أخبار: إسرائيل تسلم نظام Tzeva Adom لمساعدة أوكرانيا في مواجهة الضربات الصاروخية

أعلن سفير إسرائيل في أوكرانيا، مايكل برودسكي، في 7 أكتوبر 2024، عن تسليم نظام التنبيه الصاروخي الإسرائيلي Tzeva Adom، أو "الضوء الأحمر". هذا الإنجاز هو نتيجة أشهر من الجهود التعاونية، حيث قدمت إسرائيل المعدات وتولت أوكرانيا مسؤولية دمجها ونشرها. يهدف النظام إلى تعزيز إطار الدفاع الجوي لأوكرانيا وسط تزايد التهديدات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي تستهدف البنية التحتية الحيوية والمناطق الحضرية.

يُعرف نظام Tzeva Adom، المستخدم على نطاق واسع في إسرائيل، بقدرته على اكتشاف وتتبع الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار، مما يوفر تقديرات دقيقة لموقع التأثير والتوقيت. في إسرائيل، يطلق النظام تنبيهات في الوقت الفعلي في كل من المناطق المدنية والعسكرية، مما يسمح للسكان بالبحث عن مأوى حتى يتم تحييد التهديد. وبحسب السفير الأوكراني لدى إسرائيل يفهين كورنيتشوك، فإن اختبار النظام بدأ في أوائل عام 2023 مع خطط لتوسيع التغطية إلى المدن الأوكرانية الكبرى كجزء من استراتيجية شاملة لحماية البنية التحتية الأساسية من الضربات المتكررة.

وعلى الرغم من القدرات الواعدة للنظام، فقد ظهرت انتقادات عامة بشأن التأخير في نشره. وقد أثارت العديد من المنصات العسكرية الأوكرانية مخاوف بشأن الافتقار إلى الشفافية فيما يتعلق بالجدول الزمني للطرح. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الاعتبارات الأمنية التشغيلية قد تكون عاملاً في إحجام كييف عن الكشف عن التفاصيل، حيث أن القيام بذلك قد يعرض فعالية النظام في المناطق عالية الخطورة للخطر.

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، تقدمت العلاقات الدفاعية بين أوكرانيا وإسرائيل بحذر، وخاصة في مجال أنظمة الإنذار المبكر. وفي 26 فبراير، خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان على التزام إسرائيل بمساعدة أوكرانيا في مواجهة الهجمات الروسية. وسلط الضوء على دعم إسرائيل منذ الأسابيع الأولى للغزو الروسي، بما في ذلك توفير أكثر من 100 طن من المساعدات الإنسانية ونشر المستشفيات الميدانية التي ساعدت الآلاف. وشدد إردان على ضرورة تطوير الخبرة في أنظمة الإنذار المبكر للتخفيف من خطر الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار، مما يعكس استعداد إسرائيل لمشاركة قدراتها مع أوكرانيا.

في مايو 2023، تلقت أوكرانيا 16 رادارًا للإنذار المبكر من إسرائيل، كما ذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية في 8 مايو. تهدف هذه الأنظمة إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على اكتشاف التهديدات الصاروخية وهي مدمجة في نظام "الإنذار الأحمر" المستخدم على نطاق واسع في إسرائيل. وعلى الرغم من الترددات الأولية بسبب المخاوف بشأن تصعيد التوترات مع روسيا - خاصة بالنظر إلى سيطرة روسيا على جزء كبير من المجال الجوي في سوريا - فقد شرع المسؤولون الإسرائيليون في توريد المعدات. يركز النظام فقط على إصدار التنبيهات بدلاً من اعتراض الصواريخ، باستخدام الرادارات والأجهزة الكهروضوئية للكشف عن التهديدات الواردة وتصنيفها. يمثل هذا التعاون خطوة مهمة في العلاقات الدفاعية بين البلدين، بهدف حماية المدنيين الأوكرانيين وسط الصراعات الجارية.

في حين يعمل نظام Tzeva Adom في إسرائيل بالتنسيق مع أنظمة الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدية، مما يعزز الاستجابة الدفاعية الشاملة للبلاد، في أوكرانيا سيتم دمجه مع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية الحالية. نظرًا لأن إسرائيل لا تزود أوكرانيا بأسلحة هجومية أو أنظمة اعتراض الصواريخ الخاصة بها، فإن Tzeva Adom سيعمل جنبًا إلى جنب مع ترسانة أوكرانيا الحالية لتوفير الإنذار المبكر وتقييم التهديدات بشكل فعال.

