حققت الشركة الإندونيسية إنجازًا مهمًا في صناعة الدفاع البحري الوطنية من خلال إجراء حفل وضع العارضة للفرقاطة الثانية Merah Putih. وفقًا للمعلومات التي نشرتها شركة PT PAL في 15 نوفمبر 2024. يمثل هذا الحدث، الذي أقيم في حوض بناء السفن التابع لشركة PT PAL في سورابايا، شرق جاوة، البدء الرسمي في بناء السفينة. وحضر الحفل أصحاب المصلحة الرئيسيون، بما في ذلك ممثلون عن وزارة الدفاع الإندونيسية والبحرية الإندونيسية (TNI AL).
يعد مشروع الفرقاطة Merah Putih جزءًا من استراتيجية إندونيسيا الأوسع لتحديث أسطولها البحري وتعزيز قدرات صناعتها الدفاعية المحلية. تعتمد هذه الفرقاطات على تصميم Arrowhead 140 من Babcock، ويبلغ طولها 140 مترًا وإزاحتها حوالي 5996 طنًا. تم تجهيزها بأسلحة متطورة وأنظمة استشعار، بما في ذلك نظام إطلاق عمودي (VLS) للصواريخ أرض-جو وسطح-سطح، بالإضافة إلى مدفعين بحريين عيار 76 ملم.
أُجري أول قطع فولاذي للفرقاطة الثانية ميراه بوتيه في 5 يونيو 2024، إيذانًا ببدء مرحلة البناء المادي. حفل وضع العارضة، الذي يُعَد تقليديًا لحظة محورية في بناء السفن، يدل على وضع العمود الفقري للسفينة وبدء تجميعها.
صناعة الدفاع الإندونيسية
إن رحلة إندونيسيا نحو توطين صناعة الدفاع متجذرة في تطلعاتها إلى الاعتماد على الذات وتعزيز الأمن الوطني. وقد تشكل هذا الطموح في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي عندما بدأت البلاد في تأميم الصناعات الرئيسية، بما في ذلك القطاعات المتعلقة بالدفاع. وكان إنشاء شركات مملوكة للدولة مثل PT Pindad في عام 1983، والتي كانت منذ ذلك الحين حجر الزاوية في تطوير منتجات الدفاع المحلية مثل بنادق SS2 ومركبات كومودو التكتيكية، من المعالم البارزة في هذا المسار.
وقد أكدت الحكومة على توطين القدرات الدفاعية من خلال السياسات الاستراتيجية، ولا سيما القانون رقم 16 لعام 2012. وينص هذا الإطار على إنشاء صناعة دفاعية مهنية ومبتكرة قادرة على تقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية. ومن المبادرات الرئيسية الأخرى برنامج الحد الأدنى من القوة الأساسية (MEF)، الذي تم تقديمه في عام 2009، والذي يحدد تحديثًا تدريجيًا للقوات المسلحة الإندونيسية لتعزيز القدرات الحاسمة.
وتحظى صناعة الدفاع في إندونيسيا بدعم من لاعبين رئيسيين مثل PT Pindad وPT PAL Indonesia وPT Dirgantara Indonesia (Indonesian Aerospace) وPT Dahana. وقد تم دمج هذه الشركات تحت كيان Defend ID لتعزيز التعاون والكفاءة التشغيلية. على سبيل المثال، تشتهر PT PAL بسفنها البحرية، بينما تنتج PT Dirgantara الطائرات، مما يساهم في نظام بيئي دفاعي محلي متنوع ومتزايد القدرة.
على الرغم من هذه التطورات، تواجه إندونيسيا تحديات مثل القيود الميزانية، والاعتماد التكنولوجي، والقدرة التنافسية العالمية. تاريخيًا، كان الإنفاق الدفاعي محدودًا، مما قيد جهود البحث والتطوير. كما يؤكد الاعتماد على المكونات الأجنبية على الحاجة إلى قدر أعظم من الاستقلال التكنولوجي. ولمعالجة هذه القضايا، زادت الحكومة من مخصصات الدفاع وسعت إلى التعاون الدولي، مثل تطوير طائرات مقاتلة من طراز KF-X/IF-X مع كوريا الجنوبية، وهو ما يسهل نقل التكنولوجيا وبناء القدرات.
