أخبار: إيران تبدأ اختبار طائرة قاهر 313 المقاتلة الشبحية بدون طيار

أعلن المدير العام لصناعة الطيران والفضاء الإيرانية بوزارة الدفاع أن طائرة قاهر 313، التي يُروّج لها كمقاتلة شبحية، دخلت مرحلة اختبار الطيران في نسخة بدون طيار.

تم الإعلان عن ذلك خلال معرض كيش الدولي للطيران، مما أعاد إشعال الاهتمام والمناقشات الجادة حول مستقبل هذا المشروع، الذي تم تقديمه لأول مرة في عام 2013.

ومنذ ذلك الحين، تم فحص وتحليل قاهر 313 مرارًا وتكرارًا، مما أثار الشكوك حول ما تمثله هذه الطائرة الإيرانية حقًا وما إذا كانت ستتجاوز الطموحات النظرية لبرنامج تطويرها.

تسوق إيران قاهر 313 كمقاتلة شبحية ذات قدرات فريدة، بما في ذلك القدرة على التهرب من الرادارات، والطيران على ارتفاعات منخفضة، وتنفيذ العمليات التكتيكية. كما يتم تقديمها كرمز للاستقلال التكنولوجي، وهو جزء من استراتيجية إيران لترسيخ نفسها كقوة إقليمية قادرة على الاعتماد على ابتكاراتها العسكرية الخاصة.

إن تصميم الطائرة يشبه المقاتلات الشبحية الحديثة مثل إف-22 وإف-35 الأمريكية، بزوايا حادة مميزة وجسم يقلل، وفقًا للمسؤولين الإيرانيين، من بصمتها الرادارية.

ومع ذلك، فقد شكك خبراء الطيران والمحللون العسكريون في هذه الادعاءات، الذين يزعمون أنه على الرغم من طموحات صناعة الدفاع الإيرانية، فإن الطائرة تظهر قيودًا هيكلية خطيرة من المرجح أن تحد من فعاليتها التشغيلية في ظروف القتال الحقيقية.

إن أحد المخاوف الأساسية التي أثارها الخبراء بشأن قاهر 313 هو الديناميكا الهوائية. في حين أن الزوايا الحادة في تصميم الشبح يمكن أن تقلل بشكل فعال من رؤية الرادار، إلا أنها تقدم أيضًا مقاومة هوائية ومقاومة كبيرة.

وهذا يؤدي إلى انخفاض القدرة على المناورة، وخاصة عند السرعات العالية. يمكن أن تتسبب الحواف الحادة في هيكل الطائرة في حدوث اضطرابات حول جسم الطائرة، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الطاقة وانخفاض الاستقرار، وهو أمر بالغ الأهمية أثناء العمليات عالية السرعة أو المناورات القتالية.

إن إحدى المشكلات الملحوظة في تصميم القاهر 313 هي غياب المثبتات الرأسية التقليدية أو الذيل، والتي تعد قياسية في العديد من الطائرات المقاتلة الحديثة. تلعب هذه المكونات دورًا أساسيًا في ضمان الاستقرار أثناء المناورات عالية السرعة وفي ظل ظروف الحمل الثقيل.

وبدونها، قد تتعرض قدرة الطائرة على الحفاظ على السيطرة، وخاصة عند زوايا الهجوم العالية أو أثناء المناورات العدوانية، للخطر الشديد.

يشير الافتقار إلى المثبتات الرأسية إلى أن القاهر 313 قد تواجه تحديات تحكم كبيرة، وخاصة أثناء القتال الجوي الديناميكي حيث تكون التعديلات السريعة على مسارات الطيران مطلوبة.

بدون سطح التحكم الأساسي هذا، قد يصبح التعامل مع الطائرة صعبًا بسرعات عالية، وهو قيد شديد في بيئة قتالية حيث يمكن أن تحدد القدرة على المناورة نتيجة الاشتباكات.

قد تحد أجنحة القاهر 313، التي تبدو صغيرة وأقل اتساعًا مقارنة بطائرات مقاتلة حديثة أخرى، من قدرتها على المناورة بسرعات عالية. قد تكافح الأجنحة الأصغر حجمًا لتوليد الرفع اللازم أثناء المناورات السريعة، وهي قضية بالغة الأهمية عند التهرب من التهديدات الواردة أو تنفيذ عمليات قتالية تكتيكية.

قد يساهم الشكل الديناميكي الهوائي العام للطائرة في عدم الاستقرار، مما يقلل من قدرتها على أداء مناورات جوية معقدة، والتي تعد حيوية في المعارك الجوية الحديثة.

