تفيد التقارير أن إسرائيل تدرس نقل الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من حزب الله إلى أوكرانيا، مما أثار تكهنات حول تحول محتمل في موقفها بشأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا. وتتضمن المبادرة، التي نوقشت خلال اجتماع في 21 يناير 2025 بين سفير أوكرانيا لدى إسرائيل، يفجين كورنيتشوك، ونائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هاسكل، توفير المعدات الروسية أو السوفيتية الصنع التي تم الاستيلاء عليها أثناء العمليات العسكرية في لبنان. بالإضافة إلى ذلك، تشير التحركات الأخيرة للطائرات العسكرية الأمريكية بين إسرائيل وبولندا، وهي مركز لوجستي رئيسي للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، إلى أن مثل هذا النقل ربما يكون جاريًا بالفعل. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى التأكيد الرسمي والحجج المضادة يترك الأمر دون حل.
نشأت فكرة نقل الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في سياق الحرب الروسية الأوكرانية المطولة والتوترات الإقليمية المتزايدة التي تشمل إيران وحلفائها، بما في ذلك حزب الله. وبحسب بيان رسمي، التقى السفير كورنيتشوك مؤخرًا بنائب الوزير هاسكل لمناقشة قانون مقترح من شأنه أن يسمح لإسرائيل بنقل الأسلحة التي استولت عليها قوات الدفاع الإسرائيلية من حزب الله في لبنان.
وأعربت السفارة الأوكرانية عن أملها في "حل إيجابي"، مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرة يمكن أن تعالج التهديدات الأمنية المشتركة التي تواجهها الدولتان. يأتي هذا التطور في الوقت الذي حافظت فيه إسرائيل تاريخيًا على الحياد في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وامتنعت عن توريد الأسلحة مباشرة إلى كييف.
تشمل الأسلحة قيد النظر مجموعة متنوعة من المعدات الحديثة التي قدمتها روسيا وإيران لحزب الله. خلال العمليات في جنوب لبنان في نوفمبر 2024، استولى الجيش الإسرائيلي على أكثر من 85000 قطعة من الأسلحة. وشمل هذا المخبأ صواريخ كورنيت وألماس المضادة للدبابات، وقاذفات قنابل آر بي جي 29 فامبير، وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة ستريلا 2، وقذائف الهاون، والذخيرة. لا تزال بعض المعدات التي تم الاستيلاء عليها في حالة جيدة، مع وجود بعض العناصر لا تزال في عبوات المصنع، مما يجعلها قابلة للنشر على الفور من قبل القوات الأوكرانية.
بالنسبة لإسرائيل، يمكن أن يخدم نقل هذه الأسلحة غرضين. الواقع أن هذا التحرك من شأنه أن يوفر التكاليف الباهظة المرتبطة بتدمير هذه الأسلحة. وثانيا، قد يعمل كرد سياسي على روسيا، التي زودت حزب الله بالأسلحة وعمقت علاقاتها مع إيران ــ خصم إسرائيل.
وتشير عدة علامات غير مباشرة إلى احتمال حدوث نقل مستمر أو وشيك للأسلحة. فقد أفاد مراقبون عسكريون وخدمات تتبع الرحلات الجوية بنشاط غير عادي يتعلق بطائرات نقل أمريكية تسافر من قاعدة حاتزريم الجوية في إسرائيل إلى رزيسزو في بولندا، وهي مركز لوجستي بالغ الأهمية للمساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا.
وتظهر الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تلك المنشورة على مدونات مؤيدة لروسيا مثل تو ماجورز، ما يبدو أنه شحنات من الصواريخ والأسلحة الأخرى التي تم الاستيلاء عليها، والتي يُزعم أنها كانت متجهة إلى أوكرانيا. وقد غذت هذه الصور، إلى جانب نشاط الرحلات الجوية، التكهنات حول عملية النقل، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين لم يؤكدوا هذه الادعاءات.
وعلى الرغم من الأدلة، فإن عدة عوامل تجادل ضد احتمال حدوث مثل هذا النقل. فقد تتردد إسرائيل، التي تسعى إلى الحفاظ على توازن دبلوماسي دقيق مع روسيا، في اتخاذ إجراء من شأنه أن يستفز موسكو. ولعبت روسيا دورا مهما في سوريا، حيث نسقت القوات الإسرائيلية والروسية لتجنب الصراع المباشر. إن انهيار هذه العلاقة قد يخلف عواقب جيوسياسية خطيرة على إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، لم يتم تمرير التشريع الإسرائيلي المقترح الذي من شأنه أن يجيز نقل مثل هذه الأسلحة من قبل الكنيست حتى الآن، مما يجعل أي نقل فوري غير مرجح. وعلاوة على ذلك، قد تفضل إسرائيل تجنب الانخراط بشكل علني في الصراع بين روسيا وأوكرانيا لمنع تصعيد التوترات الإقليمية، وخاصة في ضوء عملياتها الجارية في لبنان وغزة.
مع إعادة تقييم إسرائيل لموقفها وسط التحالف المتنامي بين روسيا وإيران، فإن النقل المحتمل للأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من حزب الله إلى أوكرانيا يظل قضية معقدة وغير محلولة. وفي حين تشير تحركات الطيران الأخيرة والمناقشات الدبلوماسية وطبيعة الأسلحة المضبوطة إلى أن مثل هذا النقل قد يكون جارياً، إلا أنه لم يظهر أي دليل ملموس يؤكد ذلك.
سواء حدث النقل أم لا، فإن المناقشات تسلط الضوء على المعضلات الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل في بيئة دولية متزايدة الاستقطاب. ولا يمكن لمثل هذه الخطوة أن تؤثر على مسار الصراع في أوكرانيا فحسب، بل قد تعيد تعريف التوازن الهش في علاقات إسرائيل مع روسيا.