وافقت حكومة الولايات المتحدة على بيع محتمل لصواريخ موجهة متقدمة مضادة للإشعاع ذات مدى ممتد (AARGM-ER) إلى أستراليا، الحليف الرئيسي في غرب المحيط الهادئ، في 27 سبتمبر 2024. تهدف هذه الصفقة، المقدرة بنحو 405 مليون دولار، إلى تعزيز قدرات الدفاع الأسترالية ضد التهديدات الناشئة. أخطرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) الكونجرس رسميًا بهذا الاقتراح.
أعربت أستراليا عن اهتمامها بشراء ما يصل إلى مائة (100) صاروخ AARGM-ER، مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) باستخدام تقنيات متقدمة مثل وحدة مكافحة التزييف الانتقائية (SAASM) أو M-Code. تتضمن الحزمة أيضًا أربعة وعشرين قسمًا للتوجيه وعددًا متساويًا من أقسام التحكم كقطع غيار. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن العقد العديد من العناصر غير MDE (غير المعدات الدفاعية الرئيسية)، مثل حاويات الصواريخ وقطع الدعم والبرامج المصنفة وغير المصنفة، بالإضافة إلى التدريب الفني للقوات الأسترالية. وسيكون المقاول الرئيسي لهذا المشروع شركة نورثروب جرومان سيستمز.
وتشكل هذه الشراكة مع أستراليا جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز وجود وأمن حلفاء الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وباعتبارها حليفًا استراتيجيًا رئيسيًا، تلعب أستراليا دورًا حاسمًا في الحفاظ على السلام والاستقرار الاقتصادي في غرب المحيط الهادئ. وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن دعم تطوير القدرات الدفاعية لأستراليا أمر ضروري للحفاظ على توازن القوى في هذه المنطقة الجيوسياسية الحساسة.
وسيتطلب تنفيذ هذا البيع وجودًا مؤقتًا لأربعة ممثلين للحكومة الأمريكية ومقاول واحد، والذين سيسافرون إلى أستراليا للإشراف على الإشراف الفني وإجراء مراجعات البرنامج.
إن صاروخ AARGM-ER (صواريخ موجهة متقدمة مضادة للإشعاع ذات مدى ممتد) هو نتيجة لبرنامج تطوير أمريكي لتحديث قدرات قمع الدفاع الجوي للعدو (SEAD). وقد تم تصميمه لمعالجة التحديات التي تفرضها أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، والتي أصبحت متطورة بشكل متزايد، مثل الرادار المتقدم والبطاريات المضادة للطائرات الموجودة بشكل ملحوظ في الصين وروسيا. يُعد AARGM-ER نسخة مطورة من AGM-88 HARM (الصاروخ عالي السرعة المضاد للإشعاع)، والذي يستخدمه الجيش الأمريكي منذ عقود لتحييد رادار العدو. يعد هذا التطور جزءًا من جهد أوسع للحفاظ على التفوق الجوي للقوات المتحالفة من خلال تمكينها من العمل في بيئات متنازع عليها حيث تشكل رادارات العدو تهديدًا كبيرًا للطائرات التكتيكية. يمكن إطلاق الصاروخ من طائرات مقاتلة مختلفة، بما في ذلك F / A-18 Super Hornet و EA-18G Growler و F-35، مما يجعله سلاحًا متعدد الاستخدامات مدمجًا في أحدث أنظمة الأسلحة.
من الناحية التشغيلية، يوفر AARGM-ER قدرات محسنة بشكل كبير مقارنة بسابقاته. مع مدى ممتد، يمكن إطلاقه من مسافات طويلة، مما يقلل من المخاطر على منصات الإطلاق. يستخدم مزيجًا من أنظمة التوجيه، بما في ذلك نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مع وحدات مضادة للتشويش مثل SAASM أو M-Code، مما يسمح له بتحديد موقع أجهزة إرسال الرادار والاشتباك معها بدقة كبيرة، حتى لو حاولت الاختباء أو الانتقال. وبالإضافة إلى قدرته على اكتشاف وتدمير الرادارات البرية والبحرية، يعزز صاروخ AARGM-ER قدرة القوات الجوية على البقاء من خلال تعطيل أنظمة الدفاع المعادية قبل أن تتمكن من استهداف الطائرات الحليفة. كما أن توافقه مع طائرات الجيل الخامس المقاتلة، مثل F-35، يجعله من الأصول المهمة لمهام الحرب الإلكترونية والتفوق الجوي، حيث يعد تحييد أنظمة الدفاع المعادية أمرًا ضروريًا.