من المتوقع أن يتم استخدام Tzeva Adom في أوكرانيا بالاشتراك مع أنظمة الدفاع الجوي مثل صواريخ باتريوت التي تزودها الولايات المتحدة، وأنظمة IRIS-T الألمانية، وNASAMS (نظام الصواريخ أرض-جو المتقدم النرويجي)، وأنظمة S-300 من الحقبة السوفيتية. من خلال التكامل مع هذه المنصات، يمكن لـ Tzeva Adom تحسين اكتشاف وتتبع الصواريخ والطائرات بدون طيار القادمة. ستسمح قدرات التنبيه السريع للقوات الأوكرانية بالرد بكفاءة أكبر بأسلحتها الدفاعية الحالية، وتقديم تحذيرات في الوقت المناسب للمدنيين، وبالتالي تقليل الخسائر بشكل كبير أثناء الهجمات.

ومن بين التهديدات التي يمكن للنظام اكتشافها الصواريخ المجنحة، مثل صواريخ كاليبر، القادرة على السفر لمسافات طويلة وضرب أهداف استراتيجية داخل الأراضي الأوكرانية بدقة كبيرة. كما أنها فعالة ضد الصواريخ الباليستية مثل إسكندر-إم، التي تتبع مسارًا باليستيًا ويمكنها حمل شحنات متفجرة قوية، مما يمثل تهديدًا كبيرًا للمناطق الحضرية والمنشآت العسكرية.

وعلاوة على ذلك، فإن نظام Tzeva Adom قادر على اكتشاف الصواريخ والقذائف المدفعية التي تطلقها أنظمة مثل BM-30 Smerch أو BM-27 Uragan. ويمكن لهذه الأسلحة أن تسبب أضرارًا جسيمة على مساحات واسعة، مما يؤثر على المدنيين والبنية التحتية. كما أن النظام فعال ضد الطائرات بدون طيار، بما في ذلك الطائرات بدون طيار الانتحارية والاستطلاعية مثل Shahed-136 ذات الأصل الإيراني التي تستخدمها روسيا. إن قدرتها على الطيران على ارتفاعات منخفضة والتهرب من الكشف التقليدي يجعلها خطيرة بشكل خاص. أخيرًا، يمكن لنظام Tzeva Adom اكتشاف الصواريخ جو-أرض وبحر-أرض المستخدمة لاستهداف البنية التحتية الحيوية مثل محطات الطاقة والجسور والمنشآت العسكرية، والتي تهدد الاستقرار الاقتصادي والأمن الوطني في أوكرانيا.

من خلال اكتشاف إطلاق هذه الأسلحة وحساب مسارها بسرعة ومنطقة تأثيرها المحتملة، يجعل نظام Tzeva Adom من الممكن إصدار تنبيهات فورية للسكان المدنيين والقوات المسلحة. وهذا يمنح الناس الوقت اللازم للاحتماء ويسمح لوحدات الدفاع الجوي الأوكرانية بالرد بشكل فعال باستخدام أنظمتها الحالية، مثل صواريخ باتريوت الأمريكية، وصواريخ آيريس-تي الألمانية، وصواريخ ناسامس النرويجية، أو صواريخ إس-300 من الحقبة السوفييتية.

يتم إنتاج نظام "تسيفا أدوم" أو "التنبيه الأحمر" من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية من خلال قيادة الجبهة الداخلية، بالتعاون مع العديد من الشركات الإسرائيلية المتخصصة في التكنولوجيا والدفاع. ومن بين هؤلاء الشركاء، توفر شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) والشركة التابعة لها إلتا سيستمز تقنيات الرادار والكشف الحاسمة لتحديد التهديدات في الوقت الحقيقي. تساهم شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة من خلال تطوير أنظمة الاتصالات والتنبيه التي تسمح بنشر المعلومات الطارئة بسرعة للمدنيين، بينما تدير شركة إم بريست سيستمز وتنسق التنبيهات من خلال منصة برمجية متكاملة، تربط بين اكتشاف التهديدات وقنوات التنبيه (صافرات الإنذار، والتطبيقات المحمولة، ووسائل الإعلام). يتيح هذا التعاون بين القطاع العام والشركات الخاصة لنظام "تسيفا أدوم" توفير استجابة سريعة وموثوقة للتهديدات الجوية، مما يضمن حماية معززة للمدنيين الإسرائيليين.

ويمثل دمج نظام تسيفا أدوم مرحلة جديدة في الاستراتيجية الدفاعية لأوكرانيا، حيث يوفر حلاً مثبتًا ضد التهديدات الصاروخية. ونظراً للتعقيدات المرتبطة بنشر مثل هذه التكنولوجيا المتقدمة، يؤكد المسؤولون أن هذه التأخيرات ضرورية لضمان وصول النظام إلى إمكاناته الوقائية الكاملة.