أخبار: Elbit Systems تزود المغرب بمدافع هاوتزر ATMOS 2000

شركة الدفاع الإسرائيلية Elbit Systems حصلت على عقد لتوريد 36 مدفع هاوتزر ذاتي الحركة من طراز ATMOS 2000 عيار 155 ملم إلى المغرب، وفقًا للمعلومات التي نشرتها الأسبوعية المالية الفرنسية La Tribune في 8 فبراير 2025. سيتم تركيب أنظمة المدفعية هذه على شاحنات Tatra التشيكية، مما يمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجية شراء المدفعية في المغرب.

يأتي هذا القرار في أعقاب التحديات التشغيلية التي واجهتها مدافع هاوتزر CAESAR الفرنسية الصنع، والتي تم تسليمها في عام 2022 من قبل KNDS فرنسا. نقلاً عن كابيرول، واجهت القوات المسلحة الملكية المغربية مشاكل فنية متكررة مع أنظمة CAESAR، مما دفعها إلى البحث عن بديل أكثر موثوقية وكفاءة. كانت فرنسا تتوقع طلبًا جديدًا لمدافع هاوتزر CAESAR الإضافية، ولكن بدلاً من ذلك، اختارت الرباط نظام ATMOS 2000 الإسرائيلي، مما يشير إلى تفضيل متزايد للتكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية على الموردين الأوروبيين التقليديين.

نظام ATMOS 2000 (نظام الهاوتزر المثبت على شاحنة ذاتية القيادة) هو نظام مدفعية مثبت على شاحنة عيار 155 مم / 52 مصمم للانتشار السريع والتنقل الفائق. تتمثل إحدى مزاياه الرئيسية في قدرته على التكيف مع منصات الشاحنات عالية الحركة المختلفة، بما في ذلك تكوينات 6 × 6 و 8 × 8، مما يوفر المرونة بناءً على الاحتياجات التشغيلية. النظام قادر على إطلاق مقذوفات بعيدة المدى تتجاوز 40 كيلومترًا، بمعدل إطلاق يتراوح بين 4 إلى 9 طلقات في الدقيقة، اعتمادًا على وضع التشغيل. يضمن نظام التمديد والملاحة التلقائي المتقدم دقة عالية، والنظام متوافق تمامًا مع شبكات C4I (القيادة والتحكم والاتصالات والكمبيوتر والاستخبارات) الحديثة لتعزيز الوعي بساحة المعركة. تم تصميم ATMOS 2000 للانتقال السريع، حيث يتحرك في غضون 30 ثانية بعد إطلاقه لتجنب تهديدات البطارية المضادة. بالإضافة إلى ذلك، يسمح نظام التحميل شبه الأوتوماتيكي بتشغيله بكفاءة من قبل طاقم من 2 إلى 6 أفراد، مما يجعله بديلاً أكثر أتمتة وكفاءة للمدافع الهاوتزر ذاتية الدفع والسحب التقليدية.

وفقًا لشركة Elbit Systems، يتفوق ATMOS 2000 على CAESAR الفرنسية في جوانب متعددة، وخاصة في التنقل والأتمتة والقوة النارية وكفاءة الطاقم. على عكس CAESAR، والذي يتوفر بشكل أساسي على شاحنات Arquus أو Mercedes-Benz الفرنسية، فإن ATMOS 2000 قابل للتكيف مع مجموعة متنوعة من هياكل الشاحنات، بما في ذلك شاحنات Tatra التشيكية، مما يسمح للمغرب بدمجه في البنية التحتية اللوجستية الحالية. يعد مستوى الأتمتة في ATMOS 2000 ميزة رئيسية أخرى، حيث يشتمل على نظام تحميل شبه أوتوماتيكي، مما يقلل من عبء عمل الطاقم ويعزز معدل إطلاق النار. في المقابل، يستخدم CAESAR نظام تحميل يدوي، مما يتطلب طاقمًا أكبر من 4 إلى 5 أفراد، مما يزيد من التعقيد التشغيلي ويبطئ وقت استجابة نظام المدفعية في سيناريوهات القتال.

عند مقارنة القوة النارية ومعدل إطلاق النار، فإن ATMOS 2000 قادر على إطلاق ما بين 4 إلى 9 طلقات في الدقيقة، اعتمادًا على ملف تعريف المهمة وكفاءة الطاقم، ويدعم قدرات MRSI (التأثير المتزامن للطلقات المتعددة)، مما يسمح لقذائف متعددة بضرب هدف في وقت واحد. في حين أن CAESAR لديه معدل إطلاق نار مماثل يبلغ 6 طلقات في الدقيقة، تشير التقارير التشغيلية من المغرب إلى أن ATMOS يوفر منصة مدفعية أكثر موثوقية وكفاءة في عمليات القتال المستمرة.

