أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في الثاني من يناير 2025، عن إنشاء وحدة بحثية جديدة ضمن مديرية البحث والتطوير الدفاعي (مافات). ستركز هذه الوحدة على الذكاء الاصطناعي والاستقلالية، كجزء من استراتيجية أوسع لتعزيز القدرات التكنولوجية والعملياتية لإسرائيل استجابة للتهديدات المتطورة والمتعددة الأوجه.
تهدف هذه الوحدة الجديدة، التي تم الكشف عنها في الأول من يناير 2025، إلى توحيد وتعزيز الذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة عبر جهاز الدفاع الإسرائيلي. ووفقًا للواء الاحتياط إيال زامير، المدير العام للوزارة، فإن هذه المبادرة تمثل تطورًا محوريًا في إعداد ساحات المعارك المستقبلية، حيث سيعمل الجنود والأنظمة المستقلة في تنسيق وثيق. تسعى المبادرة إلى تقليل الخسائر البشرية، وتحسين استخدام الموارد، وتحسين سرعة العمليات العسكرية.
يعتمد الجهد على التعاون بين الفروع العسكرية الإسرائيلية والمؤسسات الأكاديمية والشركات الناشئة وشركات الدفاع الكبرى. وأكد دانييل جولد، رئيس مافات، على أهمية هذا النهج الموحد في تعزيز نظام بيئي شامل يربط الباحثين والمشغلين. ويتماشى هذا مع الجهود المستمرة التي تبذلها إسرائيل للحفاظ على ريادتها في تطوير الأسلحة المستقلة، مثل ذخيرة هاربي المتسكعة المعترف بها عالميًا.
وبالتوازي مع ذلك، وقعت إسرائيل عقدًا مهمًا مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية لتوسيع إنتاج صواريخ آرو-3 الاعتراضية. وقد أثبتت هذه الصواريخ، المصممة لمواجهة التهديدات الباليستية على ارتفاعات عالية، فعاليتها في النزاعات الأخيرة، حيث نجحت في اعتراض الصواريخ الإيرانية خلال الهجمات في 14 أبريل و1 أكتوبر 2024. ومنذ أول استخدام عملي لها في 9 نوفمبر 2023، أظهرت صواريخ آرو-3 الاعتراضية قدرات متقدمة، مما يجعلها من بين أكثر أنظمة الاعتراض تطوراً في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن قيمة العقد تقدر بمليارات الشواكل، إلا أنه لم يتم الكشف عن العدد الدقيق للصواريخ المطلوبة.
بالإضافة إلى ذلك، استثمرت مافات ما يقرب من 40 مليون دولار في عقود مع شركات طائرات بدون طيار صغيرة ومتوسطة الحجم، بما في ذلك الاستحواذ على طائرة بدون طيار اعتراضية طورتها شركة أيروبوتيكس. ويعكس هذا اعتماد إسرائيل المتزايد على تقنيات الطائرات بدون طيار، وهو الاتجاه الذي تسارع منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حماس، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى التكيف السريع مع تحديات الحرب الحديثة.
إن إنشاء إدارة الذكاء الاصطناعي والحكم الذاتي يمثل تطورًا هيكليًا مهمًا داخل وزارة الدفاع، حيث إنها أول كيان جديد من نوعه منذ أكثر من عقدين من الزمان. وصرح الجنرال زامير أن المبادرة جزء من رؤية استراتيجية للحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل مع الاستعداد للتحديات المستقبلية.
على الصعيد العالمي، تستثمر القوى الرائدة مثل الولايات المتحدة والصين وفرنسا أيضًا بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتها العسكرية. تستهدف هذه الجهود مجالات حاسمة مثل مساعدة صنع القرار وأنظمة الأسلحة المستقلة والأمن السيبراني والخدمات اللوجستية. على سبيل المثال، خصصت الولايات المتحدة، من خلال وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (داربا)، أكثر من 2 مليار دولار منذ عام 2018 لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطبيقات الدفاع. وفي الوقت نفسه، ركزت الصين على الأسلحة المستقلة وأنظمة المراقبة المتقدمة لتعزيز مكانتها الاستراتيجية. وفي أوروبا، تطمح فرنسا إلى الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي العسكري داخل القارة واحتلال مرتبة بين الدول الثلاث الأولى على مستوى العالم.
وتؤكد هذه التطورات على الاعتراف الواسع النطاق بإمكانات الذكاء الاصطناعي التحويلية في العمليات العسكرية، وتحسين كفاءة المهام والسرعة والدقة مع تحسين الموارد وتقليل المخاطر التي يتعرض لها الأفراد.
ويوضح إنشاء هذه الإدارة الجديدة التزام إسرائيل بدمج التقنيات المتقدمة في قدراتها الدفاعية. ويعكس توسيع إنتاج Arrow-3 والاستثمارات في الطائرات بدون طيار نهجًا شاملاً لمعالجة التهديدات الناشئة مع تعزيز الأسس التكنولوجية والعسكرية للبلاد.