نفذ السرب 69 التابع لسلاح الجو الإسرائيلي غارة جوية على مخبأ تحت الأرض في جنوب بيروت، في 27 سبتمبر 2024، مما أسفر عن مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله والعديد من كبار المسؤولين. استخدمت العملية طائرات مقاتلة من طراز F-15I Ra'am أقلعت من قاعدة هاتسريم الجوية، تحمل كل منها ست قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-31(V)3/B. تم استخدام ما يقرب من 80 طنًا من المتفجرات، بما في ذلك 85 من هذه القنابل المصممة لاختراق الهياكل المعززة. كان المخبأ المستهدف، الواقع على بعد حوالي 18 مترًا تحت الأرض، محصنًا بشدة، وجاءت العملية بعد أشهر من التخطيط بناءً على معلومات استخباراتية تؤكد موقع نصر الله.
إن GBU-31(V)3/B هو أحد أشكال ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، المصممة لضربات دقيقة ضد أهداف محصنة ومدفونة بعمق. وهي تتميز برأس حربي خارق BLU-109، وهو أمر بالغ الأهمية للتعامل مع الهياكل المعززة بشكل فعال.
يبلغ وزن الرأس الحربي BLU-109 حوالي 874 كجم، مع حوالي 240 كجم من الحشوة شديدة الانفجار. يتم تحسين توزيع وزنه لتعزيز قدرته على الاختراق. مصنوع من الفولاذ عالي القوة، يسمح الغلاف للرأس الحربي بالحفاظ على سلامته عند الاصطدام، وقادر على اختراق 1.8 إلى 2.4 متر من الخرسانة المسلحة، اعتمادًا على سرعة التأثير والزاوية. الحشوة المتفجرة هي Tritonal، وهو مزيج من 80٪ TNT و 20٪ مسحوق الألومنيوم، تم اختياره لإخراجه عالي الطاقة وفعاليته في تدمير الهدف.
يعتمد نظام التوجيه GBU-31(V)3/B على مجموعة التوجيه KMU-557B/B، والتي تتضمن إلكترونيات التوجيه، وثلاث زعانف تحكم متحركة، وزعانف تحكم ثابتة، وهوائي GPS لإشارات الأقمار الصناعية، وموصل 1760 يتفاعل مع أنظمة الطائرة، مما يضمن تعديلات دقيقة للمسار أثناء الطيران.
من أجل تحقيق الاستقرار والتحكم الديناميكي الهوائي، تستخدم GBU-31(V)3/B شرائح مصنوعة من غلاف صلب من الألومنيوم المصبوب ولوحتين من الفولاذ المشكل، مع أحزمة تثبيت تضمن التكامل الآمن مع مجموعة التوجيه، مما يدعم التوجيه والاستقرار.
تتوافق GBU-31(V)3/B مع صمامات سلسلة FMU-143 وFMU-152، والتي يتم تنشيطها بواسطة مبادرين FZU-32 أو FZU-55/63. توفر FMU-143 إمكانية التأخير في الاختراق بشكل أعمق قبل التفجير، بينما توفر FMU-152 إعدادات تأخير قابلة للبرمجة، تتكيف مع أنواع مختلفة من الأهداف.
يتضمن نظام التوجيه كل من نظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS) ونظام التوجيه بمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). يوفر نظام الملاحة بالقصور الذاتي التحكم في المسار في حالة فقدان إشارة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، بينما يعزز النظام بمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الدقة من خلال معالجة ما يصل إلى 12 إشارة قمر صناعي، وتحقيق خطأ دائري محتمل (CEP) يبلغ حوالي 5 أمتار.
تتضمن مجموعة الذيل نظام تشغيل الذيل الفرعي (TAS)، وبطارية حرارية ليثيوم، وهوائي نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ووحدة التحكم في التوجيه (GCU)، وآليات التحكم في الزعنفة. يتم تدوير نظام التشغيل الفرعي بمقدار 180 درجة مقارنة بأنواع JDAM الأخرى، مما ينتج عنه وضع زعنفة ثابت فريد.
يمكن إطلاق GBU-31(V)3/B من ارتفاعات تصل إلى 15240 مترًا بسرعات تتراوح من 0.6 ماخ إلى 1.2 ماخ. يخضع لعدة مراحل طيران: الانفصال مع قفل الزعانف، والتوجيه الأمثل باستخدام بيانات GPS وINS، والتأثير، حيث يضبط زاويته لتحقيق اختراق مثالي قبل التفجير.
إن الرأس الحربي BLU-109، جنبًا إلى جنب مع مجموعة توجيه JDAM KMU-557B/B، يجعل GBU-31(V)3/B فعالًا للغاية ضد الأهداف المحصنة. يمكنه اختراق 1.8-2.4 متر من الخرسانة المسلحة قبل التفجير، مع تأثر فعاليته بسرعة وزاوية التسليم.
