أخبار: السعودية وDassault Aviation: نحو طلب شراء 54 طائرة مقاتلة من طراز رافال؟

تستكشف المملكة العربية السعودية حاليًا التعاون مع شركة داسو للطيران، وهو ما قد يشكل نقطة تحول مهمة للمجموعة، التي كافحت سابقًا لتأسيس وجود في البلاد. في أعقاب الصعوبات التي واجهتها مع شركاء دوليين آخرين، بما في ذلك عرقلة ألمانيا بشأن شراء 48 طائرة مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون ورفض اليابان المشاركة في "برنامج القتال الجوي العالمي"، يبدو أن المملكة تتجه إلى فرنسا لتلبية احتياجاتها الدفاعية الجوية.

طائرة داسو رافال هي طائرة مقاتلة متعددة الأدوار بمحركين وجناحين دلتا، مصنوعة في فرنسا بواسطة شركة داسو للطيران. بدأ إنتاجها رسميًا في ديسمبر 1992 ولكن تم تعليقه بسبب عدم اليقين السياسي والاقتصادي حتى يناير 1997، عندما استؤنف الإنتاج بعد اتفاق بين وزارة الدفاع وداسو للطيران. دخلت رافال الخدمة في عام 2000 مع القوات الجوية الفرنسية للعمليات البرية والبحرية الفرنسية للعمليات القائمة على حاملات الطائرات. حتى الآن، تم طلب 120 طائرة رافال رسميًا، مع نماذج مختلفة، بما في ذلك رافال بي (ذات المقعدين للقوات الجوية)، ورافال سي (ذات المقعد الواحد للقوات الجوية)، ورافال إم (النسخة البحرية).

تتمتع رافال بقدرات رائعة، حيث تتميز بمجموعة إلكترونيات طيران متقدمة مع نظام الحرب الإلكترونية SPECTRA، مما يوفر حماية قوية ضد التهديدات الجوية والبرية. وهي مجهزة برادار متعدد الأوضاع مسح إلكتروني سلبي RBE2 من شركة Thales، وقادر على الكشف المبكر وتتبع الأهداف الجوية المتعددة، وتتبع التضاريس، ورسم خرائط أرضية عالية الدقة. يتم توفير الدفع بواسطة محركين توربينيين من طراز M88-2، مصممين لتحقيق موثوقية عالية وخفض تكاليف التشغيل. تشمل الأسلحة المتعددة الاستخدامات لرافال صواريخ جو-جو MICA، وأسلحة جو-أرض AASM، وصواريخ SCALP، وصواريخ EXOCET المضادة للسفن، ومدفع داخلي، مما يسمح لها بأداء أدوار قتالية مختلفة في وقت واحد.

هذه الشائعة حول التعاون ليست بلا أساس. وفي أكتوبر الماضي، أفادت صحيفة لا تريبيون وأوروبا 1 أن الرياض قدمت طلبا لشركة داسو للطيران للحصول على "عرض سعر" لشراء 54 طائرة رافال. وجاء هذا التطور في أعقاب اجتماع عقد في سبتمبر بين وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو ونظيره السعودي خالد بن سلمان، حيث ناقشا "فرص التعاون والتنسيق العسكري المشترك" وسبل تعزيز وتطوير هذه العلاقات.

ومع ذلك، ربما كان هذا الاهتمام بطائرات رافال بمثابة مناورة لدفع قضية تايفون إلى الأمام. ففي يناير، أعلنت ألمانيا أنها سترفع حق النقض على الأسلحة الموجهة إلى المملكة العربية السعودية، مما قد يسمح ببيع طائرات يوروفايتر من قبل المملكة المتحدة. وأشادت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بـ"الدور البناء" الذي لعبته الرياض في أزمة الشرق الأوسط كعامل رئيسي في هذا القرار.

ورغم ذلك، تكثفت المناقشات بين السلطات السعودية والفرنسية في الأشهر الأخيرة، مما يشير إلى أن المملكة مهتمة حقا بطائرات رافال. وفي مايو، التقى نائب وزير الدفاع السعودي طلال بن عبد الله العتيبي مع الرئيس التنفيذي لشركة داسو للطيران إريك ترابييه في باريس، وبعد ثلاثة أشهر في بوردو-ميرينياك، لمناقشة "القدرات الإنتاجية".

وفي الثلاثين من يوليو، نشرت وزارة الدفاع السعودية رسالة على موقع X (تويتر سابقًا) ذكرت فيها "فرص تعاون واعدة في الصناعة العسكرية"، وناقشت أيضًا نقل التكنولوجيا ومبادرات البحث والتطوير في إطار مشروع "رؤية 2030" الهادف إلى تطوير القدرات الصناعية للمملكة.

وقد يؤدي تطور هذا الوضع إلى تعزيز القدرات الجوية للمملكة العربية السعودية بشكل كبير في حين يمهد الطريق لزيادة التعاون العسكري والصناعي مع فرنسا. وستكون الأشهر المقبلة حاسمة لتحديد ما إذا كان هذا الطلب على 54 طائرة رافال سيتحقق، وهو ما يرمز إلى عصر جديد من التعاون الاستراتيجي بين الرياض وباريس. ومع ذلك، فإن الاهتمام الذي أبدته المملكة العربية السعودية بطائرات رافال قد يكون أيضًا وسيلة للضغط على ألمانيا لرفع حظرها.