أخبار: كوريا الجنوبية توسع مدى صواريخها المصدرة إلى 500 كيلومتر لعملاء الشرق الأوسط

قررت كوريا الجنوبية توسيع مدى صواريخها المصدرة من 300 كيلومتر إلى 500 كيلومتر استجابة لطلبات من دول الشرق الأوسط، حسبما ذكرت صحيفة كوريا الاقتصادية اليومية. يأتي هذا القرار في أعقاب اجتماع مجلس الأمن القومي الأخير برئاسة مكتب رئيس كوريا الجنوبية. تشير مصادر الصناعة العسكرية إلى أن هذا التمديد يهدف إلى معالجة المخاوف التي أثارتها العديد من دول الشرق الأوسط بشأن النطاق المحدود لقاذفات الصواريخ المتعددة الكورية الجنوبية، بما في ذلك K239 Chunmoo.

بدأ إنتاج K239 Chunmoo، وهو نظام إطلاق صواريخ متعدد الإطلاق (MLRS) كوري جنوبي طورته شركة Hanwha Defense، في عام 2015 وتم نشره بسرعة من قبل الجيش الكوري الجنوبي. تم تصميم Chunmoo ليحل محل نظام K136 Kooryong الأقدم، وهو قابل للتكيف بدرجة كبيرة وقادر على إطلاق أنواع مختلفة من الصواريخ، بما في ذلك ذخائر 130 ملم و227 ملم و239 ملم، بمدى يتراوح من 36 كيلومترًا إلى 160 كيلومترًا حسب نوع الصاروخ. يتم تثبيت النظام على هيكل شاحنة 8 × 8، مما يوفر القدرة على الحركة والحماية للطاقم. وهو في الخدمة حاليًا في كوريا الجنوبية وتم تصديره إلى دول مثل بولندا والإمارات العربية المتحدة.

تشمل الميزات الرئيسية لـ Chunmoo نظام الإطلاق الدوار 360 درجة والذخائر الموجهة بدقة والقدرة على خلط أنواع مختلفة من الصواريخ في مهمة واحدة. يمكن للنظام أيضًا نشر صاروخ كوريا التكتيكي سطح-سطح (KTSSM)، بمدى يصل إلى 200 كيلومتر ودقة أقل من مترين. وبسرعة قصوى تبلغ 90 كيلومترًا في الساعة ونطاق تشغيلي يبلغ 800 كيلومتر، يعد تشونمو نظامًا مدفعيًا قويًا مصممًا لضربات دقيقة بعيدة المدى ونشر سريع في سيناريوهات قتالية مختلفة.

هذا القرار مهم بشكل خاص لدول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين استثمرتا بالفعل في نظام تشونمو الكوري الجنوبي. استحوذت الإمارات العربية المتحدة على النظام في عام 2017، واشترته المملكة العربية السعودية مؤخرًا ونشرته. بالإضافة إلى ذلك، وقعت شركة هانوا للطيران والفضاء، وهي شركة دفاع كورية جنوبية كبرى، عقدًا بقيمة 1.64 مليار دولار في أبريل لتوريد 72 وحدة من CTM-290 Chunmoo إلى بولندا. هذه الصفقة هي جزء من اتفاقية أكبر بقيمة 22 مليار دولار بين كوريا الجنوبية وبولندا، تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية لبولندا ردًا على الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا.

يأتي قرار كوريا الجنوبية بتوسيع مدى الصواريخ في أعقاب رفع الولايات المتحدة لقيد دام 42 عامًا على برنامج تطوير الصواريخ في عام 2021. وعلى الرغم من أن هذا يسمح لكوريا الجنوبية بتطوير صواريخ باليستية قادرة على الوصول إلى ما هو أبعد من شبه الجزيرة الكورية، إلا أن الصادرات تظل خاضعة للقيود المفروضة من قبل نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ (MTCR). يهدف نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ، وهو اتفاق سياسي غير رسمي بين 35 دولة عضو، إلى منع انتشار تكنولوجيا الصواريخ. أصبحت كوريا الجنوبية عضوًا في عام 2001.

يبلغ المدى الأقصى لنظام تشونمو، كما تم تكوينه لبولندا، 290 كيلومترًا بسبب قيود نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ. ومع ذلك، في أعقاب قرار مجلس الأمن القومي، من المتوقع أن توافق إدارة برنامج المشتريات الدفاعية في كوريا الجنوبية (DAPA) على التعديلات التي من شأنها أن تسمح بزيادة مدى الصواريخ في الصادرات. يعتقد الخبراء أن شركات الدفاع الكورية الجنوبية ستحقق ذلك من خلال تقليل وزن الرأس الحربي، وبالتالي توسيع المدى دون انتهاك الاتفاقيات الدولية.

أثار هذا القرار مخاوف بشأن الصراعات المحتملة مع لوائح نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ، وخاصة فيما يتعلق بتصدير أسلحة الدمار الشامل. ومع ذلك، يزعم المسؤولون أن منصات إطلاق الصواريخ المتعددة، مثل نظام تشونمو، تندرج ضمن الفئة الثانية من نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ، حيث تعد نية الدولة المستوردة معيارًا أساسيًا للتحكم. ومع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة مع الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس وتهديد الصراع الإقليمي الأوسع، فإن توسيع نطاق نظام تشونمو قد يسمح له بضرب أهداف أعمق في إيران عبر الخليج الفارسي.

وقد يؤدي هذا التمديد أيضًا إلى إثارة رد فعل من روسيا، خاصة وأن الأسلحة الكورية الجنوبية تلعب دورًا متزايدًا في أوروبا. ويشير بعض المحللين إلى أن الولايات المتحدة ربما دعمت توسيع النطاق، متوقعة دورًا أكبر للأسلحة الكورية الجنوبية في المسرح الأوروبي.