إن طائرة إف-15 آي "رعد" (الرعد) هي نسخة إسرائيلية من طائرة إف-15 إي سترايك إيجل الأمريكية من إنتاج شركة ماكدونيل دوغلاس (الآن بوينج)، وقد تم تطويرها لتلبية متطلبات القوات الجوية الإسرائيلية لطائرة هجومية دقيقة بعيدة المدى قادرة على العمل في أجواء معقدة ومحمية بشدة. وقد حصلت إسرائيل على طائرة إف-15 آي كجزء من جهودها الأوسع لتحديث والحفاظ على التفوق الجوي في الشرق الأوسط، في أعقاب التحديات التي واجهتها خلال حرب الخليج عام 1991. وقد تم اتخاذ قرار الحصول على طائرة إف-15 آي في عام 1994، وتم تسليم أول طائرة في عام 1997، وتم تقديم النسخة رسميًا للخدمة في عام 1998.
تتميز طائرة إف-15 آي بأنظمة وإلكترونيات طيران إسرائيلية خاصة تميزها عن طراز إف-15 إي الأساسي. وتشمل الإضافات البارزة مجموعة الحرب الإلكترونية المتكاملة Elisra SPS-2110، ونظام العرض المثبت على الخوذة Dash IV، وأنظمة أخرى محلية الصنع مصممة لتعزيز الوعي الظرفي واكتساب الهدف. مع الاحتفاظ بتكوين المقعدين مع طيار وضابط أنظمة الأسلحة، فإن الطائرة قادرة على أداء مهام جو-جو وجو-أرض، مما يوفر مجموعة من الخيارات التشغيلية للقوات الجوية الإسرائيلية.
أما فيما يتعلق بالمواصفات الفنية، فإن الطائرة إف-15 آي تتمتع بسرعة قصوى تبلغ 2.5 ماخ (حوالي 3000 كم/ساعة) ومدى قتالي يبلغ حوالي 1400 كم عند تجهيزها بخزانات وقود خارجية. وهي تعمل بمحركين من طراز برات آند ويتني إف 100-بي دبليو-229، يولد كل منهما 29000 رطل من الدفع، مما يسمح بالتسارع العالي والقدرة على المناورة. وتتمتع الطائرة بسقف خدمة يبلغ 20000 متر ووزن إقلاع أقصى يبلغ 36700 كجم، مع سعة حمولة خارجية تصل إلى 8165 كجم (18000 رطل). وهي مجهزة بنظام رادار إيه بي جي-70، الذي يدعم قدرات الكشف عن الأهداف بعيدة المدى والاشتباك معها.
في الآونة الأخيرة، وافقت الحكومة الأمريكية على ترقية وتوسيع أسطول طائرات F-15I الإسرائيلية، والتي تتضمن شراء ما يصل إلى 50 طائرة جديدة من طراز F-15IA (الطائرات الإسرائيلية المتقدمة) ومجموعات تحديث منتصف العمر (MLU) للطائرات F-15I الحالية البالغ عددها 25 طائرة. تهدف حزمة الترقية هذه، التي تقدر قيمتها بحوالي 18.82 مليار دولار، إلى تعزيز قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على معالجة التحديات الأمنية المتطورة. تهدف الترقية إلى مواءمة طائرة F-15I مع القدرات المتقدمة لطائرة F-15IA ومن المتوقع أن تضمن بقاء الطائرة ذات صلة في مواجهة التهديدات الحديثة.
تتضمن حزمة ترقية طائرة F-15I 120 محركًا من طراز F110-GE-129، و90 معالجًا أساسيًا متقدمًا للعرض، و75 رادارًا من طراز APG-82(V)1 بمسح إلكتروني نشط (AESA)، ومن المتوقع أن تعمل على تحسين اكتشاف الهدف والاشتباك معه. وتشمل الترقيات الإضافية 50 وحدة ملاحة AN/AAQ-13 LANTIRN، و320 قاذفة صواريخ جو-جو متوسطة المدى متقدمة من طراز LAU-128، و180 جهازًا مدمجًا لنظام تحديد المواقع العالمي/نظام الملاحة بالقصور الذاتي مع رمز M. وتهدف هذه الترقيات إلى تعزيز القدرة التشغيلية الإجمالية للطائرة.
من حيث التسليح، يمكن للطائرة F-15I حمل مجموعة واسعة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ جو-جو مثل سلسلة Python وAIM-120 AMRAAM، بالإضافة إلى ذخائر جو-أرض مثل قنابل Paveway الموجهة بالليزر، وذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs)، وقنابل BLU-109 "الخارقة للتحصينات"، وقنابل SPICE، وصواريخ AGM-88 عالية السرعة المضادة للإشعاع (HARM). إن الجمع بين الأنظمة الإلكترونية المتقدمة وأنظمة الرادار وحمل الأسلحة متعدد الاستخدامات يمكّن طائرة F-15I من تلبية متطلبات المهام المختلفة ضمن الإطار التشغيلي للقوات الجوية الإسرائيلية.