أخبار: إيران تنشر صاروخًا باليستيًا جديدًا من طراز "قاسم بصير"

أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية رسميًا في 4 مايو 2025، عن تطوير واختبار صاروخ باليستي جديد متوسط ​​المدى (MRBM) بنجاح. يُمثل هذا الصاروخ نسخة مُطورة من سلسلة صواريخ "حاج قاسم" التي تعمل بالوقود الصلب، وقد كُشف عنه خلال مقابلة تلفزيونية مع وزير الدفاع العميد عزيز نصير زاده.

يُقال إن الصاروخ يتضمن تعديلات متعددة تهدف إلى تعزيز الدقة، والقدرة على الصمود في مواجهة الدفاعات الصاروخية، ومقاومة الإجراءات المضادة الإلكترونية. صُمم صاروخ "قاسم بصير" لضرب أهداف تقع على بُعد أكثر من 1200 كيلومتر، وقد قدّمته مصادر إيرانية كمنصة قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، بما في ذلك نظامي "ثاد" و"باتريوت".

وفقًا لوزارة الدفاع الإيرانية، طُوّر صاروخ "قاسم بصير" بناءً على تغذية راجعة تشغيلية من عمليات صاروخية سابقة عُرفت باسم "الوعد الحقيقي 1" و"الوعد الحقيقي 2". ويبدو أن هيكل الصاروخ مصنوع من مواد مركبة من ألياف الكربون، مما يقلل من الكتلة الهيكلية والمقطع العرضي للرادار.

ويُقال إن وزن الرأس الحربي يبلغ حوالي 500 كيلوجرام. ويعتمد نظام الدفع على الوقود الصلب، مما يُتيح سرعة أكبر في الاستعداد للإطلاق وظروف تخزين أكثر استقرارًا مقارنةً بالبدائل التي تعمل بالوقود السائل. أُطلق الصاروخ من مسافة تزيد عن 1200 كيلومتر خلال تجربة أُجريت في 16 أبريل 2025، وأُفيد بأنه أصاب هدفًا مُحددًا مسبقًا من بين عدة طُعوم وهمية بأقل انحراف ودون استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

يتميز نظام التوجيه في صاروخ "قاسم بصير" بمستشعر تصوير حراري، مما يسمح للصاروخ بتحديد الأهداف وتوجيهها نحوها باستخدام البصمات الحرارية خلال مرحلة الطيران النهائية. وقد صرّح مسؤولون إيرانيون بأن الصاروخ لا يعتمد على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، بل يستخدم التصوير الكهروضوئي ووحدات القياس بالقصور الذاتي (IMUs) على متن الصاروخ.

يُدعم الباحث الطرفي بأنظمة توجيه إضافية، مما يضمن التكرار واكتساب الهدف تلقائيًا. خلال مرحلة الاختبار، عمل الصاروخ في ظل تشويش إلكتروني عالي الكثافة، وأفادت وزارة الدفاع الإيرانية أن هذا التشويش لم يكن له تأثير ملموس على أداء الصاروخ.

أشار معلقون دفاعيون إلى أن أنظمة التحكم في صاروخ "قاسم بصير" تُمكّن مناورات مراوغة خلال المرحلة الأخيرة من الطيران. تهدف هذه المناورات إلى إحباط محاولات الاعتراض عن طريق تغيير مسار الصاروخ بعد عودته إلى الغلاف الجوي. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز الصاروخ بمركبة عودة قابلة للمناورة (MaRV) تنفصل عن المعزز، وهي مصممة لتقليل السحب، وتقليل قابلية رصد الرادار، وتحسين الكفاءة الباليستية. لا يوجد تأكيد على ما إذا كانت مركبة العودة القابلة للمناورة تُجري مناورات انزلاق أو تخطي ديناميكية هوائية، على الرغم من أن المصادر المتاحة تُشير إلى أنها قد تُجري حركات مراوغة شبه عشوائية بالقرب من منطقة الهدف.