كما قامت Elbit Systems بدمج قدرات التحكم في النيران المتقدمة وقدرات C4I في ATMOS 2000، مما يتيح مشاركة الهدف في الوقت الفعلي، وتصحيح النيران الآلي، وتعزيز الوعي الرقمي بساحة المعركة. في حين يتميز CAESAR أيضًا بنظام حديث للتحكم في النيران، أبلغ المغرب عن تحديات التكامل مع شبكات C4I الأجنبية، مما يجعله أقل قدرة على التكيف مع احتياجاتهم التشغيلية المحددة.

من حيث القدرة على الحركة وسرعة النشر، يتمتع ATMOS 2000 بميزة كبيرة، حيث يمكنه الانتقال في أقل من 30 ثانية بعد إطلاقه، مما يقلل من التعرض لنيران العدو المضادة للبطارية. في المقابل، يتطلب CAESAR حوالي دقيقة واحدة لإكمال تسلسل إطلاقه وإعادة وضعه، مما يجعله أبطأ قليلاً في سيناريوهات القتال عالية الكثافة. كلا النظامين متوافقان مع ذخيرة 155 ملم القياسية لحلف شمال الأطلسي، حيث يحقق ATMOS مدى يزيد عن 40 كم باستخدام مقذوفات ERFB-BB (مدى كامل ممتد - نزيف أساسي)، بينما يمكن أن يصل CAESAR إلى 42 كم بنفس الذخيرة وما يصل إلى 50 كم مع VLAP (قذيفة مدفعية طويلة المدى جدًا).

منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية في عام 2020، وسعت المغرب وإسرائيل بشكل كبير تعاونهما الدفاعي. في عام 2021، وقعت الدولتان مذكرة تفاهم دفاعية، مما فتح الباب أمام عقود الدفاع وتبادل المعلومات الاستخباراتية والمشاريع العسكرية المشتركة. ومن بين الاتفاقيات الأكثر شهرة صفقة المغرب بقيمة 500 مليون دولار في عام 2023 لشراء نظام الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلي باراك إم إكس، مما عزز بشكل كبير شبكة دفاعها الجوي. بالإضافة إلى ذلك، قامت المغرب بدمج 20 نظام رادار إسرائيلي من طراز EL/M-2032 في طائراتها المقاتلة من طراز F-5E، مما عزز قدراتها القتالية جو-جو. كما عززت القوات المسلحة الملكية المغربية دفاعها الجوي من خلال الاستحواذ على 75 نظام دفاع جوي بعيد المدى من طراز باراك-إل آر إيه دي، وهي جزء من حزمة الدفاع الصاروخي باراك-إم إكس.

أصبح الوجود المتزايد للمعدات العسكرية الإسرائيلية في سوق الدفاع العالمية واضحًا بشكل متزايد، وغالبًا ما تتنافس بشكل مباشر مع الشركات المصنعة للدفاع الأوروبية، بما في ذلك فرنسا. وعلى مدى العقد الماضي، وسعت إسرائيل صادراتها الدفاعية من خلال اتفاقيات استراتيجية، حيث قدمت تكنولوجيا حديثة أثبتت فعاليتها في القتال، والتي تروق للدول التي تسعى إلى بدائل موثوقة للأنظمة الأوروبية والأميركية. وعلى النقيض من ذلك، كافحت فرنسا للحفاظ على نفوذها، حيث واجهت تأخيرات في التسليم، وظروف سياسية معقدة، وعدم رضا العملاء عن بعض منتجاتها الدفاعية. ويشكل التحول المغربي من نظام CAESAR الفرنسي إلى نظام ATMOS 2000 الإسرائيلي مثالاً رئيسيًا على هذا الاتجاه، حيث يسلط الضوء على التفضيل المتزايد لأنظمة المدفعية الإسرائيلية في مناطق مثل إفريقيا وآسيا.

في حين كانت فرنسا تتوقع تأمين طلب إضافي لمزيد من مدافع الهاوتزر CAESAR من المغرب، فإن اختيار نظام ATMOS 2000 يؤكد على الدور المتنامي لإسرائيل كمورد رئيسي للأسلحة العالمية، حيث تقدم حلولاً أثبتت فعاليتها في القتال وفعالة من حيث التكلفة وقابلة للتكيف تروق للجيوش الحديثة. ونتيجة لهذا، تعمل صناعة الدفاع الإسرائيلية على زيادة حصتها في السوق بشكل مطرد، مما يشكل تحديًا كبيرًا للموردين الأوروبيين التقليديين مثل فرنسا في سوق الأسلحة العالمية شديدة التنافسية.