قررت تايوان تسريع تطوير أسطولها من خلال إدراج مشروع فرقاطة بوزن 6000 طن في ميزانية عام 2026. وقد خُصص مبلغ 142.03 مليون دولار تايواني جديد (حوالي 4.4 مليون دولار أمريكي) لتمويل مرحلة تصميم نموذج أولي، مما يُمثل خطوة حاسمة في إحياء هذا البرنامج. وستُنفذ عملية التصميم معاهد محلية ذات خبرة في الهندسة البحرية، بينما ستُجري مختبرات أجنبية رائدة اختبارات نموذجية للتحقق من صحة وتحسين التكوين العام للسفينة. ويعكس هذا النهج المزدوج نية تايبيه في الجمع بين استقلالية صناعتها الدفاعية وضمانات المعايير التقنية الدولية.
يتجاوز البرنامج مجرد دراسة جدوى. ووفقًا لمعلومات نشرتها صحيفة تايبيه تايمز، طرحت وزارة الدفاع الوطني بالفعل مناقصات لعروض تشمل هيكل السفينة، وأنظمة الدفع، والرادار، والأسلحة. تُعرض السفينة المُخطط لها كفرقاطة صواريخ مُوجّهة من الجيل الجديد، مُجهزة برادار AN/SPY-7 النشط، مما يمنحها قدرات كشف ودفاع جوي مُتقدمة تُضاهي قدرات سفن الخطوط الأمامية في بعض القوات البحرية المُتحالفة. الهدف هو تطوير سفينة حربية مُتعددة الاستخدامات قادرة على العمل بعيدًا عن سواحل تايوان وحماية الطرق البحرية الحيوية لخطوط إمداد الجزيرة.
تُفسر البحرية التايوانية هذا الاختيار بأنه استجابة للضغط والتوترات الصينية المُتزايدة في بحري الصين الشرقي والجنوبي. من المُتوقع أن تُؤدي الفرقاطات المُستقبلية، التي يبلغ وزنها 6000 طن، عدة مهام: التدريب في عرض البحر، ومرافقة القوافل اللوجستية، وحماية خطوط الاتصالات البحرية، ودعم عمليات إعادة الإمداد البحرية. يهدف حجمها المُتزايد وقدرتها على التحمل إلى تعزيز مرونة عمليات النشر البحرية، مما يمنح تايوان القدرة على العمل بسرعة أكبر وعلى مدى أوسع في بيئة استراتيجية تتطلب فيها الميزة العددية للبحرية الصينية تحديثًا مُستمرًا.
هذا المشروع جزء من خطة أوسع نطاقًا قيد التنفيذ، تتضمن بناء نموذجين أوليين لفرقاطة خفيفة، أحدهما مُخصص للدفاع الجوي والآخر للحرب ضد الغواصات. ومن المقرر بناء عشر وحدات إضافية بمجرد اعتماد هذه النماذج الأولية. ستُجهز هذه الفرقاطات الأصغر برادارات ثلاثية الأبعاد، وأنظمة إطلاق عمودية للصواريخ أرض-جو، وصواريخ هسيونغ فنغ 3 المضادة للسفن، وطائرات مُسيرة محمولة على متن السفن، مما يُوفر استجابة أولية للاحتياجات الفورية في الدفاع الساحلي وعمليات منع الوصول. وبالتوازي مع ذلك، يهدف تطوير فرقاطة أثقل وزنها 6000 طن إلى منح البحرية قدرة تكميلية مُصممة لعمليات أعالي البحار والتواجد الإقليمي.
يضم أسطول تايوان حاليًا أربع مدمرات من فئة كيلونغ (سابقًا كيد الأمريكية)، وغواصتين من فئة هاي لونغ، واثنتين وعشرين فرقاطة، من بينها فئة تشنغ كونغ (المعدلة من أوليفر هازارد بيري)، وفئة منغ تشوان (سابقًا أوليفر هازارد بيري)، وفئة تشين يانغ (سابقًا نوكس)، وفئة كانغ دينغ (النسخة المحلية من لافاييت الفرنسية). هذه السفن، المسلحة بصواريخ مضادة للسفن من طراز هسيونغ فنغ II أو III، وأنظمة أرض-جو مثل SM-1MR أو سي شابارال، وطوربيدات خفيفة الوزن من طراز Mk 46، توفر اليوم حمايةً للمياه الساحلية التايوانية والمضيق.
مع ذلك، لا يزال دورها محدودًا في عمليات المياه العميقة حيث تنشر الصين مجموعات مهام حديثة تشمل مدمرات ثقيلة وطرادات مزودة بصواريخ. في هذا السياق، يُؤكد الإعلان عن مرحلة تصميم فرقاطة بوزن 6000 طن عزم تايبيه على تجاوز مجرد الدفاع الساحلي، وامتلاك أصول رادعة وعملياتية موثوقة في أعالي البحار. ومن خلال الجمع بين الخبرة المحلية والمدخلات التقنية الدولية، يعكس المشروع استراتيجية عملية وتطلعية تهدف إلى تعزيز مرونة تايوان البحرية في مواجهة تحديات الأمن الإقليمي.