكل كبير من نطاق المملكة المتحدة التشغيلي.
يعد تطوير صاروخ SPEAR جزءًا من استثمار وزارة الدفاع البريطانية البالغ 6.5 مليار جنيه إسترليني في أنظمة الصواريخ المتقدمة، والتي تشمل برامج أخرى مثل Brimstone وCAMM وStorm Shadow. ويؤكد هذا الجهد الشامل على التزام المملكة المتحدة بالحفاظ على التفوق التكنولوجي في الدفاع وضمان جاهزية قواتها المسلحة في البيئات المتنازع عليها.
يمثل صاروخ SPEAR أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا صواريخ كروز من الجيل التالي، حيث يجمع بين الأبعاد المدمجة وخصائص الأداء الاستثنائية. وبفضل محرك نفاث توربيني، يصل مدى الصاروخ إلى ما يزيد عن 100 كيلومتر، مما يوفر قدرة على الابتعاد عن الهدف مما يقلل من المخاطر التي قد تتعرض لها منصة الإطلاق. ويتيح تصميمه المعياري التكامل مع مجموعة واسعة من المنصات، بما في ذلك طائرات الشبح F-35B Lightning، والتي يمكنها حمل ما يصل إلى ثمانية صواريخ SPEAR في وقت واحد. وتوفر تنوع الحمولة هذا مرونة تشغيلية لا مثيل لها، مما يسمح بالاشتباك المتزامن مع أهداف متعددة في سيناريوهات معقدة.
إن أنظمة التوجيه المتقدمة للصاروخ هي مفتاح دقته. فهو يتنقل بشكل مستقل إلى هدفه باستخدام رادار متطور يعمل في جميع الأحوال الجوية، بالإضافة إلى التصوير بالترددات الراديوية لإنشاء خريطة مفصلة لمنطقة الهدف. وهذا يضمن دقة عالية حتى في الظروف المعاكسة أو عند مواجهة التدابير المضادة الإلكترونية.
تم تصميم SPEAR لقمع الدفاعات الجوية للعدو (SEAD) والضربات الدقيقة، وهي قادرة على التعامل مع الأهداف المتحركة والمتحركة والمدافعة بأقل قدر من الأضرار الجانبية. سرعتها العالية دون الصوتية، إلى جانب مسارات الطيران الرشيقة، تعزز من قدرتها على البقاء ضد أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، مما يعزز دورها كحجر أساس لقدرة المملكة المتحدة على الضربات الجوية في المستقبل.
تلعب F-35B Lightning دورًا محوريًا في القوات المسلحة البريطانية، حيث تعمل كطائرة قتالية متعددة الاستخدامات ومتقدمة مصممة لكل من سلاح الجو الملكي (RAF) والبحرية الملكية. وباعتبارها نسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي (STOVL) من F-35 Joint Strike Fighter، فهي مناسبة بشكل فريد للعمليات من حاملات الطائرات من فئة Queen Elizabeth في المملكة المتحدة بالإضافة إلى القواعد البرية ذات البنية التحتية المحدودة للمدرجات. تسمح هذه القدرة لطائرة F-35B بالتفوق في المهام التي تتطلب المرونة والانتشار السريع والعمل في البيئات حيث قد لا تتوفر المدرجات التقليدية.
في الخدمة البريطانية، تُستخدم طائرة إف-35 بي في مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك التفوق الجوي والهجوم الأرضي وعمليات الضربات البحرية. وباعتبارها الطائرة القتالية الأساسية على متن حاملتي الطائرات إتش إم إس كوين إليزابيث وإتش إم إس برينس أوف ويلز، فإن قدرتها على الإقلاع القصير والطويل تمكنها من العمل من على أسطح حاملتي الطائرات دون الحاجة إلى المقذوفات أو كابلات الإيقاف. كما أن تصميمها الشبح وأجهزة الاستشعار المتقدمة وقدراتها المتعددة الأدوار تجعلها فعالة للغاية في كل من العمليات الهجومية والدفاعية، مما يسمح لها بتنفيذ ضربات دقيقة وقمع دفاعات العدو وإجراء الاستطلاع مع الحفاظ على الهيمنة الجوية في البيئات المتنازع عليها.