في المواقف التي تنطوي على منعطفات عالية السرعة أو تغييرات سريعة في اتجاه الطيران، تحتاج الطائرة إلى الحفاظ على الاستقرار والرشاقة الكافيين لأداء هذه المناورات دون فقدان السيطرة. ونظرًا لقيود الشكل والتصميم، فقد تكافح طائرة قاهر 313 لتنفيذ مثل هذه المناورات بشكل فعال، وبالتالي تقليل أدائها التشغيلي.

إذا أخذنا هذه الخصائص الديناميكية الهوائية معًا - الزوايا الحادة والأجنحة الصغيرة والافتقار إلى الأسطح المستقرة - فإنها تخلق منصة قد تتعرض للخطر بشكل كبير في المواقف التي تتطلب قدرة عالية على المناورة والاستقرار في ظل ظروف طيران مختلفة. في سيناريو القتال، حيث تكون كل مناورة بالغة الأهمية لتجنب الصواريخ القادمة أو التفوق على طائرات العدو، فقد تثبت هذه العيوب أنها ضارة.

وتشير تقييمات حجم الطائرة وشكلها إلى أنها صغيرة للغاية بحيث لا يمكنها حمل الوقود والأسلحة الكافية، مما يثير تساؤلات حول فعاليتها في المهام طويلة المدى.

ومع ذلك، فإن المشكلة الأكثر خطورة في طائرة قاهر 313 هي الافتقار إلى المعلومات التفصيلية حول المكونات الفنية الرئيسية. وحتى الآن، لم يتم الكشف عن أي تفاصيل محددة فيما يتعلق بمحركات الطائرة والإلكترونيات والمواد المستخدمة في بنائها.

ويشير الخبراء إلى أن تقنيات التخفي لا تعتمد فقط على الشكل والتصميم، بل تعتمد أيضًا على مواد خاصة تقلل من التوقيعات الرادارية. ووفقًا للمحللين، فإن المواد المستخدمة في هيكل قاهر 313 لا تلبي المعايير المطلوبة لقدرات التخفي الفعالة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدم وجود دليل على نجاح اختبارات الطيران المأهولة يثير التساؤل حول ما إذا كانت الطائرة ستتقدم إلى المرحلة التالية وتظهر أي نوع من الاستعداد القتالي.

يعتقد العديد من المحللين أن القاهر 313 هي أداة سياسية أكثر من كونها أصلًا عسكريًا مشروعًا. ونظرًا للعقوبات الاقتصادية والقيود الدولية التي أثرت بشدة على صناعة الدفاع الإيرانية، فقد يكون مشروع الطائرة هذا مقصودًا أقل لإظهار التقدم الفعلي في تكنولوجيا الفضاء وأكثر ليكون بمثابة أداة لأغراض سياسية محلية.

تشتهر إيران باستخدام المشاريع العسكرية لتعزيز الوطنية والهوية الوطنية. وعلى الرغم من الموارد المحدودة والعقبات التكنولوجية الكبيرة، تواصل طهران استخدام برامج مثل القاهر 313 لإرسال رسالة حول استقلالها التكنولوجي وعزمها.

في هذا السياق، تشير حقيقة مناقشة المشروع على نطاق واسع وتزامن اختباره مع الأحداث الدولية إلى دوره السياسي. وتشكل هذه المشاريع جزءًا من الجهود الأوسع التي تبذلها إيران للحفاظ على مكانتها كقوة عسكرية مستقلة في الشرق الأوسط، على الرغم من العقوبات والقيود.

يعتقد بعض المحللين أن المشروع لا يزال في مراحله المبكرة وقد لا يتم تطويره بالكامل. ومع ذلك، فإن مسألة جاهزيتها القتالية الحقيقية تظل مفتوحة. فوفقاً للمتشككين، حتى لو أكملت إيران المشروع، فمن غير المرجح أن تكون قادرة على المنافسة مع أكثر تقنيات التخفي الغربية تقدماً مثل طائرات إف-22 وإف-35، والتي تتمتع بمزايا تشغيلية كبيرة من حيث السرعة والقدرة على المناورة والميزات التكنولوجية.

ومن بين الاحتمالات المستقبلية المحتملة لطائرة قاهر 313 أنها ستستمر في العمل كرمز لطموحات إيران الهندسية وجهودها لإثبات الاستقلال التكنولوجي، بدلاً من أن تصبح أصلاً عسكرياً ذا مغزى.

وعلى الرغم من محاولات إيران المتكررة لتسويقها كمنافس جاد للمقاتلات الشبحية الحديثة، يبدو أن الطائرة من المرجح أن تظل منصة اختبار للتطورات المستقبلية، بدلاً من كونها آلة قتالية عاملة بكامل طاقتها.