بناءً على البيانات المتاحة للجمهور، يبدو أن صاروخ "قاسم بصير" يستخدم تصميمًا بسيطًا ومدمجًا مُحسّنًا للإنتاج التسلسلي. يُقال إنه يُمكن إطلاقه من منصات نقل ونصب وإطلاق متحركة (TELs)، بما في ذلك منصات تُشبه الشاحنات المدنية، مما يزيد من سهولة الحركة وإخفاء عمليات الإطلاق. وبينما يفتقر الصاروخ إلى نظام التحكم في متجه الدفع، الموجود في أنظمة إيرانية أخرى مثل صواريخ سجيل أو إسكندر، يُقال إنه يحقق قدرة كافية على المناورة من خلال أسطح التحكم الديناميكي الهوائي وتعديلات المسار في المرحلة النهائية. كما يتميز بثمانية زعانف تثبيت في الطرف الخلفي، بما يتوافق مع تصاميم الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى الأخرى.

تشير التقديرات الفنية المستمدة من مصادر إيرانية وتحليلات الدفاع الإقليمي إلى أن الصاروخ يمكنه الوصول إلى سرعات تُشبه صواريخ حاج قاسم السابقة، وربما تصل إلى 12 ماخ. ويُقدر طول الصاروخ بحوالي 11 مترًا، ويبلغ وزنه الإجمالي حوالي 7 أطنان. ورغم عدم نشر بيانات دقيقة حول المقطع العرضي للرادار أو توافقه مع منصة الإطلاق، فإن استخدام مركبات الكربون والتوجيه البصري يُشير إلى أن الصاروخ مُصمم للعمل في بيئات متنازع عليها حيث يُتوقع الكشف المبكر والاعتراض من قِبل أنظمة الدفاع الجوي.

تزعم تصريحات وزير الدفاع الإيراني وحسابات تابعة للجيش أن قدرات صاروخ قاسم بصير تقلل من احتمالية نجاح اعتراضه من قبل أنظمة الدفاع المعادية. ووفقًا لهذه التقارير، تُقدّر إيران أنه في ظل الظروف التشغيلية الحالية، لا تستطيع أنظمة الدفاع المعادية اعتراض سوى ما يقارب 5% من صواريخ هذه الفئة. ويتناقض هذا الرقم، المستند إلى الأداء المقارن خلال العمليات السابقة، مع ارتفاع معدلات الاعتراض المُبلّغ عنها في الاشتباكات السابقة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الادعاءات قد تنطوي على عناصر دعائية داخلية.

تشير التحليلات المستقلة إلى أن صاروخ قاسم بصير، باعتباره عضوًا جديدًا في منصة صواريخ الحاج قاسم، يُعطي الأولوية للتركيبية وقابلية التوسع في الإنتاج. ويُقال إن هناك نسخًا مستقبلية قيد التطوير، مع توقع مديات أطول تصل إلى 1800 كيلومتر. وقد تشمل هذه الترقيات المحتملة دمج مركبات عائدة جديدة قابلة للمناورة ذات نسب رفع إلى سحب أعلى أو أنظمة توجيه إضافية، بهدف زيادة الفعالية ضد الأهداف المحصنة أو المتحركة.

يُعدّ صاروخ قاسم بصير حاليًا أطول الصواريخ الإيرانية مدىً، وفقًا للتقارير، مُزوّدًا بباحث كهروضوئي، متجاوزًا نماذج سابقة مثل صاروخ ذو الفقار بصير. وتشير مصادر عامة، بما في ذلك مقاطع فيديو وتغطية إعلامية رسمية، إلى أن الصاروخ عُرض على مسؤولين عسكريين في إطار استعراضٍ لاستخدامه المحتمل ضد أهداف إقليمية، بما في ذلك تلك الموجودة داخل إسرائيل. ويأتي توقيت الإعلان في أعقاب سلسلة من عروض تكنولوجيا الصواريخ التي أجرتها هيئات الدفاع الحكومية الإيرانية، بما في ذلك الكشف عن صاروخ "فاتح" الأسرع من الصوت.