أخبار: الهند وفرنسا تُنهيان صفقة شراء 26 طائرة مقاتلة من طراز رافال مارين

أبرمت الهند وفرنسا مفاوضات لشراء 26 طائرة مقاتلة من طراز رافال مارين، وهي طائرة مُجهزة لحاملات الطائرات، في عقد استراتيجي تُقدر قيمته بنحو 7.6 مليار دولار أمريكي (7 مليارات يورو). ووفقًا لصحيفة "إنديان ديفنس نيوز"، من المتوقع توقيع الاتفاقية الرسمية في أبريل 2025 خلال زيارة وزير الدفاع الفرنسي للهند. يُمثل هذا الاستحواذ خطوةً مهمةً في تحديث القدرات الجوية للبحرية الهندية، حيث سيحل محل طائرات ميج-29K و ميج-29KUB القديمة التي تُشغلها حاليًا طائرات إيناس 300 "النمور البيضاء" و إيناس 303 "الفهود السود". سيتم نشر الطائرات الجديدة على حاملتي الطائرات INS Vikrant و INS Vikramaditya، مما يُعزز القدرات العملياتية للبحرية الهندية في المحيط الهندي.

تشمل الاتفاقية تسليم 22 مقاتلة من طراز رافال مارين ذات مقعد واحد، و4 طائرات من طراز رافال بي ذات مقعدين، وهذه الأخيرة مخصصة حصريًا للتدريب المتقدم للطيارين على الأرض قبل انتقالهم التشغيلي إلى العمليات على حاملات الطائرات. بخلاف رافال إم، لم تُصمم رافال بي لعمليات الهبوط والإقلاع على حاملات الطائرات، ولكنها ستشكل عنصرًا أساسيًا في إعداد الطيارين للمهام على حاملات الطائرات.

وإلى جانب الطائرات، يغطي العقد حزمة أسلحة شاملة، بما في ذلك صاروخ ميتيور جو-جو بعيد المدى، والذي يوفر قدرة اشتباك تتجاوز 150 كيلومترًا، وصاروخ إكسوسيت AM39 بلوك 2 مود 2 المضاد للسفن، المصمم لضرب الأهداف البحرية بدقة عالية ومنخفضة الارتفاع. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الحزمة دعمًا لوجستيًا قائمًا على الأداء (PBL) لضمان معدلات توافر عالية، وبرنامجًا تدريبيًا لكل من الطيارين وأطقم الصيانة.

تم اختيار رافال مارين على طائرة بوينغ إف/إيه-18إي/إف سوبر هورنت بعد تقييمات مكثفة. أجرت الهند تجارب لتقييم قدرة كلتا الطائرتين على العمل من حاملات الطائرات المجهزة بنظام STOBAR (إقلاع قصير مع استعادة مُعاقة)، ​​حيث أثبتت طائرة رافال M أنها أكثر ملاءمةً للمتطلبات التشغيلية للبحرية الهندية.

صُممت طائرة رافال M، التي طورتها شركة داسو للطيران، خصيصًا لعمليات حاملات الطائرات. تتميز بهيكل معزز، وخطاف مانع متخصص، ونظام هبوط قادر على تحمل الضغوط الشديدة الناتجة عن هبوط حاملات الطائرات. يمكن للطائرة الهبوط على بُعد 105 أمتار فقط من مساحة سطح السفينة، وتتطلب 112 مترًا للإقلاع بمساعدة المنجنيق. تضمن هذه الخصائص التوافق مع تكوينات سطح حاملات الطائرات الهندية.

كما تتميز طائرة رافال مارين بإلكترونيات طيران وأجهزة استشعار متطورة، بما في ذلك رادار AESA RBE2 الذي طورته شركة تاليس، والذي يُمكّن من اكتشاف الأهداف بعيدة المدى وتتبع الأهداف المتعددة في كل من الاشتباكات الجوية والبحرية. توفر منظومة الحرب الإلكترونية SPECTRA، التي طورتها شركتا Thales وMBDA، تدابير دفاعية شاملة، تشمل التشويش النشط، وكشف الرادار، والتدابير المضادة بالأشعة تحت الحمراء، مما يعزز القدرة على الصمود في وجه تهديدات الدفاع الجوي الحديثة.

تتوافق هذه الصفقة مع استراتيجية الهند الأوسع لتعزيز قدراتها الهجومية البحرية ردًا على الوجود العسكري المتزايد للصين في المحيط الهندي. بتزويد حاملات طائراتها بطائرات Rafale M، ستحصل البحرية الهندية على أسطول مقاتلات حديث وعالي الأداء قادر على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك التفوق الجوي، والضربات العميقة، والاستطلاع، والعمليات المضادة للسفن.

كما يعزز هذا الاستحواذ التعاون الدفاعي بين الهند وفرنسا، والذي شهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. في عام 2016، طلبت الهند 36 طائرة رافال لقواتها الجوية، مما يدل على ثقتها في القدرات التشغيلية لهذه المنصة. بالإضافة إلى ذلك، تعاونت الهند وفرنسا في المجال البحري، لا سيما في مجال غواصات فئة سكوربين، التي تُصنّع محليًا بواسطة شركة مازاغون دوك لبناء السفن المحدودة (MDL) في إطار شراكة مع مجموعة نافال.

كجزء من الاتفاقية، تدرس شركة داسو للطيران إنشاء خط تجميع نهائي في الهند، لدعم طلبات طائرات رافال المستقبلية، والتوافق مع مبادرة "صنع في الهند" الهندية، التي تهدف إلى تعزيز التصنيع الدفاعي المحلي. في حال تحقيق هذه الخطوة، فإنها ستعزز اعتماد الهند على نفسها في إنتاج الطائرات المقاتلة، ودعم صيانة وتحديث أساطيل رافال الحالية.

من المتوقع تسليم أول طائرة رافال مارين في مايو 2028، أي بعد 37 شهرًا من توقيع العقد. ستحل المقاتلات الجديدة تدريجيًا محل أسطول طائرات ميج-29ك، الذي عانى من تكاليف صيانة مرتفعة وقيود تشغيلية.

بهذه الصفقة، يدخل الطيران البحري الهندي مرحلة جديدة، بتجهيز حاملات طائراته بمقاتلة من الجيل التالي قادرة على نشر قوتها عبر المحيط الهندي وما وراءه. وسوف يؤدي دمج طائرات رافال مارين إلى تعزيز قدرة البحرية الهندية على العمل في بيئات قتالية متعددة المجالات، مما يضمن التفوق في العمليات البحرية المستقبلية.