أخبار: الجيش الإسرائيلي يدرس تشكيل وحدات مضادة للدبابات بصواريخ كورنيت وألماس التي استولى عليها حزب الله

في تقرير نشرته صحيفة إسرائيل اليوم في 4 نوفمبر 2024، أفادت التقارير أن الجيش الإسرائيلي يدرس إمكانية إنشاء وحدات متخصصة مضادة للدبابات ومجهزة بأسلحة مضادة للدبابات استولى عليها حزب الله، بما في ذلك آلاف الصواريخ المضادة للدبابات روسية الصنع من طراز كورنيت وألماس الإيرانية الصنع. ستكون هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية دفاع إسرائيلية أوسع نطاقًا تهدف إلى الاستفادة من المعدات التي تم الاستيلاء عليها لتعزيز المرونة التكتيكية وتقليل تكاليف الاستحواذ على الأسلحة المتقدمة.

إن استخدام القوات الإسرائيلية لمعدات تم الاستيلاء عليها ليس تكتيكًا جديدًا. على سبيل المثال في الثمانينيات، أعادت إسرائيل استخدام الأسلحة السوفيتية الصنع التي استولت عليها من خصوم مختلفين، وخاصة أثناء الصراع في لبنان. غالبًا ما تتم دراسة المعدات التي تم الاستيلاء عليها بشكل مكثف لفهم قدراتها وحدودها، مما يمكن قوات الدفاع الإسرائيلية من تطوير تدابير مضادة فعالة، وإذا كان ذلك ممكنًا، إعادة استخدام هذه الأجهزة لتلبية احتياجاتها التشغيلية الخاصة.

تمثل صواريخ كورنيت وألماس المضادة للدبابات، التي تم الاستيلاء عليها في العمليات الأخيرة ضد حزب الله، أصولًا قوية في ترسانة إسرائيل المضادة للدبابات. طورت روسيا في البداية كورنيت (ATGM 9M133) وهو نظام صاروخي مضاد للدبابات موجه بالليزر معروف بمداه وقدرته على اختراق الدروع ودقته. وبمدى أقصى فعال يصل إلى 5500 متر، يمكن لصاروخ كورنيت اختراق ما يصل إلى 1200 ملم من الدروع المتجانسة المدلفنة (RHA) بتصميمه ذي الرأس الحربي المزدوج، مما يجعله تهديدًا خطيرًا للمركبات المدرعة الحديثة وحتى المواقع المحصنة. وقد أظهر استخدام حزب الله لصاروخ كورنيت في صراعات سابقة مع إسرائيل قدرته على اختراق حتى الدبابات القتالية الرئيسية الإسرائيلية من طراز ميركافا، وهو درس لم ينساه الجيش الإسرائيلي.

يتمتع صاروخ ألماس الإيراني الصنع، وهو سلاح مضاد للدبابات متقدم آخر، بقدرات مماثلة لصاروخ كورنيت، حيث يتميز بقوة اختراق عالية ومدى يسمح بالاشتباك عن بعد. وتشير التقارير إلى أن صاروخ ألماس صُمم كجهد إيراني محلي لتكرار وحتى تجاوز بعض قدرات كورنيت، بمدى يصل إلى 8 كيلومترات في أحدث تكويناته. ويسمح اقتناء هذه الصواريخ للجيش الإسرائيلي بتعزيز قدرات وحدته الأرضية بشكل كبير دون شراء أنظمة مماثلة من الخارج.

إن قيام الجيش الإسرائيلي بإضفاء الطابع الرسمي على إنشاء وحدات مضادة للدبابات مسلحة بصواريخ كورنيت وألماس، قد يمثل تحولاً استراتيجياً في كيفية إدارة إسرائيل للعمليات المضادة للدبابات. ستسمح هذه الصواريخ للقوات الإسرائيلية بمواجهة التهديدات المدرعة على مسافات أكبر وفي تضاريس متنوعة، وهي ميزة مفيدة بشكل خاص في المناطق الجبلية والحضرية حيث تحدث الصراعات مع حزب الله بشكل متكرر. إن إنشاء هذه الوحدات من شأنه أن يمكن إسرائيل من تعظيم كفاءة الأسلحة المصادرة، مما يجعلها وسيلة فعالة من حيث التكلفة لتعزيز الدفاع الوطني.

وعلاوة على ذلك، فإن نشر مثل هذه الوحدات من شأنه أن يقلل من اعتماد إسرائيل على أنظمة مضادة للدبابات أكثر تكلفة ومنتجة محليًا، مثل عائلة صواريخ سبايك من شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة. كما أن دمج صواريخ كورنيت وألماس من شأنه أن يوفر ميزة تكتيكية في السيناريوهات حيث تكون هذه الأنظمة مألوفة بالفعل للقوات التي تحارب إسرائيل ولكن يتم استخدامها الآن ضدها من قبل أفراد الجيش الإسرائيلي.

إن تفكير الجيش الإسرائيلي في استخدام صواريخ كورنيت وألماس التي تم الاستيلاء عليها يتماشى مع ممارسة قديمة تتمثل في إعادة استخدام أسلحة الخصم، مما يسمح لإسرائيل بتحويل القدرات المعادية ضد أصحابها الأصليين بشكل فعال. وفي ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، وخاصة مع حزب الله في لبنان، يؤكد هذا التطور التزام الجيش الإسرائيلي بتكييف موارده واستراتيجياته مع التهديدات الناشئة. ومن خلال نشر وحدات مضادة للدبابات باستخدام المعدات التي تم الاستيلاء عليها، لا تعمل إسرائيل على تعزيز دفاعاتها فحسب، بل إنها تستفيد أيضًا من نهج مبتكر يمكن أن يكون بمثابة نموذج للدول الأخرى التي تواجه تحديات استراتيجية مماثلة.